كشفت مصادر عسكرية يمنية عن تحركات ميدانية مكثفة لقوات الجيش والمقاومة مسنودة بالتحالف في جبهات الساحل وصعدة وحجة والبيضاء، بهدف حسم المعارك فيها عقب فشل مشاورات جنيف، فيما واصلت قوات المقاومة المشتركة تقدمها جنوب مدينة الحديدة على الساحل الغربي لليمن، واقتربت من قطع أهم طرق إمداد ميليشيات الحوثي الإيرانية نحو جبهات الساحل، في حين تمكنت قوات الجيش من تحرير مواقع جديدة في جبهات خب والشعف في الجوف والملاجم بالبيضاء وباقم صعدة، بمساندة جوية من مقاتلات التحالف العربي.
وأكدت مصادر عسكرية يمنية وجود استعدادات عسكرية ضخمة من قبل قوات الجيش والمقاومة اليمنية بإشراف من التحالف العربي في عدد من الجبهات الاستراتيجية التي ستشهد خلال الأيام القليلة المقبلة مفاجآت كبيرة في ظل فشل مشاورات جنيف الأخيرة، نتيجة مماطلة وفد الميليشيات الانقلابية وعدم حضوره إلى جنيف.
وقالت المصادر نفسها إن ألوية عسكرية التحقت بجبهات الساحل الغربي وحجة وصعدة والبيضاء، ستؤدي إلى حسم أهم الجبهات في تلك المناطق والوصول الى ميناء ومدينة الحديدة، والتحام جبهات الساحل مع جبهات حرض وميدي وصولاً الى الحدود اليمنية السعودية من الجهة الشمالية.
وأشارت إلى أن جبهات صعدة والبيضاء ستشكل الضربة القاصمة للميليشيات من خلال الوصول إلى مران ومركز محافظة صعدة، والوصول الى مدينة البيضاء وفتح جبهات على تخوم العاصمة وذمار وإب، لافتة إلى أن قوات الجيش والمقاومة اليمنية ومن خلفهم التحالف العربي والمجتمع الدولي تركوا خلال الفترة الماضية فرصة للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث لتحقيق اختراق في الملف السياسي والإنساني إلا أن الميليشيات أفشلت جهوده، ولم يبق أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلا إعطاء الضوء الأخضر للقوات على الأرض لحسم المعارك، خصوصاً في الساحل الغربي وعلى رأسها تحرير ميناء الحديدة.
في الأثناء، واصلت قوات المقاومة المشتركة ممثلة بألوية العمالقة تقدمها نحو منطقة كيلو 16 شرق مدينة الحديدة، مع استمرار المعارك العنيفة ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية في مناطق وأحياء المدينة الجنوبية، وسط سقوط قتلى وجرحى وأسر آخرين في صفوف المتمردين.
وأكدت مصادر ميدانية أن قوات المقاومة تنفذ عمليات التفاف وتحرز تقدماً كبيراً في أحياء مدينة الحديدة الجنوبية والشرقية وسط تهاوي وانهيار تحصينات الميليشيات، التي تكبدت عشرات القتلى والجرحى على يد المقاومة ومقاتلات التحالف وطيران الأباتشي المشارك في العمليات.
وأشارت المصادر إلى أن طرق الإمداد الفرعية في جنوب المدينة تم قطعها بالكامل، ولم يبق إلا كيلو 16 التي تمثل منطقة تجميع للتعزيزات القادمة من صنعاء وعمران وحجة وذمار وإب، التابعة للميليشيات، وفي حال تم السيطرة عليها وتحريرها تكون القوات المشتركة حققت أكبر إنجاز عسكري سيقود الى تحرير المدينة والميناء.
وأكدت أن قوات المقاومة تسيطر نارياً على أجزاء كبيرة من مفرق كيلو 16، وأنه لم يتبق أمام الميليشيات في الحديدة سوى الخروج من جهة الشمال نحو القناوص والزهرة ومنها الى حجة، قبل أن يتم محاصرتها في داخل مدينة الحديدة والميناء.
وكانت قوات المقاومة والتحالف العربي دعت سكان مدينة الحديدة إلى تجنب التوجه نحو منطقة كيلو 16 باعتبارها منطقة عسكرية خطرة حتى نهاية منطقة راس الكثيب الساحلية، فيما أشارت مصادر محلية في الحديدة إلى أن عناصر الميليشيات تعيش حالة من الارتباك والتوجس مع اقتراب القوات المشتركة من كيلو 16 والسيطرة على كيلو 7 القريبة منها.
وفي صعدة، واصلت قوات الجيش اليمني مسنودة بالتحالف العربي تقدمها في جبهات باقم وكتاف ورازح وشدا والظاهر، وتمكنت من تأمين «آل ماطر، وآل صبحان، وآل نصر، وآل مجدع» الواقعة بمنطقة سحار الشام بمديرية باقم بالكامل، ودعت سكان تلك المناطق للعودة إلى منازلهم.
وفي حجة، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية نحو جنوب شرق مركز مديرية حيران المحررة، واقتربت من فتح جبهة جديدة باتجاه مديرية مستبأ التي تعد مركزاً عسكرياً للميليشيات، وفي حال تحريرها تكون الجبهات الساحلية لمحافظة حجة محررة بالكامل.
وشنت قوات الجيش هجوماً واسعاً على عدد من مواقع الميليشيات جنوب شرق مديرية حيران بمحاذاة خميس بني حسن التابع لمديرية عبس، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وأسر أحد عناصر الحوثي.
وكانت ميليشيات الحوثي الانقلابية أقرت بمصرع القيادي الحوثي صلاح مسعد خموسي في جبهة حيران مع عدد من مرافقيه إلى جانب أسر اثنين آخرين، وشكل خبر مصرعه صدمة كبيرة في أوساط عناصر الميليشيات.
من جهة أخرى، تمكن أحد التشكيلات البحرية التابع للمنطقة العسكرية الخامسة من إفشال عملية انتحارية لميليشيات الحوثي الانقلابية بزورق حوثي مفخخ متحكم به عن بعد في سواحل ميدي بحجة. وأكدت مصادر عسكرية في المنطقة الخامسة أن الميليشيات كانت جهزت عدداً من الزوارق المسيرة في ميناء الصليف بالحديدة ونقلتها إلى أحد المواقع البحرية لها في اللحية لاستخدامها في عمليات هجومية على مواقع الجيش في ميدي، ولاستهداف المملكة العربية السعودية أيضاً، قبل أن تتمكن قوات الجيش من إحباطها والسيطرة على أحد الزوارق.
وفي البيضاء وسط اليمن تمكنت قوات الجيش من صد هجوم شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية في مديرية الملاجم بالقرب من وادي فضحة، وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
المصدر: الإمارات اليوم