أحرزت القوات العراقية، أمس، تقدماً مهماً، واستعادت السيطرة على معظم مدينة الفلوجة بما في ذلك المجمع الحكومي وسط المدينة، وأكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن تنظيم «داعش» لا يزال يسيطر على بؤر صغيرة في المدينة، وتحدثت مصادر عسكرية وأمنية عن تحرير نحو 70 في المئة من الفلوجة، فيما صدت البيشمركة الكردية والشرطة وأخرى موالية لها، هجوماً لتنظيم «داعش» استهدف بلدة إلى الجنوب من كركوك، لكن الهجوم أوقع 15 قتيلاً من قوات الأمن، واكثر من 40 جريحاً، في وقت اتهم مصدر مسؤول في محافظة صلاح الدين، الحشد الشعبي باختطاف أكثر من 1000 شخص من مدن وقصبات المحافظة منذ سيطرة القوات العراقية على المحافظة. وبالتزامن مع ذلك، اتهمت واشنطن موسكو باستهداف المعارضة المعتدلة المدعومة أمريكياً، مؤكدة أن غارات روسية استهدفت، الخميس، اجتماعاً مشتركاً بين مقاتلين سوريين وعراقيين كان مخصصاً لتنسيق المعركة ضد تنظيم «داعش» على جانبي الحدود، فيما دافع الكرملين بأنه من الصعب التمييز بين المعارضة المعتدلة والإرهابية بسبب التداخل على الأرض. لكن مسؤولاً أمريكياً لم يشأ الافصاح عن اسمه لرويترز أكد أن روسيا شنت غارة جوية جديدة على مقاتلين تدعمهم واشنطن حتى بعد أن طلب الجيش الأمريكي من موسكو عبر قنوات اتصال معينة التوقف عن القصف. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، قتل 9 مدنيين أمس، في قصف جوي استهدف الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب غداة إعلان موسكو عن هدنة لمدة 48 فيها.
يأتي ذلك، فيما شكل 51 دبلوماسياً أمريكياً مجموعة «منشقين» تطالب الولايات المتحدة بأن توجه ضربات عسكرية إلى النظام السوري، في انتقادات سياسية قاسية للسياسة التي يتبعها الرئيس باراك أوباما لمحاولة وقف هذا النزاع، فيما نددت روسيا بالدعوة، مشددة على أن مثل هذه الدعوة تتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي حول سوريا. وحذر الكرملين، أمس، من أن منطقة الشرق الأوسط قد تغرق في الفوضى في حال إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن سقوط النظام لن يساعد في محاربة الإرهاب. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، أمس، إنه يتفق مع مقترحات أمريكية بإشراك أطراف من المعارضة في الحكومة السورية الحالية، الأمر الذي نفاه مسؤول أمريكي، في حين أكد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكو ترفض تقسيم أو تجزئة سوريا، مشدداً على أن على السوريين أنفسهم تحديد أبعاد المرحلة الانتقالية المقبلة، ومصير الرئيس بشار الأسد.
المصدر: الخليج