واصلت القوات العراقية، أمس، تقدمها من 3 محاور في شرقي الفلوجة في محافظة الأنبار، واندلعت مواجهات واشتباكات عنيفة مع عناصر «داعش» شمالي المدينة، تحت وابل من القصف الجوي والمدفعي، وسط مخاوف عراقية من أن تكون عملية تحرير مدينة الفلوجة بداية لتصفيات طائفية من قبل بعض الجهات، حيث طالب اتحاد عشائر الأنبار بانسحاب الحشد الشعبي بعد أن بدأ يمارس قصفاً عشوائياً على المدينة، وترددت أنباء عن وجود الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غرفة عمليات الحشد الشعبي في الفلوجة.
وقال قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان، إن قوات الاتحادية تقدمت باتجاه شرقي الفلوجة من ثلاثة محاور وتمكنت من تحرير 3 كم من الأراضي وقتلت 10 من عصابات «داعش» الإرهابية فضلاً عن تدمير أربع سيارات ملغومة. وتابع أن قوات الشرطة الاتحادية تمكنت من تحرير قريتي البو عودة والعباسي بشكل كامل. كما حررت قوات الشرطة قرية حصوة الأصيل في المدخل الشرقي للفلوجة. وذكرت مصادر أمنية أن «مواجهات واشتباكات عنيفة تدور منذ الساعات الأولى من صباح امس، بين القوات الأمنية والحشد الشعبي من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى في ناحية الصقلاوية شمالي الفلوجة». وأضافت أن «المواجهات والاشتباكات مستمرة، وسط إسناد من طيران الجيش والقوة الجوية والمدفعية للقوات الأمنية».
وبينما يتخوف السكان بالفلوجة من تصريحات لقادة في الحشد الشعبي توعدت بضرب الفلوجة واعتبار هذه المعركة فرصة للانتقام من سكانها، أبدت شخصيات برلمانية وسياسية من أبناء الانبار نفس المخاوف من أن يكون ثمن المعركة هو تدمير المدينة وقتل سكانها الذين يقدر عددهم بنحو 50 ألف نسمة. وقال النائب في البرلمان حامد المطلك ممثل عن محافظة الأنبار، إن معركة تحرير الفلوجة ستكون إما نقطة التقاء بين العراقيين وإحياء فعلي لمشروع المصالحة الوطنية في حال كانت المعركة نظيفة وتحررت على طريقة الرطبة، وإما تشترك جهات مسلحة في المعركة بدواع طائفية واحقاد دفينة وتدمر وتقتل الناس الأبرياء وبالتالي يصبح الأمر نقطة خلاف عراقي على أسس طائفية، وهذا الذي نقف بوجهه لكي لا يحصل.
وطالب عضو اللجنة الأمنية في مجلس الأنبار، راجع بركات العيفان، رئيس الوزراء العراقي بإيقاف القصف العشوائي للحشد الشعبي على الفلوجة وعدم اشراكهم في عمليات تحرير ودخول الفلوجة.
كما طالب اتحاد العشائر العربية، امس، بإبعاد ميليشيا الحشد الشعبي من معركة استعادة الفلوجة، بالتزامن مع تصريحات لمصادر عراقية، أكدت فيها وجود قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، في غرفة عمليات الحشد الشعبي. وقالت المصادر إن هناك وجوداً لمسلحين إيرانيين في المعركة، التي أعلن عنها رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قبل يومين. وانتشرت مقاطع فيديو تحريضية ضد الفلوجة، أبطالها قادة كبار في ميليشيا الحشد الشعبي، من بينها ما قاله قائد سراي أبو الفضل العباس التابع للحشد، إن الفلوجة «ورم سرطاني في جسد العراق يجب استئصاله»، في حديث إلى مسلحي الميليشيات.
المصدر: الخليج