بسطت «قوات سوريا الديمقراطية»، مدعومة بضربات جوية نفذها التحالف الدولي، سيطرتها أمس على حي السرب شمال منبج آخر معاقل «داعش» في المدينة، وسط مقاومة من عناصر التنظيم داخل الحي، حيث تجري عمليات إزالة المتفجرات وتأمين المدينة، فيما أكد متحدث عسكري إقدام مسلحي التنظيم الإرهابي على خطف نحو ألفي مدني أثناء انسحابهم من آخر جيب كانوا يتحصنون فيه، واتخاذهم «دروعاً بشرية» لكي يتسنى للمتشددين الفرار باتجاه مدينة جرابلس على الحدود التركية. فقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية التي تضم أكراداً وعرباً ومقاتلين آخرين ومدعومة من جانب الولايات المتحدة، أمس، تحرير منبج قرب الحدود التركية، من قبضة «داعش»، بعد حملة استغرقت أكثر من شهرين. وقال شرفان درويش المتحدث باسم مجلس منبج العسكري المنضوي ضمن القوات ذاتها «خطف مقاتلو التنظيم الإرهابي حوالى ألفي مدني، بينهم نساء وأطفال من حي السرب شمال منبج» في ريف حلب الشمالي، مضيفاً «استخدموا المدنيين دروعاً بشرية خلال انسحابهم إلى مدينة جرابلس، ما منعنا من استهدافهم». وتحدث الناشط الإعلامي قحطان الشرقي من منطقة منبج قائلاً إن التنظيم أخرج المحتجزين لديه، إضافة لخروج حوالي 50 عائلة تم توثيقهم بالاسم وعددهم حوالي 400 شخص باتجاه مدينة جرابلس، وهم يستقلون سيارات وجرارات زراعية، بينما بقيت أعداد أخرى من العائلات في المزارع المجاورة لحي السرب.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان «إننا في المجلس العسكري لمنبج وريفها، نعلن أنه لم يبق لنا أي خيار لتحرير الرهائن غير الحسم العسكري، وإطلاق عملية شاملة لدحر بقايا إرهابيي (داعش) المتبقين في حي السرب الذي يتحصنون به، لتكون هذه عملية الحسم الأخيرة لتحرير مدينة منبج، بعد فشل 3 مبادرات لخروج المدنيين من المدينة». وأضاف البيان «منذ بدء حملة تحرير منبج، اتخذ التنظيم الإرهابي المدنيين دروعاً بشرية للاحتماء بهم، وجعلهم جزءاً من خططهم الحربية، نحن بدورنا أخذنا كل الاحتياطات اللازمة لتأمين سلامة وحياة أهلنا واعتبرناها من أولوياتنا الأساسية، واتخذنا كل التدابير اللازمة لوقاية المدنيين الأبرياء من أي مكروه، حيث تمكنّا من إنقاذ وإيصال ما يزيد على 170 ألف مدني محاصر من المدينة والريف إلى المناطق الآمنة».
وتنبع أهمية منبج الاستراتيجية من كونها تقع على خط الإمداد الرئيس لتنظيم «داعش» بين محافظة الرقة، أبرز معاقله في سوريا، والحدود التركية، وسيسهم تحريرها في محاصرة المتشددين. ووثق المرصد السوري الحقوقي منذ إطلاق قوات سوريا الديموقراطية معركة تحرير منبج مقتل «437 مدنياً، بينهم 105 أطفال». وقتل 203 منهم جراء ضربات طائرات التحالف الدولي في مدينة منبج وريفها، والآخرون جراء المعارك والقصف. كذلك قتل 299 عنصراً من قوات سوريا الديمقراطية مقابل 1019 مقاتلاً على الأقل من «داعش» خلال المعارك وجراء ضربات جوية. وفي تطور موازٍ، أعلن يوري كوكوف حاكم منطقة كباردينو-بلكاريا في القوقاز الشمالي على موقع «انستجرام» مقتل جندي روسي في سوريا يدعى عسكر بيجوييف دون تقديم تفاصيل، ما يرفع إلى 19 الحصيلة الرسمية لقتلى الجيش الروسي بهذه البلاد منذ بدء التدخل العسكري.
من جهتها، أعلنت فصائل المعارضة المسلحة أنها قطعت طريق خناصر الواصل بين مدينة حلب ووسط وغربي سوريا الذي يعتبر المنفذ الوحيد لإمدادات القوات النظامية والمليشيات المتحالفة معها، مؤكدة أنها سيطرت على معسكر الغزلان التابع لجيش الأسد بريف حلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة شاركت فيها والمليشيات اللبنانية والإيرانية والعراقية. بالتوازي، سقط 25 قتيلاً مدنياً، بينهم 5 أطفال بغارات شنتها طائرات حربية يرجح أنها روسية، استهدفت بلدات حيان ودارة عزة واورام الكبرى بريف حلب، تزامناً مع قصف جوي مماثل على بلدات تلعادة وسرمدا ومعارة النعسان بريف إدلب، موقعاً 15 قتيلاً على الأقل.
المصدر: الإتحاد