ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
في مقال الأسبوع الماضي تناولت قضية مهمة عند البعض، منسية عند البعض الآخر، ألا وهي جعل ممارسة الرياضة أسلوب حياة، وها أنذا اليوم أستكملها بقصتي مع صالة فيرجن – فرع ديدزبري في مدينة مانشيستر البريطانية؛ بعد قراري في 2011 بأن تكون ممارسة الرياضة في حياتي عادة، وربما كالعبادة في ديمومتها واستمراريتها.
ذهبت إلى الصالة هناك، فاستقبلني أحد موظفيها وعرض علي القيام – أولاً – بجولة على مرافقها .. فأطلعني بداية على غرفة الترفيه الخاصة بالأطفال لمن أراد أن يصطحب أطفاله معه، وهذا ما فعلته أيضاً، ثم مررنا على الكوفي الخاص بالصالة، فوجدته مريحاً للنفس وفيه سعة وجمال، وبعدها انتقلنا إلى صالة الأجهزة؛ ولعله من الطرافة والغرابة أن أجد هناك قسماً خاصاً للنساء منفصلاً بشكل جزئي! ولا تنسوا أننا في بريطانيا، ومن ثم عرّجنا على غرف تبديل الملابس لأرى أن لها مدخلاً يوصلها بأحواض السباحة، فكان الصغير للأطفال والأولمبي للكبار.
أنهينا الجولة وعدنا أدراجنا فجلسنا في المقهى (الكوفي الواسع الجميل)، وذلك لمناقشة رسوم الاشتراك وغيرها .. إذْ طلبتُ أن يكون لي مدرب خاص (حتى أضمن استمراري)، وكان من حسن حظي أن يكون مدربي هو الشاب كارل الذي كان قمة في الأخلاق والالتزام، فلا أذكر أنه تأخر علي يوماً، بل كان ملتزماً دائماً، وكان ينتظرني في الوقت المحدد. المهم أنه بعد دفعي الاشتراك استلمت البطاقة الإلكترونية التي كان علي استخدامها عند الدخول والخروج من البوابة الإلكترونية.
الشاهد هو هذه البطاقة الالكترونية بالذات، إذْ لم تكن مهمتها ضبط عملية الدخول والخروج من الصالة فحسب، بل كان لها أهمية أخرى، وهي مهمة إحصائية فقد كانت تحسب عدد أيام حضور المشترك إلى الصالة كل شهر، فإذا تجاوز عدد أيام حضورك 20 يوماً ستصلك رسالة سارة على بريدك الإلكتروني تفاجئك «بالتهنئة». نعم، إنها رسالة تهنئك لحرصك على ممارسة الرياضة، ومع التهنئة تحفيزات، منها: درس مجاني، وأحياناً دعوة مجانية لأحد أصدقائك لمشاركتك الرياضة في الصالة، وغير ذلك من الحوافز.
هذه الخدمة مع بساطتها أراها إبداعية حقاً، وأجد أنها تضرب عصفورين بحجر واحد؛ فمن جهة تحفز المشترك على الاستمرار بممارسة الرياضة بلا انقطاع، فتنشر مفهوماً صحياً جميلاً في المجتمع، ومن جهة أخرى تقوم بمهمة تسويقية للصالة نفسها. ولكن الغريب في الأمر .. أنني حينما نقلتُ هذه الفكرة للصالة التي التحقت بها ـ هنا في الدولة ـ حيث توجد البوابات الإلكترونية نفسها وجدت أن فكرتي ذهبت مهب الريح؛ حينذاك تذكرت قول الشاعر العربي:
لقدْ أسمعتَ لو ناديتَ حياً
ولكن لا حياةَ لمن تنادي
ولوْ نارٌ نفختَ بها أضاءَتْ
ولكنْ أنتَ تنفخُ في رمادِ
المصدر: الرؤية