ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
عندما تم ترشيح زميلي عبدالله الخياط ليكون ممثلاً لجهة عمله في «سباق بناة المدينة»، الذي أعلن عنه في شهر ديسمبر الماضي، ظن أنه ذاهب لحضور اجتماعات تقليدية، وسيتداولون خلالها مناقشات مألوفة، وقد تخرج منها أفكار تجديدية بعيدة قليلاً عن القديم، لكنه وقبل 24 ساعة من موعد التجمع فوجئ برسالة نصية تطلب منه أن يرتدي الملابس (الكاجوال) والحضور إلى مكان لا يحاكي القديم بالمرة، وهو سكاي دايف ذا بالم، وفوجئ أكثر عندما وصل وشاهد كيف تم إعداده بصورة ابتكارية مبدعة.
المهندس أحمد البدواوي، عضو الفريق المنظم لهذه الفعالية، يقول: الإعداد لهذا التجمع بدأ منذ أشهر، وكان علينا أن «نفكر خارج الصندوق»، بحيث نأتي بفكرة جديدة، ومكان جديد، وبرنامج جديد لم يعهده الحاضرون من قبل، لذلك قمنا بحصر جميع الخدمات المشتركة بين الدوائر التي بلغت 190 خدمة، ثمّ حدّدنا أهم 12 خدمة، على أن نقيم ثلاثة معسكرات في السنة، كل معسكر يعمل على تطوير أربع خدمات رئيسة. يكمل المهندس أحمد: إن اختيار مكان التجمع كان خارجاً عن العرف والعادة؛ لهدف، إذْ كان خالياً من العمران، لنرسل رسالة للمشاركين مفادها «بأفكاركم سنستمر في سباق بُناة المدينة».
جميع من شارك في هذا التجمع أبدى سعادته بالساعات التي قضاها ـ ومن لم يحالفه الحظ في الحضور تمنى لو كان من ضمن المشاركين (أنا واحد منهم) ـ ومنبع سعادتهم كان روعة التنظيم والخروج عن المعتاد، علاوةً على الأفكار الإبداعية في تصميم برنامج التجمع، حيث كان لكل فريق لون، ولكل فريق قاعة مفعمة بألوان التفاؤل، وتصميمات من روح الخدمة التي يعملون على تطويرها، ومن دقة التنظيم ـ وعلى بساطة الفكرة ـ كان كل فريق يحصل على فواكه من اللون نفسه الذي منح له! والتنافس من خلال الألعاب الحركية كان موجوداً، فهذه اللعبة تعلموا منها التعاونَ، والأخرى توليدَ الأفكار، حتى جاء القفز من الطائرة ليرَوْا مدينتهم من أعلى في أبهى صورة، وليرددوا بأن هناك المزيد.
انتهت الأيام الثلاثة ولكن السباق لم ينتهِ، يقول المهندس أحمد: خلال أسابيع ستصلنا من الفرق مبادراتهم لنقوم بمتابعتها، ومن ثَمَّ تقييمها في نهاية العام.
هذه تجربتي الثالثة مع فريق نموذج دبي، فقد سبق أن ْحضرت معهم اجتماعاً، وكان من أروع الاجتماعات، بَهَرونا في حفل توزيع جوائز حمدان بن محمد للخدمات الذكية، واليوم يقدمون لنا تجربة نوعية ريادية في توليد أفكار تصنع مستقبل دبي. قلتها في مقال سابق وأكررها اليوم: هنا فريق لديه إيمان بالتميز، وهنا إيمان!
المصدر: الامارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-01-29-1.751278