عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، أول لقاء مباشر بينهما، أمس الجمعة، خلال قمة لمجموعة العشرين تخللتها تظاهرات عنيفة، وانقسامات بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين بشأن التغير المناخي والتجارة، وفيما خاطب ترامب نظيره الروسي قائلاً «نتطلع إلى حدوث أمور إيجابية للغاية لروسيا والولايات المتحدة»، مضيفاً «إنه شرف لي أن أكون معك»، نقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله إنه ناقش مع ترامب قضايا أوكرانيا وسوريا والإرهاب والأمن الإلكتروني.
وقال بوتين عقب اجتماعه مع ترامب الذي استمر أكثر من ساعتين «أجرينا محادثات مطولة للغاية».
واعتذر بوتين عن تأخره على اجتماعه التالي الذي يلتقي فيه برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فيما أشاد ترامب بأول لقاء له مع بوتين، وقال إنه يتطلع إلى «أشياء إيجابية» تحدث في العلاقات بين الخصمين السابقين للحرب الباردة.
وقال ترامب للصحفيين بينما كان يجلس إلى جوار بوتين الذي اجتمع معه أمس الجمعة، على هامش قمة مجموعة العشرين «بوتين وأنا نناقش أشياء متعددة، وأظن أن الأمور تسير على ما يرام»، مضيفاً «أنا سعيد لتمكني من لقائك شخصياً حضرة الرئيس. أتمنى كما قلت، أن تتمخض عن لقائنا نتائج قوية». وتابع «أجرينا محادثات جيدة جداً جداً. سنجري حواراً الآن وبالتأكيد ذلك سيستمر. نتطلع إلى أن يحدث الكثير من الأشياء الإيجابية جداً لروسيا وللولايات المتحدة، ولجميع المعنيين. وإنه ليشرفني أن أكون معك».
وقال بوتين إنه في حين أنهما تحدثا بالهاتف إلا أن المحادثات الهاتفية ليست كافية مطلقاً. ووصف اجتماعهما بأنه لقاء ثنائي مهم.
وأضاف الرئيس الروسي «أنا مسرور أن ألتقي بكم شخصياً».
ويشير محللون إلى أن هذا اللقاء قادر على تحويل المسارات في قضايا متعددة من أزمة كوريا الشمالية إلى النزاعات في سوريا وأوكرانيا، إلى معاهدات نزع السلاح الروسية الأمريكية والتجارة الدولية والاحتباس الحراري.
ويرجح أن يدقق المراقبون في الصور الملتقطة بين قطب العقارات الثري والعميل السابق لجهاز الاستخبارات السوفييتي ذي الشخصية الباردة، بحثاً عن أي إشارة لتقارب أو تباعد بينهما.
ويرى الخبير في «صندوق مارشال الألماني» ديريك شولي أن «أسلوبهما المتباين في التفاعل سيشكل على الأغلب السمة المحددة لشكل علاقتهما» المستقبلية. ويدفع مبدأ ترامب «أمريكا أولاً» حيال التجارة وموقفه المشكك في مسائل المناخ، باتجاه توتر العلاقات مع حلفاء واشنطن التاريخيين، خاصة الأوروبيين.ويضيف إلى الانقسامات موقفه الحازم حيال برنامج كوريا الشمالية الصاروخي، وهي مسألة يحث الروس والصينيون على التهدئة فيها، وهو ما عاود بوتين التأكيد عليه الجمعة.
وقال الرئيس الروسي خلال اجتماع مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-اين ان «مشكلة كوريا الشمالية النووية خطرة للغاية. ولكن يجب أن نعتمد ضبط النفس والتصرف بطريقة براغماتية ودقيقة». واضطر منظمو القمة إلى اختصار البرنامج الرسمي لزوجات القادة الحاضرين، وفي تفسيرها لسبب اضطرار السيدة الأولى للتغيب عن رحلة بحرية، قالت ستيفاني غريشام، الناطقة باسم زوجة ترامب «حتى الآن لم نحصل على تصريح من الشرطة لمغادرة المقر».
وخلال خطاب ألقاه في وارسو الخميس، أطلق ترامب سيلاً من الانتقادات النادرة لروسيا، رغم امتناعه عن ذكر بوتين بالاسم.
وقال لمجموعة من نحو 10 آلاف شخص «نحث روسيا على وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في أوكرانيا وغيرها ودعمها لأنظمة عدائية — بينها سوريا وايران — والانضمام بدلاً من ذلك إلى الدول التي تتحمل المسؤولية في حربنا ضد أعدائنا المشتركين للدفاع عن الحضارة». ولم يرافق ترامب سوى وزير خارجيته ريكس تيلرسون ومترجم، وهو فريق صغير بشكل استثنائي أثار قلق الخبراء. «وكالات»
المصدر: الخليج