أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث أطلعه، على نيته نقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى القدس، كما هاتف ترامب العاهل الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو وبحث معهم الوضع في القدس.
وأبلغ ترامب العاهل الأردني نيته المضي قدما في نقل سفارة الولايات المتحدة في «إسرائيل» إلى القدس، فيما حذر الملك، ترامب من «خطورة اتخاذ أي قرار خارج إطار حل شامل يحقق إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس»، مؤكدا أن «القدس هي مفتاح تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم». وأجرى الملك اتصالاً هاتفياً مع محمود عباس أكد خلاله «دعم الأردن الكامل للفلسطينيين في الحفاظ على حقوقهم التاريخية الراسخة في مدينة القدس»، كما أكد «ضرورة العمل يدا واحدة لمواجهة تبعات هذا القرار، والتصدي لما يقوض آمال الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأنه تم خلال الاتصال مع السيسي تناول القرار المزمع اتخاذه من قبل الإدارة الأمريكية بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، حيث أكد الرئيس على الموقف المصري الثابت بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، مؤكداً ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن الرئيس عباس حذر من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأضاف، يؤكد الرئيس مجدداً على موقفنا الثابت والراسخ بأن لا دولة فلسطينية دون القدس عاصمة لها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وتابع أبو ردينة، سيواصل الرئيس اتصالاته مع قادة وزعماء العالم من أجل الحيلولة دون اتخاذ مثل هذه الخطوة المرفوضة وغير المقبولة. وحث عباس بابا الفاتيكان والرئيسين الروسي والفرنسي والعاهل الأردني على التدخل بشأن خطة ترامب.
إلى ذلك، قال كبير ممثلي منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، إن اعتراف الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة ل«إسرائيل» سيكون «قبلة الموت» لحل الدولتين، وأضاف حسام زملط: «إذا اتخذت خطوة كهذه، فسوف تكون لها عواقب كارثية»، في حين أعلنت القوى الفلسطينية عن مجموعة فعاليات رافضة للخطوة الأمريكية التهويدية.
وقال حسام زملط: «سيكون هذا فعليا قبلة الموت لحل الدولتين لأن القدس هي محور حل الدولتين»، وقال: «إذا تلقى حل الدولتين تلك الضربة النهائية القاتلة، فسوف يكون رد فعلنا الأساسي استراتيجيا وسياسيا، لأننا لن ندخل في عملية جوفاء».
وحذر من أن دور الولايات المتحدة كوسيط في الصراع سيُنسف فعليا إذا أعلن ترامب القدس عاصمة ل«إسرائيل».
وأكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد إشتية أن الشعب الفلسطيني وقيادته يمتلكان إرادة الرفض لكل الطروحات التي تنتقص من حقوقهم الوطنية المشروعة وخاصة القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين الأبدية. وقال إن «عزم الإدارة الأمريكية على الاعتراف بالقدس كعاصمة ل «إسرائيل»، يدلل على انحياز سافر لحكومة الاحتلال، ما يفقد الولايات المتحدة دورها كوسيط ويغلق أبواب السلام».
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أنها تدرس الدعوة لعقد قمة عربية طارئة وعاجلة حال إعلان موقف أمريكي يمس بوضع مدينة القدس. وقال نبيل أبو ردينة، إن «القيادة الفلسطينية تدرس المطالبة بعقد قمة عربية طارئة وعاجلة إذا ما تمت الخطوة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارة إليها». وأضاف أن «تطورا مثل هذه الخطوة الأمريكية تتطلب أن يتحمل الجميع مسؤولياته، تجاه أي مساس بالقدس عاصمة دولة فلسطين».
ودعت حكومة الوفاق الفلسطينية إلى تحرك عربي وإسلامي جاد تجاه المخاطر والتهديدات التي تتعرض لها مدينة القدس والترفع عن البيانات والانتقال إلى الفعل الحازم لحماية المدينة.
وأعلن نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدولية، أن اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة ل«اسرائيل» يعني إنهاء جهود السلام الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب. وقال إن «ذلك يدمر تماما أي فرصة بأن يلعب (ترامب) دورا كوسيط نزيه» في عملية السلام.
وكان الرئيس الفلسطيني قد أرسل مدير الاستخبارات ماجد فرج وكبير المفاوضين صائب عريقات لتحذير الإدارة الأمريكية من الإقدام على هذه الخطوة، التي ستنسف العملية السلمية وأي فرصة حقيقية لعملية السلام إذا تمت. وذكر مصدر «للعربية.نت» أن الجانب الأمريكي كان متعنتاً ومتمسكاً بموقفه، دون أن يعطي مجالا للنقاش، ما أدى إلى وصفهم من قبل مسؤول فلسطيني بأنهم أشد تعنتا من رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو.
ويحضر الفلسطينيون لموجة من التظاهرات والاحتجاجات في حال اعترفت الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة ل«إسرائيل». وقال متحدث باسم التعبئة والتنظيم لحركة «فتح»، «نحن مستعدون، وفي حال أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها رسميا بشأن القدس، فإن تظاهرات ستندلع ليس في الضفة الغربية فقط، وإنما في غزة أيضا ومدينة القدس ومناطق ال48».
وأكدت القوى والفصائل الوطنية والإسلامية أن سياسة دونالد ترامب التي تقوم على الابتزاز السياسي، ستحطم قدرته على تحقيق مشاريعه وأطماعه الإقليمية الاستعمارية في المنطقة وسيكسر بهذه السياسة أدواته السياسية والدبلوماسية.
المصدر: الخليج