قال الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، على «تويتر»: «أفهم أن يعبر بعض المتابعين عن غضبهم لقرار منع مواطني بلدهم، أو دول أخرى من دخول أمريكا، ولكن لمَ الزج باسم السعودية والإمارات ومصر في طرحهم؟»، فيما أنكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يكون مرسومه حول الهجرة يمثل استهدافاً للمسلمين، وحمل مسؤولية الفوضى في المطارات في الأيام الماضية، إلى تظاهرات المناهضين، وتعطل أنظمة الكمبيوتر في خطوط دلتا للطيران.
وجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه محاصراً بموجات التظاهرات والإدانات السياسية والضغوط الدولية، في بداية أسبوعه الثاني في البيت الابيض الأمر الذي أجبره على اللجوء إلى موقع الدفاع عن النفس بعد قراره إغلاق الحدود لأشهر أمام كل اللاجئين ومواطني سبع دول إسلامية.
ورفض ترامب الاتهامات بالتمييز ضد المسلمين، وأكد استئناف إصدار التأشيرات لجميع الدول خلال التسعين يوماً المقبلة، وذلك في محاولة لتهدئة ردود الفعل المناهضة داخلياً وخارجياً. وأضاف، أن الولايات المتحدة «أمة فخورة بالمهاجرين»، وستستمر في إظهار التعاطف مع الأشخاص الفارين من الاضطهاد . وجاءت التصريحات بينما تجمع آلاف المتظاهرين في واشنطن ونيويورك وبوسطن ومدن أمريكية أخرى، وجدد قادة أوروبيون ومنظمات دولية وإسلامية انتقاداتهم لمرسومه المثير للجدل.
وقرر وزراء العدل في 16 ولاية أمريكية، في بيان مشترك «التصدي للقرار بكل الوسائل المتاحة أمامهم». مؤكدين انه «يتعارض مع الدستور ومع قيم أمريكا وهو غير شرعي، وسوف نعمل سوياً لضمان أن تخضع الحكومة الفيدرالية للدستور وأن تحترم تاريخنا كأمة تأسست على الهجرة، وألا تستهدف أحداً فقط بسبب جنسيته أو إيمانه».
وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي جون كيلي من جانبه، إنه يعتبر دخول المقيمين بشكل دائم وبصفة قانونية «في المصلحة الوطنية» خلال تطبيق أحكام الأمر التنفيذي للرئيس دونالد ترامب بشأن اللاجئين والهجرة.
يجيء ذلك في وقت تمددت فيه الاحتجاجات الشعبية المناهضة للقرار لتشمل مدناً أمريكية كبرى بعدما كانت تقتصر على التجمعات في المطارات. وجرت أكبر الاحتجاجات في باتري بارك في مانهاتن على مرأى من تمثال الحرية في ميناء نيويورك وهو رمز للترحيب بالناس في الولايات المتحدة. وقال السناتور الديمقراطي تشارلز شومر للمحتشدين في نيويورك، إن أمر ترامب غير أمريكي ويتعارض مع القيم الأساسية للولايات المتحدة. وأضاف زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، «ما نتحدث عنه هنا مسألة حياة أو موت لكثير من الناس… لن يهدأ لي بال إلى حين إلغاء هذه الأوامر البغيضة».
وفي وقت لاحق بدأت المسيرة التي تشير تقديرات إلى أنها ضمت عشرة آلاف شخص إلى مكتب الجمارك وحماية الحدود في مانهاتن السفلى. وفي واشنطن احتشد الآلاف في ساحة لافاييت على الجانب الآخر للبيت الأبيض ورددوا هتافات «لا للكراهية لا للخوف… مرحباً باللاجئين هنا».
ويوم الأحد غادر كثير من المحتجين منطقة البيت الأبيض وساروا على امتداد شارع بنسلفانيا ووقفوا عند فندق ترامب، حيث رددوا هتافات «عار.. عار.. عار». ومع مرور الحشد أمام السفارة الكندية في طريقه إلى مبنى الكونجرس ردد المحتجون «كنا نود أن يكون زعيمنا ترودو» في إشارة إلى رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي أكدت رسالة نشرها على تويتر يوم السبت سياسته التي ترحب باللاجئين في بلاده.
من جهة أخرى، أعلن وزير الهجرة الكندي المتحدر من أصول صومالية أحمد حسين، أن بلاده ستمنح تراخيص إقامة مؤقتة للأجانب العالقين على أراضيها من رعايا الدول السبع.
على صعيد ردود الفعل الخارجية حذرت منظمة التعاون الإسلامي من أن المرسوم الأمريكي يعزز موقف «دعاة العنف والإرهاب» ويصعد من خطاب التطرف، داعية إلى إعادة النظر فيه. وأعربت في بيان عن «قلقها البالغ» إزاء المرسوم الذي رأت أنه «سيزيد من صعوبة التحديات المتعلقة باللاجئين الهاربين من ويلات الحرب والاضطهاد». واعتبر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، المرسوم «سيئ النية» ومخالفاً لحقوق الإنسان. وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستعمل على تجنيب مواطنيها التعرض للتمييز. ووجهت الصين انتقاداً حذراً واشارت لاهمية وضع «المخاوف الوجيهة» في الاعتبار. فيما نددت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، باستهداف المسلمين دون غيرهم بحجة الحرب ضد الارهاب. (وكالات)
المصدر: الخليج