ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الثلاثاء ب «الدول المارقة» التي قال إنها تشكل تهديداً للعالم، معبراً عن فخره بالجيش الأمريكي الذي قال إنه سيصبح «أقوى من أي وقت مضى». وفيما وعد ترامب بالقضاء على «الإرهاب الإسلامي المتطرف» الذي «يمزق دولنا والعالم أجمع»، تعهد بمحاسبة وملاحقة النظامين الكوري الشمالي والإيراني، على رعايتهما للإرهاب، وتهديد استقرار جيرانهما، وذلك في أول خطاب له في اجتماعات الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة.
وقال ترامب أمام نحو 130 رئيس دولة وحكومة، يشاركون في الاجتماعات التي يهيمن عليها ملفا كوريا الشمالية وإيران، إن «الدول المارقة» تشكل تهديداً «لباقي الأمم ولشعوبها»، وحذر من أن الجيش الأمريكي «سيصبح قريباً أقوى من أي وقت مضى».
ووصف ترامب في خطابه إيران بأنها «دولة مارقة» و«ديكتاتورية فاسدة»، والاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى بأنه «عار» في مؤشر جديد على عزمه على إلغاء هذا الاتفاق أو إعادة النظر به.
ومن المفترض أن يبلغ ترامب في 15 تشرين الأول/أكتوبر المقبل الكونجرس ما إذا كان يشاطر الوكالة الدولية للطاقة الذرية رأيها في أن طهران تفي بالتزاماتها الواردة في هذا الاتفاق.
ويمثّل هذا الهجوم الجديد من الرئيس الأمريكي على الاتفاق النووي الإيراني مؤشراً إضافياً على عزمه على ما يبدو على إبلاغ الكونجرس بأن طهران لا تفي بالتزاماتها، ما يفتح الطريق أمام الكونجرس لإعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران وبالتالي انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق تاريخي استغرق التوصل إليه 10 سنوات من المفاوضات.
كما هاجم ترامب في خطابه النظام الإيراني و«أنشطته المزعزعة لاستقرار» المنطقة، وقال «صدقوني، حان الوقت لأن ينضم إلينا العالم بأسره في المطالبة بأن توقف حكومة إيران سعيها خلف الموت والدمار».
وأضاف أن «الحكومة الإيرانية حوّلت بلداً غنياً وذا تاريخ وثقافة عريقين إلى دولة مارقة مرهقة اقتصادياً، وتصدر بشكل أساسي العنف وسفك الدماء والفوضى».
ووصف ترامب الرئيس السوري بشار الأسد ب«المجرم»، الذي استخدم الأسلحة الكيماوية في بلاده، حتى ضد الأطفال، قائلًا إن بلاده تسعى لإعادة توطين اللاجئين، ووجّه الشكر لتركيا والأردن لاستقبالهما اللاجئين السوريين. وأكد أن بلاده لا تنوي التصعيد في سوريا، وقال أيضاً «يجب على كل الدول المسؤولة أن تعمل معاً لمواجهة الإرهابيين والتطرف الإسلامي الذي يلهمهم، سنوقف الإرهاب الإسلامي المتطرف، لأنه لا يمكننا أن نسمح له بأن يمزق دولنا، ويمزق العالم أجمع».
وأضاف «يجب أن نقضي على الملاذات الآمنة للارهابيين ومراكز عبورهم ومصادر تمويلهم وكل شكل من إشكال الدعم لإيديولوجيتهم الدنيئة والشريرة».
كما هاجم ترامب كوريا الشمالية متوعداً «بتدميرها بالكامل» إذا تعرضت الولايات المتحدة أو حلفاؤها لهجوم من بيونج يانج وواصفاً نظامها بأنه «فاسد وشرير».
وقال إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون «انطلق في» مهمة انتحارية له ولنظامه، مضيفاً «الولايات المتحدة لديها قوة كبرى وتتحلى بالصبر لكن إذا اضطرت للدفاع عن نفسها أو عن حلفائها، فلن يكون أمامنا من خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل».
وأكد خلال الخطاب عزمه صياغة السياسة الخارجية لبلاده وفقاً للمصالح الأمريكية، مضيفاً أنه على الزعماء الآخرين أن يفعلوا نفس الشيء «فكل قادة الدول المسؤولين يجب عليهم أن يخدموا مواطنيهم». وأضاف ترامب أن الدول المستقلة والقوية ستسهم في نجاح المنظمة الدولية التي تضم 193 دولة، لافتاً إلى أن تحقيق الأمم المتحدة لأهدافها يتوقف على الدول ذات السيادة والتي لديها إرادة لتحقيق السلام.
ووجه ترامب الشكر إلى الدول التي قدّمت الدعم لبلاده للمساعدة في التغلب على الآثار المدمرة التي خلفها الإعصاران «إيرما» و«هارفي» اللذان دمرا مناطق في الكاريبي وجنوبي الولايات المتحدة.
وأدان ترامب حكومة الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو لتدميرها المؤسسات الديمقراطية في فنزويلا، ودعا العالم إلى بذل المزيد من الجهود لمعالجة الأزمة هناك، وقال «كصديق وجار جيد، نحن وكل الآخرين لدينا هدف يتمثل في مساعدتهم على استعادة حريتهم واسترداد بلادهم واستعادة ديمقراطيتهم».
وقال الرئيس الأمريكي إن التحركات الجماعية للاجئين عبر الحدود الدولية «غير عادلة» لكل من الدول التي تستضيف المهاجرين أو بلدانهم الأصلية، مؤكداً أن مساعدة اللاجئين في مناطقهم الأصلية أكثر فعالية من حيث التكلفة مقارنة بتوطينهم في الولايات المتحدة.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في كلمته الافتتاحية لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن التعامل مع كوريا الشمالية يحتاج إلى حنكة سياسية من أجل تفادي الحرب، وانتقد زعماء العالم الذين يؤججون الكراهية للاجئين لتحقيق مكاسب سياسية، فيما يمثل انتقاداً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ تسلمه منصبه في يناير/ كانون الثاني قال جوتيريش إنه يجب حل الأزمة بشأن برنامج كوريا الشمالية النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية من خلال عملية سياسية.
وحذر جوتيريش من مخاطر تغير المناخ، ودعا قادة العالم إلى تطبيق اتفاق باريس للمناخ الموقع عام 2015 للحد من الانبعاثات.
وعن جهود مكافحة الإرهاب قال جوتيريش إنه يخطط أن يستضيف العام المقبل أول تجمع لقادة أجهزة مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، لتكوين شراكة دولية جديدة لمكافحة الإرهاب.
إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الصينية أمس الثلاثاء، إن التهديدات بالقول أو الفعل لا يمكن أن تساعد في حل الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
ورداً على سؤال عن الخيارات العسكرية الأمريكية المحتملة التي لا تضع العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول في خطر، إن هذه الخيارات موجودة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ «تثبت تطورات القضية النووية في شبه الجزيرة (الكورية) حتى الآن أن التهديدات العسكرية لا يمكن أن تشجع على التوصل إلى حل». (وكالات)
المصدر: الخليج