حظي القرار الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الليلة قبل الماضية، بشأن السماح للنساء السعوديات بقيادة السيارات، بترحيب واسع داخل المملكة وخارجها. وأشادت جامعة الدول العربية أمس بالقرار على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ووصفته بالخطوة الإيجابية التي طال انتظارها. ونشرت الجامعة العربية عبر حسابها على الموقع «مبارك للسعودية هذه الخطوة الصحيحة والإيجابية التي طال انتظارها».
ورحب الرئيس الأميركي بالقرار السعودي، معتبراً إياه «خطوة إيجابية». وقال البيت الأبيض في بيان: «إن الرئيس دونالد ترامب يثني على قرار المملكة العربية السعودية بتأكيد حق المرأة بالقيادة في المملكة». وأضاف: «هذه خطوة إيجابية نحو تعزيز حقوق النساء والفرص المتاحة أمامهن في المملكة العربية السعودية». وتابع: «سنواصل دعم المملكة العربية السعودية في جهودها الرامية إلى تعزيز المجتمع السعودي والاقتصاد، من خلال إصلاحات مماثلة، وتنفيذ رؤية السعودية 2030».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت: «نرحب بذلك بالتأكيد، هذه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح. وهنأت ابنة الرئيس الأميركي وأحد أعضاء فريقه الرئاسي، إيفانكا ترامب، السعوديات بالقرار. وقالت خلال تغرادات على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: «اليوم كان يوماً تاريخياً للنساء في السعودية، بعد صدور مرسوم يرفع الحظر على قيادة المرأة»، وأضافت «إنها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح». وكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: «أرحب بقرار المملكة العربية السعودية برفع الحظر عن قيادة النساء للسيارات، إنها خطوة على الطريق الصحيح».
ورحبت بريطانيا بدوها بالقرار، وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في بيان مقتضب: «إن تمكين النساء في أنحاء العالم ليس مجرد قضية لدي اهتمام بالغ بها بل إنه كذلك عامل أساسي في التنمية الاقتصادية للأمم». وأضافت: «إن بلادها ستواصل العمل بشراكة وثيقة مع السعودية والتعاون معها لتحقيق برنامجها الطموح للإصلاح، وتحقيق رؤية 2030».
ورحبت الحكومة الألمانية بالقرار، وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أمس في برلين: «إن هذه خطوة كبيرة تندرج ضمن مبادرات مهمة لتحديث المجتمع السعودي». وذكر المتحدث أن المستشارة أنجيلا ميركل تحدثت بصفة متكررة عن وضع المرأة في السعودية، مثلما فعلت خلال زيارتها البلاد في أبريل الماضي، مضيفاً أن ألمانيا تشجع السعودية على مواصلة الإصلاحات وتدعيم الحقوق المدنية.
وعمت الفرحة العارمة في أوساط السعوديات داخل وخارج المملكة ، فيما شارك السعوديون الذكور في الفرحة والترحيب، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «فيسبوك»، «واتساب»، و»انستغرام»، بعبارات الترحيب بالقرار التاريخي لخادم الحرمين الشريفين.
أكدت عضوات في مجلس الشورى السعودي، وناشطات وأكاديميات سعوديات، أن القرار التاريخي قد انصف المرأة السعودية بعد انتظار طويل ومطالبات عديدة، على مختلف المستويات، ووصفنه بالقرار المفصلي ليس في تاريخ المرأة السعودية فقط بل في تاريخ المملكة العربية السعودية، واعتبرن أن قرار الملك سلمان أنهى معاناة طالت أغلب النساء السعوديات، وأن تطبيقه وفقاً للصيغة الشرعية التي أشار إليها المرسوم الملكي سيضمن حماية للمرأة مجتمعياً واقتصادياً وشرعياً.
وقدرت مصادر رسمية سعودية أن السماح للمرأة بقيادة السيارة سيوفر للدولة مليارات الريالات، كان يتم صرفها على نفقات النقل التعليمي واستقدام السائقين، مشيرة إلى أن الأسر السعودية تنفق أكثر من 25 مليار ريال كرواتب سنوية للسائقين الأجانب ، إذ يعمل في المملكة أكثر من 1.3 مليون سائق أجنبي، وفقًا لإحصائية صادرة عن هيئة الإحصاءات العامة أواخر مارس الماضي، حيث يبلغ متوسط أجر السائق الأجنبي في المملكة العربية السعودية حوالي 1500 ريال شهريًا. وتبلغ قيمة استخراج رخصة الإقامة للسائق لأول مرة، حوالي 840 مليون ريال، وتزيد مصاريف التكفل بالسكن والعلاج والغذاء عن ملياري ريال، وتصل قيمة تذاكر استقدام السائقين إلى أكثر من 2.5 مليار ريال، ويبلغ متوسط تكلفة الاستقدام حوالي 11 مليار ريال .
وأكدت عضو مجلس الشورى السعودي، كوثر الأربش، أن الأمر السامي الكريم بالسماح للمرأة بقيادة السيارات هو انتصار كبير حققه ملك الحزم والعزم سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، مشيرة إلى أن القرار جاء في وقته المناسب، ومواكباً للرؤية الاقتصادية 2030م، حيث إن قيادة المرأة للسيارة سوف تساهم بشكل مباشر في زيادة مشاركتها في سوق العمل، كما ستحل الكثير من الإشكالات الاجتماعية، وأهمها السائق الأجنبي.
ومن جهتها، رأت عضو مجلس الشورى، نورة الشعبان، أن الأمر السامي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بالسماح للمرأة بالقيادة يُعد قرارًا مفصليًّا في تاريخ المرأة السعودية ويواكب المرحلة الحالية. وأضافت أن من محاسن المصادفة أن يأتي هذا القرار متزامناً مع احتفالات الشعب السعودي باليوم الوطني، مشيرة إلى أن القرار التاريخي يعد أحد ضرورات الحياة العصرية، لأن المرأة شريكة الرجل في الحركة التنموية للبلاد، وقيادتها للسيارة تعد خطوة مهمة في هذا الصدد.
ومن جانبها، وصفت روان سليمان القرار بالمفصلي في تاريخ المملكة. وقالت: «إن الملك سلمان يكتب التاريخ السعودي بأحرف من نور بقرار تاريخي عظيم»، مشيرة إلى أن هذا الأمر السامي له مردود كبير على العائلة السعودية بكاملها، إذ سيخفف العبء الاقتصادي، وسيحل الكثير من الأعباء التي كانت تثقل كاهل الأسرة، بسبب غياب السائق أو صعوبة توفره.
أما عضو مجلس الشورى رئيسة اللجنة الصحية، الدكتورة منى آل مشيط، فقد وصفت القرار بأغلى هدية من ملك الحزم لبنات الوطن في الذكرى الـ87 لتوحيد مملكتنا الغالية، وقالت: «حق لنا أن نفخر ونفاخر بوطننا، بملكنا، بولي عهدنا، وتأتي هذه الخطوة المهمة استمراراً لدعم القيادة الرشيدة للمرأة السعودية التي حظيت وما زالت بثقة وبدعم يعزز مكانة المرأة السعودية بدخولها في عضوية مجلس الشورى والانتخابات البلدية وتبوؤها لعدد من المناصب القيادية.
المصدر: الاتحاد