اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي محمد شيمشك أثناء مشاركته في منتدى دافوس بسويسرا أمس، أنه سيكون من «غير الواقعي» أن تتمسك أنقرة بموقفها القائل بضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لحل النزاع المحتدم منذ نحو 6 سنوات، مضيفاً «الوضع تغير على الأرض بدرجة كبيرة وتركيا لم يعد بوسعها أن تصر على تسوية من دون الأسد.. هذا غير واقعي». جاء ذلك، قبل 3 أيام من اجتماع أستانا الذي سيعقد برعاية روسية- تركية والذي يجمع النظام بفصائل المعارضة المسلحة، والذي أكد وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف أن هناك «مؤشرات ايجابية» بشأن عملية السلام في سوريا، معتبراً لقاء العاصمة الكازاخية «خطوة مهمة نحو وضع إطار عمل لمفاوضات لاحقة ضمن مسار السلام في جنيف. وأعرب لافروف عن أمل بلاده في أن يوفد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب خبيراً في شؤون الشرق الأوسط للمشاركة في مباحثات أستانا، بينما أكد الاتحاد الأوروبي إرسال وفد لهذه الجولة دون الكشف عن أسماء.
ومنذ أمد طويل، أصرت أنقرة على ضرورة تنحي الأسد عن السلطة من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا، لكنها باتت أقل إصراراً على رحيله بشكل فوري منذ تقاربها في الآونة الأخيرة مع روسيا التي تدعم نظام دمشق. وقال شيمشك في جلسة عن سوريا والعراق في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، «فيما يتعلق بموقفنا من الأسد.. نعتقد أن معاناة الشعب السوري والمآسي يقع اللوم فيها بكل وضوح على الأسد بشكل مباشر. لكن علينا أن نتحلى بالنهج العملي والواقعية». وتابع يقول «الحقائق على الأرض تغيرت كثيراً وبالتالي لم يعد بوسع تركيا أن تصر على تسوية بدون الأسد. هذا غير واقعي». والأسبوع الماضي، أكد متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة «ما زالت تعتقد أن عودة السلام إلى سوريا وتوحدها بات مستحيلاً في وجود الأسد لكنها تريد أن تتقدم (خطوة بخطوة) وانتظار نتيجة محادثات السلام في أستانا. وبدوره، أبلغ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو صحيفة «واشنطن بوست» أن المفاوضات السورية في أستانا، بعد غد الاثنين، ستهدف بالدرجة الأولى، إلى تثبيت الهدنة في سوريا والمساهمة في إطلاق حوار مباشر بين طرفي النزاع السوري في جنيف.
من ناحيته، قال لافروف في كلمة أثناء اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغاي للتعاون أمس، إن عملية التسوية السياسية في سوريا تتقدم والقناعة تعززت بعدم وجود بديل لها. وأعرب عن أمله في أن يسهم لقاء أستانا في بلورة «معايير التسوية السياسية» في سوريا والتي ستنعكس بصورة أشمل على مفاوضات جنيف المقررة في 8 فبراير المقبل. ودعا لافروف الإدارة الأميركية الجديدة إلى التخلي عن النهج أحادي الجانب والضيق في التعامل مع القضايا الملحة. ورحب لافروف بتصريحات ترامب حول عزم واشنطن التصدي لتنظيم «داعش» مؤكداً استعداد موسكو السير نحو إقامة حوار بناء مع واشنطن في مجال التصدي للمخاطر الإرهابية والتحديات المعاصرة.
وفي مؤتمر صحفي مع نظيره الكازاخستاني خيرات عبدالرحمنوف أمس، قال إن المفاوضات السورية كانت معلقة منذ أبريل الماضي، مؤكداً أن المهمة الرئيسية تتمثل في استئناف المفاوضات وإشراك ممثلين عن المعارضة المسلحة بمفاوضات أستانا، مضيفاً أن الجهات الخارجية المشاركة في الاجتماع تضم روسيا وتركيا وإيران، وهي الدول الضامنة، إضافة إلى الأمم المتحدة وكذلك الولايات المتحدة باعتبارها الرئيس المناوب لمجموعة دعم سوريا. وأمس الأول، أعلن مسؤول في الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة تدرس دعوة لحضور محادثات أستانا بين الحكومة السورية والمعارضة.
وأبلغ المسؤول رويترز، بعدما نقلت وسائل إعلام عن لافروف قوله إن الدعوة وجهت إلى الولايات المتحدة «تلقينا دعوة وهي قيد المراجعة». بالتوازي، قال بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية «نفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية تلقي دولة قطر دعوة للمشاركة في المحادثات الخاصة بالأزمة السورية التي ستستضيفها أستانا الشهر الحالي»
المصدر: الاتحاد