سيطر الجيش التركي وحلفاؤه على جبل برصايا الاستراتيجي في محيط عفرين شمال غربي سوريا، في وقت كثفت القوات التركية قصفها الجوي والمدفعي في محاولة لتأمين غطاء لتوغل قواتها البرية، ومقاتلي المعارضة السورية المدعومين منها براً داخل المنطقة، وبينما ألحق القصف التركي أضراراً بمعبد أثري في منطقة عفرين، دعت سلطات النظام في دمشق المنظمات الدولية إلى الضغط على تركيا لمنع استهداف الأماكن الأثرية والثقافية، في حين جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأكيده أن عملية «غصن الزيتون» ستتواصل حتى يتم تطهر الحدود بالكامل مع سوريا ممن وصفهم ب«الإرهابيين».
وذكرت وكالة أنباء «أناضول» أن القوات التركية والجيش السوري الحر، قامت بتطهير الجبل من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي وحزب العمال الكردستاني ضمن عملية «غصن الزيتون» التي يشنها الجيش التركي في عفرين منذ 20 يناير/ كانون الثاني الجاري. وأضافت أن عناصر قوات الجيش السوري الحر المدعومة من الجيش التركي خاضت معارك عنيفة مع عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن في وقت سابق أمس، أن قوات بلاده المشاركة في عملية «غصن الزيتون» ستحرر قريباً جبل برصايا. وقال أردوغان في خطاب أمام حزب العدالة والتنمية في كوروم، شمال تركيا، إن بلاده ستطهر حدودها بالكامل مع سوريا من «الإرهابيين»، في إشارة إلى أن الهجوم التركي على عفرين سوف يتواصل. وقال أردوغان إن تركيا ستعمل على ضمان إمكانية عودة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم إلى ديارهم فور تطهير الحدود من المسلحين.
وكانت وكالة أنباء الأناضول ذكرت أن القوات التركية قصفت جواً، وبالمدفعية، جبل برصايا في منطقة عفرين، مستفيدة من طقس ملائم بعد أيام من الأمطار والضباب. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن «الاشتباكات عنيفة في جبل برصايا… الاستراتيجي لأنه يرصد أعزاز وكيليس، ويعطي إمكانية التقدم في مناطق واقعة في شمال شرق عفرين». وأكد أن «الاشتباكات توسعت وأصبحت اكثر حدة امس الأحد». وقال المرصد إن 69 من المقاتلين السوريين المدعومين من أنقرة، و66 مقاتلاً كردياً قتلوا في المواجهات أيضاً. وبحسب المرصد أيضاً، قتل 44 مدنياً معظمهم في عمليات قصف تركية. ووفقاً للمرصد، فإن القصف التركي طال مناطق في قرية قده حسن وناحية راجو وقسطل جندو، وسط اشتباكات عنيفة على محاور في تلال بمنطقة راجو. وأوضح المرصد أن القوات المشاركة في العملية تحاول تحقيق تقدم يمكنها من التوغل إلى عمق منطقة عفرين، وسط عمليات صد واستماتة من قبل القوات الكردية لمنعها من التقدم، في حين أفادت رئاسة الأركان التركية بارتفاع عدد «الإرهابيين» الذين تمّ تحييدهم (قتلهم) في إطار عملية عفرين إلى 484 مسلحاً.
في غضون ذلك، قال المرصد السوري إن القصف التركي لمنطقة عفرين ألحق أضراراً بمعبد عين دارة الأثري. ويرجع تاريخ معبد عين دارة إلى العصر الحديدي، ويضم بقايا منحوتات ضخمة من حجر البازلت ونقوش على الجدران. ودعت السلطات السورية المنظمات الدولية الثقافية والمعنية بالتراث والآثار إلى الضغط على تركيا لمنع استهداف قواتها المواقع الأثرية. وقالت مديرية الآثار السورية في بيان، إن القوات التركية استهدفت المواقع الأثرية في منطقة عفرين، مشيرة إلى أن آخر استهداف أدى إلى تدمير معبد «عين دارة» أحد أهم الأبنية الأثرية التي بناها الآراميون في سوريا خلال الألف الأول قبل الميلاد. (وكالات)
المصدر: الخليج