رئيس تحرير صحيفة الرؤية
يفترض أن يتم اليوم توقيع اتفاق تطبيع العلاقات التركية مع إسرائيل وتبادل السفراء بحسب رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم الذي قال في مؤتمر بأنقرة، أمس، إن الاتفاق مع إسرائيل يشمل تخفيف الحصار عن قطاع غزة.
على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أن الحصار البحري على غزة سيستمر بعد الاتفاق مع تركيا، كما أن إسرائيل ستدفع تعويضات لضحايا «سفينة مرمرة» تقدر بـ20 مليون دولار.
بلا شك أن قرار تطبيع تركيا علاقاتها مع إسرائيل هو قرار سيادي، يعود للحكومة التركية التي تضع مصالحها الوطنية والقومية والاستراتيجية نصب عينيها وهي تتخذ مثل هذا القرار، وبالتالي فإن علينا أن نحترم هذا القرار بكل تفاصيله.
هل تتجه تركيا إلى خفض العداء مع الخارج واستعادة صداقاتها مع الدول العربية وغير العربية وخصوصاً أن الإعلان عن هذا التطبيع تزامن مع إعلان الكرملين استلام رسالة اعتذار من أردوغان تتعلق بإسقاط تركيا لطائرة روسية نهاية العام الماضي، وبعد إسرائيل وروسيا ما هو مصير مستقبل علاقة تركيا بجارتها العربية المسلمة مصر؟ وهل ستغير تركيا وأردوغان من موقفهما من الرئيس السيسي والحكومة المصرية؟
بلا شك أن وجود تركيا في موقف الصديق والحليف والدولة المعتدلة سيكون مفيداً لها وللإقليم وسيساعد على حل بعض المشكلات وسهولة التوصل لحلول لمشكلات وأزمات أخرى.
الجانب الآخر في اتفاق التطبيع بين تركيا وإسرائيل الذي سيثير اهتمام وتساؤل الكثيرين في منطقتنا العربية وفي الخليج العربي هو ما موقف من يؤيدون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ويعتبرونه المدافع عن القضايا الإسلامية وهم يتلقون خبر التطبيع؟ فعدد كبير من أصحاب الأيديولوجيا يرون في تركيا شيئاً مختلفاً ومميزاً عن الدول العربية، فبعد الإعلان عن هذا الاتفاق ماذا سيكون موقفهم؟ هل سيؤيدونه أم يرفضونه؟ فحتى يوم أمس لم نسمع أحداً منهم ينتقد الاتفاق أو يبدي أي ملاحظة عليه، وهذا يفرض سؤالاً آخر وهو ماذا كان سيكون موقف أولئك من أي دولة عربية أو خليجية تعلن عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل؟ هل سيلتزمون الصمت المريب أم ستعمل سياطهم على جلد تلك الدولة ولن تتوقف سهامهم عن استهدافها؟ والنيل منها؟
نؤكد أن عودة تركيا سيكون خبراً ساراً للجميع والإعلان عن تطبيع علاقاتها مع إسرائيل قرار سيادي نحترمه، أما من يعيشون على الهامش ويرفعون الشعارات الكاذبة فقد آن الأوان أن يخلعوا أقنعتهم بعد أن انكشفت مواقفهم وتبين زيفها وتلاشت المبادئ التي يتحدثون عنها.
المصدر: الإتحاد