أكدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية جاهزيتها لتركيب حاوية المفاعل النووي الثالث في نهاية شهر يوليو الجاري، وذلك بعد وصولها من كوريا الجنوبية مؤخراً، ضمن العمليات الإنشائية في محطات الطاقة النووية السلمية لدولة الإمارات في براكة بالمنطقة الغربية لإمارة أبوظبي.
وقالت المؤسسة في استفسارات لـ«الاتحاد»، «تعد حاوية المفاعل من أهم العناصر ضمن محطة الطاقة النووية ومن أكبرها، وهي أيضا واحدة من طبقات السلامة العميقة العديدة التي تضمن سلامة المحطات النووية، حيث أن جميع التفاعلات النووية تجري داخل حاوية المفاعل بطريقة مراقبة وآمنة تماما لإنتاج طاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة».
وأضافت «الإمارات للطاقة النووية»: بلغت نسبة الإنجاز الإجمالية في محطة براكة بنهاية النصف الأول 65٪، فيما بلغت نسبة إنجاز المفاعل الأول 88٪، والمفاعل الثاني 72٪، والمفاعل الثالث 50٪ والمفاعل الرابع 31٪، مؤكدة بدء تشغيل المفاعل الأول خلال عام 2017، وستدخل المحطة حيز التشغيل الكامل عام 2020.
وأكدت المؤسسة حرصها على تطبيق أعلى معايير السلامة والجودة في عملياتها ضمن أعمال التطوير القائمة في براكة، لافتة إلى أن محطة براكة للطاقة النووية السلمية، تعد أول موقع في العالم يجري فيه بناء أربعة مفاعلات نووية متطابقة في آن واحد.
ولفتت إلى أن عمليات إنشاء محطة براكة للطاقة النووية، بدأت في عام 2012 لإنجاز أربع وحدات نووية بقدرة إنتاجية تبلغ نحو 5600 ميجاواط بحلول عام 2020، وبكلفة تبلغ 20 مليار دولار، وستوفر هذه الوحدات بعد إنهائها ما يصل إلى ربع احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء الصديقة للبيئة، وخفض الانبعاثات الكربونية في الدولة بواقع 12 مليون طن سنوياً.
وركزت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية منذ تأسيسها عام 2009 على التطبيق الآمن للبرنامج النووي السلمي واستطاعت أن تدير الصعوبات التي واجهتها في الموقع بخبرة عالية لضمان توافق جميع عمليات البناء مع أعلى معايير السلامة والجودة.
ويطلق على النموذج الإماراتي، عبارة «المعيار الذهبي» لتطوير برنامج نووي سلمي، حيث يخلو المشروع النووي الإماراتي من مرحلة التخصيب وكذلك إعادة معالجة الوقود المستهلك في المفاعلات النووية وذلك للتأكيد على إلتزام الإمارات بأعلى معايير السلامة والأمن ومعايير حظر الانتشار النووي.
ونوهت المؤسسة، بأن محطة براكة يعمل بها نحو 18 ألف موظف، مشيرة إلى أن جهودها تتركز على ثقافة السلامة في البرنامج الإنشائي المكثف في موقع براكة وأنها تلتزم دوماً بالسلامة في جميع الأنشطة الجارية في الموقع وذلك لتوفير بيئة عمل آمنة لآلاف الموظفين في الموقع يومياً.
وقالت الإمارات للطاقة النووية «تطبق المؤسسة برنامج ضمان الجودة على جميع مراحل العمل إضافة إلى أنها تجري دورات تدريبية واختبارات تقييمية وفحوصات تدقيقية حرصاً منها على تطبيق أعلى المعايير التي تسعى للوصول إليها وتطويرها دوماً».
وأضافت أن برنامج ضمان الجودة لا ينطبق فقط على مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بل على جميع المقاولين الرئيسيين والفرعيين الذين يعملون ضمن سلسلة الإمداد لديها، ويبين هذا البرنامج الموثق في دليل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لضمان الجودة جميع المتطلبات والمسؤوليات المتعلقة بالجودة للأنشطة التي تنفذها المؤسسة أو المنفذة بالنيابة عنها ويشمل ذلك الإشراف على موقع المقاول الرئيسي «كيبكو» والمقاولين الفرعيين والموردين.
وبلغت قيمة عقود الشركات المحلية العاملة في البرنامج النووي السلمي الإماراتي نحو 11 مليار درهم (3 مليارات دولار) وذلك في إطار جهودها الرامية لتطوير القطاع النووي في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع سلسلة موردين محليين، مما سيسهم في تعزيز النمو الاقتصادي للدولة.
وأشارت المؤسسة إلى أن هذه العقود جرى منحها لأكثر من 1400 شركة إماراتية لتوريد مجموعة من الخدمات والمواد المستخدمة في العمليات الإنشائية لأولى محطات الطاقة النووية السلمية لإنتاج الكهرباء في موقع براكة بالمنطقة الغربية في أبوظبي، مؤكدة أن الشركات المحلية تسهم في إنشاء محطات الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات وذلك بالتعاون مع فريق التطوير الصناعي في المؤسسة من أجل تلبية المتطلبات واتباع أفضل المعايير المحددة في قطاع الطاقة النووية، إلى جانب تعزيز قدراتها التنافسية في توفير خدمات عالمية مرتبطة بالقطاع النووي.
وأوضحت المؤسسة أنها قامت بمنح هذه العقود للشركات المحلية خلال السنوات الست الماضية بالتعاون مع المقاول الرئيسي للمشروع وهي الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو».
وأعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مؤخراً عن تأسيس شركة «نواة للطاقة» والمملوكة لها بالكامل، والتي ستتولى مسؤولية تشغيل محطات الطاقة النووية الأربع في براكة بالمنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، وفق أعلى معايير الجودة والسلامة والأمان، وبما ينسجم مع إلتزام الدولة باعتماد مبدأ الشفافية في عملياتها التشغيلية.
وستعمل شركة نواة للطاقة بصفتها شركة عالمية المستوى على تشغيل محطات الطاقة النووية الأربع في براكة، مما يضمن تنفيذ المهام والعمليات وفق أعلى المعايير، وتعزيز جهودنا الرامية لتطوير المحطات بشكل آمن وبجودة عالية.
يشار إلى أن «نواة» ستكون مسؤولة عن الحصول على تراخيص التشغيل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية، حيث كانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية قد تقدمت بطلب الحصول على رخصة تشغيل المحطتين النوويتين الأولى والثانية في شهر مارس 2015.
وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اعتمدت تصميم مفاعل شركة «كيبكو» الكورية الجنوبية، وهو مفاعل الطاقة المتقدم «إيه بي آر 1400» APR1400، الذي يعد أحد مفاعلات الجيل الثالث التي تعمل بالماء المضغوط وبقدرة إنتاجية تبلغ 1400 ميجاواط، لبناء محطة براكة للطاقة النووية السلمية، في الوقت الذي عملت على إدخال العديد من التحسينات الجوهرية لتعزيز مستويات السلامة والأداء وخفض الآثار البيئية، بما يتماشى مع أعلى المعايير الدولية للسلامة والأداء.
تحميل وقود تشغيل المفاعل الأول مطلع 2017
تبدأ مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مطلع العام المقبل تحميل وقود تشغيل المفاعل الأول بعد وصوله من شركة كيبكو للوقود النووي في كوريا الجنوبية والتي تعمل على تصنيع وحدات الوقود اللازم استخدامها لتشغيل مفاعلات الطاقة النووية في براكة بالمنطقة الغربية.
وفي إطار الاستعداد للعمليات التشغيلية للمفاعل الأول العام المقبل، أنهت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وبالتعاون مع شركة «نواة» للطاقة، مطلع الشهر الحالي، اختبارين مهمين يتعلقان بالسلامة والحماية في أولى محطات الطاقة النووية بموقع براكة في المنطقة الغربية لأبوظبي، وتمثلت مهمة الاختبارين في التأكد من متانة وسلامة المحطة من حيث القوة والتسربات، إلى جانب قدرة هيكل المحطة على العمل في ظل الظروف العادية والاستثنائية.
وتم التعاون خلال عملية الاختبارين بشكل وثيق مع كل من الهيئة الاتحادية للرقابة النووية وشركة «نواة» للطاقة والشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو»، وذلك لضمان تطبيق أعلى معايير السلامة والجودة العالمية.
ويختص اختبار «السلامة الهيكلية» بتقييم قوة مبنى احتواء المفاعل الذي يضم كافة العناصر الرئيسية، وذلك من خلال الضغط على المبنى لمحاكاة الظروف العادية والاستثنائية، بينما يتولى اختبار «التسرب المتكامل» تقييم التسربات في مختلف هذه الظروف.
وأكدت نتائج الاختبارين قدرة مبنى احتواء المفاعل على أداء مهامه الأساسية في احتواء الإشعاعات ومنع تسربها في ظل هذه الظروف وحالات الطوارئ، وتجاوز التوقعات وتقديم أداء متميز من حيث الجودة، فضلاً عن تأكيد إنشاء المبنى وفق أعلى معايير السلامة العالمية.
كما أنهت مؤخراً، مجموعة من الاختبارات في المفاعل الأول بنجاح من بينها «تنظيف أنظمة المفاعل» و«تنظيف زيوت التوربينات» واختبار «التوازن المائي البارد»، والتي أكدت جميعها تلبية أنظمة تبريد المفاعل والأنظمة الأخرى المرتبطة لمعايير الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
نظام السلامة: إطفاء المفاعل وإزالة الحرارة ومنع الانبعاثات الإشعاعية
صُمم نظام السلامة في مفاعل الطاقة المتقدم 1400 من فئة مفاعلات الجيل الثالث والذي تنفذه شركة «كيبكو» الكورية الجنوبية في محطة براكة بالمنطقة الغربية ليحول دون وقوع أي حوادث، وليحتوي آثار الحوادث حال وقوعها، لا قدّر الله، وذلك عن طريق إطفاء المفاعل وإزالة الحرارة المتولدة عن التحلل والمحافظة على سلامة مباني الاحتواء ومنع الانبعاثات الإشعاعية. ويلبي التصميم المتطلبات والمعايير الإجرائية المعتمدة في اللوائح التنظيمية لمفوضية الرقابة النووية في الولايات المتحدة، بما في ذلك شروط ومتطلبات السلامة للمحطات الجديدة في أعقاب حادث «جزيرة ثري مايل آيلاند».
وخضع تصميم المحطات الإماراتية الأربع للتطوير والتحسين، ليلبي أحدث المتطلبات الخاصة بالتأمين ضد الزلازل ومقاومة تأثير الطائرات، لذا ستتمتع المحطات النووية السلمية ذات تصميم الجيل الثالث في الإمارات بمستويات أمان تتجاوز بكثير تلك الموجودة في نظيراتها من تصميم الجيل الثاني، وتحظى «كيبكو» بسمعة عالمية كونها شركة رائدة في تطبيق مستويات الأمان والكفاءة والفعالية للمحطات النووية، وفقاً للتقييم الذي أجرته الجمعية العالمية لمشغلي الطاقة النووية (WANO).
وتعد «كيبكو» شركة مملوكة لحكومة كوريا الجنوبية، كما أنها خامس شركة نووية في العالم من حيث حجم قدرة الإنتاج، إذ بلغت قدرتها الفعلية لتوليد الطاقة النووية نحو 20 ألفاً و716 ميجاواط، وتشغل 23 محطة تجارية للطاقة النووية، مع خمس محطات أخرى إضافية قيد الإنشاء، وتتمتع «كيبكو» بسمعة قوية في بناء محطات نووية تستوفي المعايير الصارمة، وقد عرف عنها تسليمها المشروعات في الوقت المحدد، وضمن الميزانية المحددة كذلك.
ووضع القطاع النووي الكوري بقيادة «كيبكو» التصميم الخاص بهذا المفاعل، واستغرق إعداده أكثر من 10 أعوام، وأصدرت الهيئة الكورية لتنظيم شؤون السلامة شهادات اعتماد التصميم المعياري لمفاعل الطاقة المتقدم 1400 في عام 2002
توريد اليورانيوم ضعيف التخصيب للإمارات للطاقة النووية
كشف فاليري نيكولوفيتش النائب الأول للمدير العام للاتصال الاستراتيجي في شركة تينيكس لتوريد اليورانيوم ضعيف التخصيب التابعة لشركة الطاقة الوطنية النووية الروسية «روس آتوم»، أنها بدأت نقل اليورانيوم ضعيف التخصيب إلى شركة كيبكو للوقود النووي في كوريا الجنوبية والتي تعمل على تصنيع وحدات الوقود اللازم استخدامها لتشغيل مفاعلات الطاقة النووية في براكة بالمنطقة الغربية.
وأشار بيكولوفيتش، إلى أن اليورانيوم يتم تخصيبه في المؤسسات الخاصة بـ«روس آتوم» وذلك بعد استقدامه في صورة أولية من مناطق توفره، منوهاً بأن مشروع محطة براكة يفتح العصر النووي لإنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
وأضاف، تورد شركة تينيكس الروسية إمدادات اليورانيوم المركز وخدمات التحويل لخام اليورانيوم وخدمات التخصيب ويتم تسليم الوقود النووي المخصب إلى الشركة الكورية للوقود النووي KNF التابعة للشركة الكورية للطاقة الكهربائية KEPCO، حيث ستقوم KNF أحد المقاولين الرئيسيين، وعضو التحالف الذي تقوده الشركة الكورية للطاقة النووية بتصنيع أعمدة الوقود التي ستستخدم في مفاعلات الإمارات.
وكانت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية طرحت في يوليو من عام 2011 مناقصة عالمية لشراء الوقود النووي المطلوب لتشغيل مفاعلات الطاقة النووية السلمية لإنتاج الكهرباء في محطة براكة بالغربية،
وفي منتصف أغسطس 2012، وقعت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عقود توريد الوقود النووي اللازم لتشغيل محطات الطاقة النووية للخمسة عشر عاماً الأولى من عمرها التشغيلي، التي تبدأ أولى وحداتها التشغيل بحلول عام 2017، وبلغت قيمة العقود الستة الفائزة في تلك المناقصة 11.02 مليار درهم (3 مليارات دولار) تبعاً لقيمة السوق الحالية.
وسيوفر الوقود المتعاقد عليه ما يصل إلى 450 مليون ميجاواط في الساعة من الطاقة الكهربائية والتي تكفي لمدة 15 عاماً، حيث سيبدأ تشغيل أول محطة للطاقة النووية في العام 2017 سعياً لإنتاج طاقة كهربائية آمنة وموثوقة وفعالة وصديقة للبيئة لدولة الإمارات.
وقامت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية بالتعاقد للحصول على خدمات لتشغيل المفاعل النووي تتضمن «تأمين اليورانيوم الطبيعي المركز ذي نوعية قابلة للتصنيع كوقود نووي وخدمات التحويل لخام اليورانيوم، حيث يتم تحويل خام اليورانيوم إلى مواد جاهزة للتخصيب»، إضافة إلى خدمات التخصيب، والتي يتم فيها تخصيب المواد للمستوى المطلوب حتى تستخدم في وقود محطات الطاقة النووية وتأمين إمدادات اليورانيوم المخصب.
يشار إلى أن عملية اختيار المورّدين استندت الى عملية تقييم تجارية وتقنية وتضمنت مفاوضات عديدة استمرّت عاماً كاملاً، وقع بعدها الاختيار على هذه المجموعة من نخبة الموردين العالميين وأجريت المناقصة بما يتوافق مع أفضل الممارسات الدولية المتبعة في هذه الصناعة، والتي تتبعها الشركات المتعاقدة لتوفير الوقود النووي لضمان أمن الإمدادات وتأمين وقود نووي بأعلى معايير الجودة ولضمان التميز التجاري.
الجدير بالذكر أن المؤسسة استخدمت نظام المقارنة بين الشركات لضمان التوافق مع أعلى المعايير العالمية في عملية التوريد.
المصدر: الإتحاد