كاتب - مستشار إعلامي
توافقت معظم الأطياف السياسية في اليمن عدا الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي صالح، على أهمية مواجهة التغول الحوثي وأشياعهم من الإيرانيين. وهكذا جاءت “عاصفة الحزم” استجابة لمطالب رئيس وحكومة اليمن.
لقد حظي هذا التحالف بدعم وتأييد من المجتمع الدولي، ولاقى تأييدا من معظم شرائح الطيف اليمني، وقد كان آخر المؤيدين، بعد تلكؤ، حزب الإصلاح اليمني هناك.
وهكذا أصبح الحوثيون المدعومون من إيران يخوضون معركة مستحيلة وعبثية ضد أحلام شعب يتطلع إلى تحقيق خيارات أفضل في التنمية والرفاه، بعد سنوات من الانتظار لهذا الحلم.
لقد كانت اليمن تتجه إلى مسار فوضوي، يهدد مضيق باب المندب، الذي يعد شريانا مهما للتجارة العالمية. كما أنه يمثل تهديدا لشعوب الخليج العربي والجزيرة العربية كافة.
ومن اللافت أن كثيرا من الأصوات التي كانت تطالب بالوقوف في وجه الطموحات الصفوية في المنطقة، ويشككون بأن ثمة خطوة إيجابية يمكن أن تتم في هذا المجال، تغيرت لهجتهم. فعادوا إلى المربع الأول لمعارضة كل فعل، حتى لو كان بالمصادفة ينسجم مع ما كانوا يتشدقون به. كما أن من يتحدثون بوجهة النظر الإيرانية، يتبجحون بأسئلة عاطفية على غرار: لماذا لم يبدأ هذا التحالف بفلسطين؟ وكأن الإيرانيين ومن يشايعهم قد تركوا شؤون سورية والعراق وسواهما وتوجهوا بكل جهدهم نحو فلسطين.
إن فلسطين كانت ولا تزال شماعة يتم تعليق الأكاذيب عليها من أجل تعطيل الممكن. إن استعادة اليمن العربي إلى العرب، وإنقاذه من السواد الذي فاقم مآسيه، مسألة تدخل في صميم العمل العربي المشترك، وقد جاءت جامعة الدول العربية لتعزز هذا المسار. وأي حديث عاطفي آخر، هو محض كلام يحاول اللعب على السذج من الناس. فالمسافة صوب فلسطين، تبدأ بترميم البيت العربي وتقويته، لا برفع الشعارات وحياكة المؤامرات.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/04/04/article_946238.html