سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

ترومون !

آراء

أنا آخر العنقود، بل مولدي جاء بعد انقطاع دام 9 سنوات ؛ ولهذا عمت الفرحة أرجاء البيت، والدي ـ رحمه الله ـ  اشترى سيارة جديدة ( داتسون موديل 76 ) وسمًاها ( سيارة سعيد ).  ثمّ ترك العمل وتفرغ للعائلة، فكثرت الرحلات والحفلات. وأصبحت أختي مريم تحتفل بيوم ميلادي سنويا، وهي التي تكفلت  بمصاريف دراستي في ( مدرسة الشارقة الخاصة ) شكرا مريم.

كانت حياتي هانئة مرفّهة ـ ولله الحمد ـ لكنني تَعَسْكَرْتُ  كما يقولون ملتحقاً بأكاديمية الشرطة بعد تخرجي من الثانوية العامة ، وكانت فترة الإعداد الأوّلي ( 45 يوما ) صعبة حقّاً ، لأننا لم نرَ ولم نسمع ولم نكلم أحداً من العالم الخارجي ! كنت أرى بعض الزملاء يتساقطون ويخرجون، فأتعبني ذلك نفسياً ، وهنا ألهمني رب العالمين بإلهام جميل ، وهو ” دام غيري رام أنا بعد أروم “أي : مادام بيننا شباب يكملون المسيرة فأنا كذلك أستطيع !

وبعد التخرج كان الحلم استكمال الدراسة العليا، فذهبت إلى أمريكا، يعلم الله أنني ركبت الطائرة وأنا لا أستطيع التفريق بين قلم الحبر و قلم الرصاص باللغة الإنجليزية ! لكني كنت أردد ” دام غيري رام أنا بعد أروم ” وتخرجت ـ بعون الله ـ  بامتياز. وبعدها بدأت مرحلة الدكتوراة في بريطانيا وما فيها  من ضبابية في البداية ومن ثم الدخول في سلسة اختبارات قبل الحصول على الشهادة الكبرى، كنت أراها مرحلة صعبة ولكني كنت أقابل زملاء على وشك التخرج، وكلما هبطتْ معنوياتي كنت أردد ” دام غيري رام أنا بعد أروم ” وهكذا تحقق الحلم أخيرا .

قبل عامين كنت رئيسا لفريق تقييم داخلي في مؤسستي لتقييم إحدى الإدارات، فاكتشفنا فيها مبادرات متميزة لكنها مدفونة، فقلنا لهم : شاركوا في جائزة التميز الداخلية، تراكم ” ترومون ” تفوزون ! وبالفعل شاركوا وفازوا! وبعد ذلك انتقلوا إلى مستوى الوزارة وفازوا، وقبل أسابيع فازوا في برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، كانت قاعدة الفوز : ” ترومون ” !

شاهدوا علي المراني في اليوتيوب وقصة كفاحه من طفل فقير ومعاق إلى شاب إعلامي متميز خلال بضع سنوات ، لاحظوا نبرة التحدي في صوته، كان يصرخ ” أنا أروم ”

 صحيح أن النجاح صناعته صعبة لكن صدقوني ” ترومون ” !