بعد يوم من الإعلان عن خططها لإنشاء أول مطار فضائي، رجحت السلطات البريطانية أمس احتمال اختيار موقع «لانبدر» لتشييد المطار الأول من نوعه في العالم الغربي خارج الولايات المتحدة، الذي سيصبح مركزا فضائيا أوروبيا لانطلاق الرحلات الفضائية ابتداء من عام 2018.

ومطار «لانبدر» في مقاطعة ويلز واحد من بين سبعة مواقع أخرى، ستة منها تقع في أسكوتلندا وموقع واحد في إنجلترا. ويأتي اختيار المطار هذا ضمن مشروع أعلن عنه أول من أمس روبرت غوديل وزير الطيران في معرض فارنبوره للطيران.

وصرح فينس كيبل وزير الأعمال البريطاني بأن هذا المخطط يمثل «مشروعا ضخما» لبريطانيا من الأعمال في ميدان صناعات الفضاء التي تقدم مداخيل تبلغ 11.3 مليار جنيه إسترليني في السنة.

وقال المسؤولون البريطانيون إن البحث في الفرص التي يوفرها ميدان الفضاء التجاري والاستثمار الاستراتيجي للأموال سيعززان من نمو صناعات الفضاء المزدهرة في المستقبل مما يتيح لبريطانيا تبوؤ مركزها المرموق في الفضاء.

ومن بين المواقع المرشحة مطار كامبلتاون في أسكوتلندا ومطار كورنول في نيوكواي في إنجلترا. وتضم القائمة المعلنة للمواقع أيضا مطار بريستويك في غلاسكو وثلاثة مواقع عسكرية، ومطار ستورنواي، وكلها في أسكوتلندا.

ونقلت «بي بي سي» عن إدوينا هارت وزيرة الاقتصاد البريطانية قولها أمس إن «مقاطعة ويلز تمتاز بقدراتها في التكنولوجيا الفضائية، وسوف يعزز اختيار مطار فضائي فيها قاعدتها التقنية».

وأعربت الحكومة البريطانية عن هدفها الطموح بالسيطرة على عشرة في المائة من قطاع الفضاء العالمي، لزيادة مدخولاتها بأربعة أضعاف. ونقلت «سي إن إن» عن وزير العلوم البريطاني، ديفيد ويليتس: «أنجزنا النظام الرقابي لإطلاق سفن فضائية في بريطانيا، ونظام التدقيق الذي سيتبع في الملاحة الجوية عند إطلاق مركبة في الفضاء. هدفنا ضمان نمو قطاع الفضاء في المملكة المتحدة حتى يكون أسرع من نمو اقتصاد الصين».

ومن المتوقع أن تستفيد شركات دولية في مجال السياحة الفضائية مثل «فيرجين غالاغتك» و«إكسكور» من الموانئ الجديدة في بريطانيا، فيما أعلنت شركة «ري آكشن إنجينز» أخيرا عن تصميم مبتكر لمركبة فضائية من دون طيار قابلة لإعادة الاستخدام، حيث تقلع وتهبط مثل الطائرات.

وتمتاز المطارات الثمانية التي أعلن عنها بمدرجاتها الطويلة وفضائها المترامي الأطراف، ولذا فإن بالإمكان استخدامها لإطلاق السفن والمركبات الفضائية ولإقلاع الطائرات أيضا بشكل منفصل. كما أنها بعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان.

وكانت الحكومة البريطانية قد طلبت من هيئة الطيران المدني قبل عامين تقديم تقرير حول الفوائد التي ستجنيها من ازدهار الصناعات الفضائية، خصوصا صناعة المركبات الفضائية التي تنقل الركاب إلى حافة الفضاء والسفن الفضائية الحاملة للأقمار الصناعية. وأوصت الهيئة في تقريرها بإقامة مطار فضائي بحلول عام 2018.

المصدر: لندن – الشرق الأوسط