أُصيب شخص بإصابة بليغة، و13 آخرون بإصابات بين المتوسطة والبسيطة؛ في حوادث تصادم متتابعة بين 57 سيارة، وقعت صباح أمس على طريق أبوظبى – العين بالاتجاهين في المنطقة المقابلة لأبوسمرة، بسبب انخفاض مستوى الرؤية الأفقية نتيجة للضباب الكثيف.
وشملت الواقعة، حوادث تصادم بين 39 سيارة في الاتجاه من أبوظبي إلى العين، و18 حادثاً في الاتجاه من العين إلى أبوظبي؛ ما أدى إلى توقف حركة السير والمرور تماماً وتسييرها من خلال طرق بديلة من جسر اليحر باتجاه الداخل، ومن جسر رماح باتجاه الخارج إلى طريق الشاحنات.
وتواجدت «الاتحاد» في موقع الحادث، والتقت مع عدد من السائقين الذين اصطدمت سياراتهم بعد نزول الضباب الكثيف وانعدمت الرؤية ما أدى لارتباك السائقين ووقوع التصادمات بين السيارات التي كانت تسير على سرعات متفاوتة، والتي امتدت لمسافة أكثر من ثلاثة كيلو مترات على الطريق بكلا الاتجاهين، بحسب رواية العديد من شهود العيان من السائقين. وقامت العديد من دوريات الشرطة والإسعاف بالتواجد في مكان الحادث الذي وقع قبل الساعة الثامنة صباح أمس، واستمر العمل لرفع آثار الحادث حتى الساعة 12.30 ظهراً، حيث تم إبعاد السيارات عن نهر الطريق ونقل المصابين إلى مستشفيات توام والجيمي بمدينة العين.
وقال أحمد حلمي عبدالحفيظ، مقيم، أحد السائقين على الطريق وقت وقوع الحادث: «إن الضباب نزل بشكل كثيف ومفاجئ ما أدى لارتباك العديد من السائقين واستعمالهم مكابح السيارات ما أدى لوقوع التصادم».
وأضاف أن السرعة وانعدام الرؤية هما أهم الأسباب لوقوع التصادم، حيث إن مستوى الرؤية لم يكن يسمح للسائقين بمشاهدة جزء من غطاء السيارات الأمامية، وذلك من شدة كثافة الضباب وعدم وجود كتلة هواء تحركه.
وعن وقوع التصادمات وقت الحادث، قال المواطن حسين أحمد: «إن عدم صدور تحذيرات من الجهات المعنية بالطقس والأرصاد أدى لزيادة أعداد السيارات لكن السرعات التي كان يقود عليها السائقون على الطريق كانت متفاوتة، وكنت أقود سياراتي على السرعة العادية للطريق وفور مشاهدة نزول كتل الضباب قمت بخفض السرعة إلى 60-70 كيلو متراً في الساعة ما أدى لتخفيف حدة التصادم بيني وبين السيارة التي في المقدمة وكذلك السيارات المقبلة من الخلف».
وأضاف أنه يجب التنسيق بين الجهات المعنية بالأرصاد للتوعية بالضباب حتى يمكن اتخاذ الحيطة والحذر أو التحرك على الطرق الخارجية في أوقات متأخرة تفادياً للضباب الكثيف، مشيراً إلى أن السائقين يجب أن يتحلوا بالحرص والقيادة على سرعات منخفضة، وهو الأمر الذي ينقذ الأرواح.
وعن كيفية التعامل مع الضباب، قال صديق أحمد عبد الله: «إنني بادرت بخفض السرعة على الفور بشكل تدريجي حتى أحاول تفادي اصطدام السيارات خلفي على الطريق إلا أن ذلك لم يحول من التصادم إلا أنه خفف حدته ولم تقع أي إصابات بين ركاب السيارة».
وقال محمد النعيمي مسؤول بشركة الصحراء لقطر السيارات من على الطرق: «إن الشركة تم الاستعانة لرفع السيارات من على الطريق باستخدام حافلاتها المخصصة لهذا الغرض حيث توجهت السيارات من أبوظبي فور تلقي الطلب ومعرفة وقوع الحادث».
وأفاد الرائد صلاح الحميري رئيس قسم مرور ودوريات العين، التابع لمديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، بأنه وفور تلقي البلاغ هرعت دوريات المرور وسيارات الإسعاف التابعة لإدارة الطوارئ والسلامة، ومركبات الدفاع المدني، إلى مكان الحادث, لافتاً إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحوادث وقعت بسبب انخفاض الرؤية وعدم التزام السائقين بترك مسافة كافية، وعدم التقيد بخفض السرعات في مثل هذه الأجواء المتغيرة.
وأشار إلى أن المديرية، من خلال التنسيق المشترك ضمن خطة الطوارئ أثناء الضباب، أخلت جميع المصابين ونقلتهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج؛ كما قامت بإخلاء الطريق من المركبات المتضررة، وإغلاق حركة السير والمرور في الاتجاهين، وتوفير طرق بديلة للحد من وقوع حوادث مرورية أخرى، كما قام قسم العلاقات العامة بالمديرية بالتنويه، عبر البث المباشر بالإذاعات، بوقوع حوادث تصادم على الطريق بالاتجاهين؛ لتنبيه السائقين لاتخاذ الحيطة والحذر وخفض السرعات، وترك مسافة كافية والسير عبر الطرق البديلة.
ودعا الحميري السائقين في حال تشكل الضباب إلى ضرورة الالتزام بقواعد السير والمرور وترك مسافة آمان كافية، منوهاً بأهمية أن تكون المسافة المطلوبة أكبر في هذه الأجواء والتخفيف من سرعة المركبة، والالتزام بالسرعات المحددة على الطرقات الداخلية والخارجية وإيقاف المركبة على الكتف الأيمن من الطريق، وتشغيل الإشارات التحذيرية في حال تعذر الرؤية .
وكثفت مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبى، وبالتنسيق مع إدارة الإعلام الأمني؛ في الأمانة العامة لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، التوعية المرورية ضمن مبادرة السلامة أثناء الضباب، وحث السائقين على خفض السرعات والتقيد بترك مسافة أمان كافية، وعدم تجاوز المركبات الأخرى وتجنب الأخطاء التي يرتكبها بعض السائقين، والمتمثلة في استخدام إشارات الانتظار أثناء السير في الضباب مما يؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية.
الحرص والحذر
وشددت المديرية على ضرورة الحرص والقيادة بحذر على الطرق الداخلية والخارجية، خصوصاً خلال الساعات المتأخرة من الليل وحتى ساعات الصباح الأولى، لافتة إلى تنفيذ خطة متكاملة لتوفير السلامة المرورية أثناء الضباب، تشمل جهوداً ميدانية وتوعوية بتكثيف الدوريات على الطرق الداخلية والخارجية، ومنع سير الشاحنات على طريق الشاحنات؛ وكذلك المركبات الثقيلة على الطرق الداخلية والخارجية.
وأهابت بالشركات ومالكي الشاحنات الثقيلة إلى عدم تحريكها من مواقعها، أو من نقطة الانطلاق حتى انقشاع الضباب ووضوح الرؤية، وتشديد الضبط المروري وتطبيق عقوبات مشددة بحق المخالفين.
وأشارت المديرية إلى أنه يصاحب تلك الجهود الميدانية جهود توعوية بتوجيه نصائح للسائقين بتوخي الحذر، وإرشادهم إلى الطرق السالكة وزيادة الانتباه في حالة وجود أي مخاطر على الطرقات المختلفة، يقدمها قسم العلاقات العامة بالمديرية عبر البث المباشر بالإذاعات المختلفة؛ وتقديم نشرة إخبارية مرورية.
وحثّت السائقين على إيقاف المركبة خارج الطريق؛ وإطفاء إشارات الضوء الرباعي مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تتضمن سلامتهم أثناء سيرهم في الضباب الكثيف، وتقليل سرعة المركبة تدريجياً أثناء الضباب؛ ومواصلة القيادة بحذر وبالسرعة التي تناسب الظروف المحيطة، واستخدام ضوء المصابيح المنخفضة في المركبة، وعدم استخدام إشارات الانتظار أثناء السير في الضباب، ومضاعفة مسافة التتابع إلى مسافة وقوف آمنة أكبر من الحالات العادية.
«الأرصاد»: الأجواء غير مستقرة
أبوظبي (الاتحاد)- توقع المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، عدم استقرار الطقس خلال اليومين المقبلين، مشيراً إلى أن الأجواء ستكون غائمة جزئياً إلى غائمة، ومغبرة أحياناً على بعض المناطق، فيما تزداد كميات السحب تدريجياً على الجزر والمناطق الساحلية والشمالية مع فرصة لسقوط الأمطار خاصةً على تلك المناطق.
ودعا السّائقين إلى أخذ الحيطة والحذر على الطرقات أثناء القيادة؛ بسبب تدنّي مدى الرؤية الأفقية بفعل الغبار والأتربة المثارة بالمناطق المكشوفة، إضافة إلى سقوط الأمطار.
وحث على أخذ الحذر من الانزلاقات على الطرقات، مطالباً بتجنب أماكن جريان الأودية والسيول أثناء سقوط الأمطار.
ونصح المركز بعدم ارتياد البحر في الخليج العربي وبحر عمان خلال هذه الفترة، محذراً من تشكل الضباب على بعض المناطق؛ نتيجة زيادة الرطوبة النسبية وهدوء الرياح الشمالية الشرقية ليلاً.
وفي تقرير له، أوضح المركز الوطني للأرصاد أن الدولة تتأثر اليوم بالرياح الشمالية الشرقية إلى شرقية جنوبية على اليابسة تكون معتدلة السرعة، فيما تتراوح درجات الحرارة العظمى على المناطق الساحلية بين 16 إلى 22 درجة مئوية، و21 إلى 24 درجة على المناطق الداخلية.
وقال: إن فرص المطر تزداد في ساعات المساء والليل، في الوقت الذي ستكون فيه الرياح معتدلة إلى نشطة السرعة، تثير الغبار والأتربة، وقد تؤدي إلى تدني مدى الرؤية الأفقية أحياناً، بينما يكون البحر مضطرب الموج في الخليج العربي وبحر عمان خاصة مع وجود السحب.
المصدر:أحمد عبدالعزيز – الاتحاد