صعدت روسيا لهجتها، أمس، رداً على الخطاب الأمريكي لها في الأيام الأخيرة، وأغربت عن غضبها من الاتهامات الحاملة لنبرة تهديدية من جانب الإدارة الأمريكية، معتبرة أن ذلك يمثل دعماً للإرهاب، وأكدت أنها ستواصل ضرباتها الجوية في سوريا دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد، رغم الدعوات الأمريكية المتكررة لوقف القصف على حلب، ورغم تحذيرات الأمم المتحدة، والصورة القاتمة لوضع الأحياء التي تسيطر عليها الفصائل في شرقي المدينة، ومطالبتها بإجلاء «المئات» من الجرحى، والإشارة إلى أن المساعدات الغذائية لا تكفي سوى ربع السكان هناك، والخلاصة التي توصلت إليها وهي أن الوضع في حلب يشكل «أخطر كارثة إنسانية تشهدها سوريا حتى الآن»، بالتزامن مع تصعيد في الميدان أيضاً، حيث قصفت طائرات حربية روسية وسورية مجدداً، مناطق سيطرة الفصائل شرقي حلب وريفها، ما أدى إلى تدمير مخبزين إضافيين إلى جانب عشرات القتلى والجرحى، فيما حققت قوات النظام تقدماً في البلدة القديمة، وسيطرت عل مخيم حندرات في الشمال، بينما واصلت الفصائل تقدمها في ريف حماة، وطردت قوات النظام من مزيد من البلدات والمواقع فيها.).
يأتي ذلك، بينما اتجهت واشنطن إلى تعليق الحوار والتنسيق بشأن سوريا، وفق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي أكد أن واشنطن على وشك تجميد محادثاتها مع روسيا بسبب عدم توقف القصف في حلب، مشيراً إلى أنه «بات من غير المنطقي وسط هذا القصف الذي يجري، أن نجلس ونحاول أن نأخذ الأمور بجدية». وتحدث نائب وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، عن أن واشنطن تبحث خيارات جديدة بشأن سوريا، مشيراً إلى أن الرئيس باراك أوباما، طلب من جميع الوكالات طرح خيارات، بعضها مألوف، وبعضها جديد، نعكف على مراجعتها بنشاط شديد.
الفصائل تواصل تقدمها وتسيطر على مزيد من البلدات في ريف حماة
النظام يستعيد مخيم حندرات شمالي حلب والمخابز في دائرة الاستهداف
قصفت الطائرات الحربية الروسية والسورية مجدداً، أمس، مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب وريفها ما أدى إلى تدمير مخبزين إضافيين، إلى جانب عشرات القتلى والجرحى، وحققت القوات النظامية تقدماً في البلدة القديمة وسيطرت عل مخيم حندرات في الشمال، بينما واصلت الفصائل تقدمها في ريف حماة وطردت قوات النظام من مزيد من البلدات والمواقع فيها.
وذكرت مصادر معارضة أن طائرات حربية دمرت، أمس، المخبز الاحتياطي في مدينة عندان في ريف حلب الشمالي الغربي، كما دمرت مخبزاً آخر في بلدة كفرناها في الريف الغربي أيضاً.
وأكدت المصادر أن الغارات الروسية والسورية ركزت، أمس، على ريف حلب، حيث قصفت قرية أم الميال في منطقة خناصر بريف حلب الجنوبي.
كما شنت تلك الطائرات غارات استهدفت مخيم حندرات ومنطقة الجندول شمال مدينة حلب، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف يستهدف المنطقة.
واستهدفت غارات جوية منطقة 1070 شقة وأطراف حي الراموسة جنوب مدينة حلب، وكذلك أحياء الميسر والراموسة والعامرية والصاخور، كما طال القصف أيضاً مدينة خان شيخون في ريف ادلب.
وذكر مسؤول في المعارضة والمرصد السوري أن قوات موالية للحكومة سيطرت على مخيم حندرات شمالي حلب.
وهذه هي المرة الثانية التي تسيطر فيها القوات الحكومية على المخيم منذ بدأت عملية عسكرية في حلب الأسبوع الماضي. وأكد زكريا ملاحفجي من جماعة (فاستقم) أن المعسكر وقع في يد القوات الحكومية التي كانت سيطرت عليه يوم السبت الماضي قبل أن تنتزعه المعارضة من جديد في هجوم مضاد في اليوم نفسه.
وقال المرصد السوري إن الجيش السوري ومقاتلين موالين له سيطروا على المخيم لكن الاشتباكات مازالت مستمرة في محيطه. وأشار المرصد إلى أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط حقل شاعر بريف حمص الشرقي بين القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها من جهة، وبين مسلحي تنظيم «داعش» من جهة أخرى، وسط تقدم جديد للقوات الحكومية. وكانت القوات بدأت، أمس، هجوماً على المنطقة واستعادت السيطرة على تل الصوانة ومواقع أخرى قرب حقل شاعر ببادية حمص الشرقية.
وفي تطور لاحق، ذكرت مصادر أن القوات الحكومية أوقفت عمليتها العسكرية مع تنظيم «داعش» في ريف حمص الشرقي بعد تكبدها خسائر بشرية كبيرة.
وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية إن سبب توقف العملية العسكرية يعود إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات الحكومية وسقوط أكثر من 28 قتيلاً بين صفوفها خلال ال 48 ساعة الماضية.
من جهة أخرى، ذكر المرصد أن 42 مدينة وبلدة وقرية وتلة خسرتها القوات النظامية خلال شهر من بدء «غزوة مروان حديد» التي أطلقتها المعارضة في محافظة حماة.
وأشار إلى انهيار قوات النظام في ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي، بعد مرور شهر على بدء هجوم الفصائل المعارضة، حيث تمكنت أمس من السيطرة على قريتي خفسين وكراح، ليرتفع إلى 42 على الأقل عدد القرى والبلدات والمدن والتلال الاستراتيجية التي سيطرت عليها الفصائل منذ 29 أغسطس/آب الماضي وحتى يوم أمس.
إلى ذلك، أفاد المرصد بأن اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية وفصائل المعارضة على أطراف بلدة الهامة بضواحي العاصمة دمشق. وقال إن ذلك ترافق مع قصف القوات النظامية، وفتحها لنيران رشاشاتها الثقيلة على مناطق في البلدة.
المصدر: الخليج