«تصنيف الجامعات»

آراء

خطوة في غاية الأهمية نفذتها وزارة التربية والتعليم مؤخراً بإطلاق «الإطار الوطني لتصنيف مؤسسات التعليم العالي» في أعقاب اعتماد مجلس الوزراء الموقر له.

يتيح النظام الجديد تصنيف المؤسسات العاملة في الدولة والمرخصة من قبل الوزارة وتقييم أدائها بناء على محاور تم تحديدها وبما يتماشى مع الأولويات الوطنية للدولة.

جاء إطلاق التصنيف في توقيت مهم مع انتهاء العام الدراسي والاستعداد لإعلان نتائج الصف الثاني عشر وبدء أولياء الأمور مع أبنائهم رحلة البحث عن جامعات تناسب تطلعاتهم ومساعدتهم على رسم مستقبل واعد لهم.

وقد حرصت الوزارة على التأكيد بأن عدم ورود عدد من مؤسسات التعليم العالي في التصنيف الحالي، لا يعني أنها متدنية المستوى أو غير جيدة، وإنما الأمر يتعلق بأهمية بذلها جهداً إضافياً لتلبية الاشتراطات الموضوعة لكي يتم إدراجها أسوة بالبقية.

كما حرصت الوزارة على التأكيد بأن هذا الإطار «يمثل خطوة جديدة وأساسية، تدعم جهود الوزارة لترسيخ مكانة الدولة مركزاً عالمياً مرموقاً للتعليم العالي»، خاصة وأن النظام الجديد «سيُمكن الطلبة من اختيار مؤسسات التعليم العالي التي يودون الانتساب لها بما يتواءم مع اهتماماتهم وقدراتهم الأكاديمية ويسمح بذات الوقت لهذه المؤسسات بتعزيز تنافسيتها وتطوير أدائها لاستقطاب الطلبة من كل أنحاء العالم من خلال توفير تقييم متكامل يستند إلى معايير عادلة وشفافة وقابلة للقياس».

لقد كان تطوير الإطار الوطني لتصنيف مؤسسات التعليم العالي ثمرة أعوام عدة من الدراسة من جانب وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع كل الجهات ذات العلاقة، حيث أجرت فرق عمل الوزارة خلال هذه الفترة مقارنات معيارية مع برامج تقييم الجامعات المعتمدة عالمياً، والتنسيق مع الجهات المحلية المعنية، بما في ذلك مؤسسات التعليم العالي في الدولة، وعملت على ضمان تماشي محاور النظام مع الرؤية والأولويات الوطنية.

إن الجهد الكبير الذي أسفر عن التصنيف المهم الذي تم إطلاقه يتميز بالشفافية والتجدد والمراجعة لإتاحة الفرصة للفئات المستهدفة للاستفادة منه وتحقيق الغايات المرجوة. كما يعد حافزاً مهمّاً لكل المؤسسات المعنية لمواصلة الجهود ومتابعتها لأجل جودة التعليم ورفد سوق العمل بالكوادر المؤهلة والمزودة بالمهارات اللازمة للتعامل مع سوق العمل في الإمارات الذي يعد جاذباً للكفاءات النوعية والعقول المبتكرة.

المستوى المتقدم والتنافسي في ميدان التعليم العالي العام منه أو الخاص يعد ثمرة رؤية قيادة حكيمة آمنت مبكراً بقوةٍ أنه بالتعليم تتحقق الريادة والصدارة، وبالتوفيق للجميع.

المصدر: الاتحاد