تضاربت التقارير والتصريحات بشأن توصّل القوات التركية والمقاتلين الأكراد في شمال سوريا إلى هدنة، برعاية وضغط أميركيين، من أجل قتال تنظيم داعش، بعدما كانت أنقرة أعلنت عن قصف أهداف جديدة، فيما اتهمها مجلس منبج العسكري بالعمل على تهجير السكان لاستبدالهم بميليشيات موالية لها.
واستولت فصائل المعارضة المسلّحة السورية المدعومة من قبل الجيش التركي على 11 قرية من القوات الكردية في شمال سوريا في اليومين الماضيين، في حين استعادت قريتين فقط من «داعش»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت وكالة «الأناضول» التركية قالت في وقت سابق أمس، إن المدفعية التركية قصفت 21 هدفاً تابعاً لـ«إرهابيين» في جرابلس ومحيطها أول من أمس.
تضارب بشأن الهدنة
وصرح الناطق باسم القيادة المركزية الأميركية الكولونيل جون توماس بأنّ القوات التركية والمقاتلين الأكراد في شمال سوريا توصّلوا الى «اتفاق غير رسمي» لوقف القتال بينهما، موضحاً أنّه «خلال الساعات الماضية تلقينا تأكيداً بأن جميع الأطراف المعنية ستتوقف عن إطلاق النار على بعضها البعض وستركز على تهديد داعش».
وقالت مصادر عسكرية تركية إن الجيش التركي لم يتفق على أي وقف لإطلاق النار، فيما قالت الخارجية التركية في بيان إن عملية الجيش التركي في سوريا ستستمر حتى تزول كل التهديدات العسكرية للأمن التركي.
وكان مسؤول عسكري كردي قال إنه تم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين تركيا والمجلس العسكري لجرابلس المدعوم من الأكراد. وقال الناطق باسم المجلس العسكري لمنبج شرفان درويش إن اتفاق الهدنة بدأ منذ منتصف ليل الاثنين ومازال صامداً.
وقال قائد إحدى جماعات المعارضة المسلّحة التي تدعمها تركيا في جرابلس إنه لا يوجد وقف إطلاق نار، بل توقف مؤقت للعمليات العسكرية. وأضاف «لا توجد هدنة ولا وقف إطلاق نار، ولكن تم التوقّف لبعض الوقت».
وفي تصريح لم يتضح إن كان مرتبطاً بالإعلان قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده ستواصل الحرب ضد كل الجماعات الإرهابية في إطار حكم القانون وإن الجيش التركي يزداد قوة وفاعلية مع القضاء على «االخونة».
وأثنى البيت الأبيض على «توقف القتال». وقال «الولايات المتحدة ترحب بالتهدئة التي تم التوصل إليها خلال الليل بين الجيش التركي والقوات الأخرى المناهضة لداعش في سوريا».
مطلب أميركي وفرنسيوكان وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر طالب تركيا والمسلّحين الأكراد بوقف الاشتباكات فيما بينهما والتركيز على تنظيم داعش. وقال: «نطالب تركيا بالتركيز على محاربة داعش، وعدم الاشتباك مع قوات الدفاع السورية».
كما حذّر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من «مخاطر تصعيد شامل» في سوريا مع «التدخلات المتكررة والمتضاربة» لتركيا وروسيا.
وقال هولاند إنّ «هذه التدخلات المتكررة المتضاربة تحمل مخاطر تصعيد شامل»، مشيراً الى التدخل العسكري التركي ضد الأكراد. وأضاف إن «الضرورة القصوى، هي وقف المعارك». وأضاف أنّ بلاده «تدعو هنا وعلى الفور الى هدنة فورية».
وتابع «منذ قرابة سنة، تقدم روسيا خبراتها لنظام بشار الأسد الذي يستخدم هذا الدعم لقصف المعارضة لكن أيضا السكان المدنيين، ما يصب في مصلحة المتطرفين من كل الجهات». وقال: «اليوم اختارت تركيا نشر جيشها في الأراضي السورية للدفاع عن نفسها في مواجهة داعش، ما يمكن تفهمه تماماً بعد الهجمات التي شهدتها البلاد، ومن أجل ضبط حدودها وهذا الأمر يمكن تفهمه أيضاً».
اتهام بالتهجير
من جانبه، اتهم الناطق الرسمي باسم «مجلس منبج العسكري» شرفان درويش الحكومة التركية بأنها تقوم بتهجير سكان مناطق منبج وتوطين كتائب موالية لها. وقال في بيان إن «هدف الدولة التركية إبادة سكان المنطقة وتوطين التشكيلات المتطرفة الموالية لها ضمنها».
وأضاف إن قوات مجلس منبج العسكري تتعرض لهجوم ممنهج من الفصائل الموالية لتركيا ومن «داعش»، لافتاً إلى أن القصف التركي على قرية الدندنة تزامن مع هجوم لتنظيم داعش على قرية ياشلي التي تقع في الريف الشمالي الغربي لمدينة منبج. ودعا درويش الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن تبادر فوراً إلى فتح التحقيقات الرسمية بصدد الحوادث المروعة ضد المدنيين.
وكان مجلس جرابلس العسكري أعلن أول من أمس التراجع عن محيط المدينة، وذلك في ظل تقدم الفصائل الموالية لتركيا. وأوضح في بيان له «إننا في المجلس العسكري لجرابلس وريفها نعلن انسحاب قواتنا إلى خط جنوب نهر الساجور، حفاظاً على أرواح المدنيين، وحتى لا يبقى لهم أي مبرر للاستمرار في القصف».
وفي ريف حلب الشرقي، قالت مصادر إعلامية كردية إن تنظيم داعش أطلق سراح أكثر من 250 معتقلاً كردياً من سجونه مساء الاثنين في منطقة الباب بريف حلب الشرقي وأغلبهم من الأكراد تم اعتقالهم على الحواجز وفي عمليات دهم لقراهم ومنازلهم.
المصدر: البيان