تضاربت الانباء أمس، حول التوصل لوقف اطلاق النار بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري في وادي بردى، في وقت أعلن الجيش الروسي، أنه بدأ بخفض قواته المشاركة في العمليات في سوريا، على أن يسحب قريباً حاملة الطائرات الوحيدة التي ينشرها في المنطقة، فيما أعلنت جبهة «فتح الشام» عن مقتل أحد قيادييها بضربة جوية شمالي سوريا، في حين انتزعت «قوات سوريا الديمقراطية» السيطرة على قلعة أثرية من تنظيم داعش في تقدم مهم استراتيجياً على التنظيم في معقله بمحافظة الرقة.
وقال مصدر إعلامي مقرب من القوات الحكومية السورية إن «وفداً عسكرياً روسياً دخل إلى منطقة وادي بردى والتقى قادة فصائل المعارضة وتم التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت لعدة ساعات يشمل جميع المسلحين في منطقة وادي بردى بريف دمشق». لكن مسؤول الجناح السياسي في حركة «احرار الشام» المعارضة منير السيال نفي التوصل الى وقف لاطلاق النار .
وكانت مصادر في المعارضة ذكرت ان «وفداً روسياً دخل إلى منطقة وادي بردى لمراقبة وقف إطلاق النار».
وكان النظام كثف غاراته الجوية، وقصفت عشرات الطائرات المنطقة حول نبع عين الفيجة وقرى بسيمة وكفر الزيت والحسينية التي تشكل جزءاً من عشر قرى يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في الوادي. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «صعدت قوات النظام امس غاراتها على أنحاء عدة في منطقة وادي بردى» مشيراً إلى «إلقاء الطيران الحربي عشرة براميل متفجرة على الأقل على المنطقة».
من جهة أخرى، قال قائد الجيش فاليري غيراسيموف إنه عملاً بقرارات أعلنها الرئيس فلاديمير بوتين في 29 ديسمبر/كانون الأول «بدأت وزارة الدفاع الروسية خفض قواتنا العسكرية المنتشرة ضمن العمليات في سوريا»، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية. وأصدر غيراسيموف أمراً لمجموعة القطع البحرية العسكرية وعلى رأسها حاملة الطائرات «الأميرال كوزنيتسوف» – والتي تشتمل كذلك على سفينة بيوتر فيليكي النووية والمدمرة سيفيرومورسك – بالبدء في الاستعدادات للعودة الفورية إلى مينائها الأصلي في الدائرة القطبية.
وقال قائد القوات الروسية في سوريا اندري كارتوبالوف انه «تم تحقيق الأهداف التي حددت للمجموعة البحرية خلال مهمتها».
وأضاف ان الطائرات على متن حاملة الطائرات نفذت نحو 420 طلعة وضربت 1252 هدفاً «إرهابياً» خلال مدة مشاركتها في المهمة العسكرية في سوريا التي امتدت شهرين. وأكد أن روسيا لا تزال لديها قدرات دفاع جوي كافية في سوريا بفضل أنظمة صواريخ «اس-300» و«اس-400» المنتشرة في هذا البلد.
قال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية طلال سيلو، ان هذه القوات استعادت السيطرة على قلعة جعبر على ضفاف بحيرة الأسد الخميس. وتقع القلعة قرب سد على نهر الفرات تهدف قوات سوريا الديمقراطية إلى السيطرة عليه أيضا في المرحلة الحالية من حملتها. وقال مأمون عبد الكريم مدير الآثار السورية ل «رويترز» في دمشق إن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على القلعة تمثل «نصراً للشعب السوري لأن تحرير القلعة من يد «داعش» يعتبر إنقاذاً للشعب السوري».
في غضون ذلك، قالت جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) إن العضو القيادي بها يونس شعيب الملقب أبو الحسن تفتناز وابنه قتلا امس بضربة جوية في ثاني هجوم يستهدف الجبهة هذا الأسبوع. واتهمت الجبهة في بيان التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بقتل شعيب عضو مجلس الشورى بها.
المصدر: الخليج