مكنت تكنولوجيا الهواتف المحمولة المستخدمين عبر حزمة متطورة من التطبيقات الذكية، من تقريب المسافات وإلغاء البعد الزمني والتعرف على كل ما هو جديد حول العالم، ولكنها من جانب آخر استباحت خصوصية الأفراد داخل منازلهم وباتت وثيقة الصلة بتفاصيل حياتهم اليومية، من خلال مواقع مخصصة على الشبكة المعلوماتية لتراقب وتتلصص وتسترق السمع خلف الأبواب المغلقة والفاعل هم المستخدمون أنفسهم!
لا شك أن استخدام هذه المواقع مفيد ومهم، شرط ألا يتعدى الخصوصيات، وهنا تكمن خطورة تطبيقات البث المباشر وباقي مواقع التواصل الاجتماعي التي قد تؤدي إلى مشاكل اجتماعية تزيد الأمور تعقيداً، في ظل أن هناك شريحة من أفراد المجتمع لديها هوس شديد بوسائل التواصل الاجتماعي وتوظيفها لأغراض البحث عن الشهرة ومن ثم يلجؤون إلى مقاطع تثير جدلاً لضمان سرعة تداولها وانتشارها وهو ما يحدث في الغالب.
وقد يعتبر البعض أن فقدان الخصوصية نتيجة سوء استخدام أو عدم دراية بخصائص البرامج التي استحدثت خاصية الحجب (Block Button) متذرّعين، دفاعا عن رأيهم، بأن المستخدم يمتلك الحرّية الكاملة في اختيار الأجزاء اليومية من حياته أو أفكاره أو آرائه التي يريد مشاركة الآخرين بها، فهل هذا الرّأي يعفي الخاصّية الجديدة من مساوئها؟
المصدر: البيان