تعرف على التفاصيل الحقيقية لأشهر فيديو شاهده الملايين خلال ساعات

منوعات

عندما بدأ روبرت كيلي الخبير في شؤون شرق أسيا، في تجهيز نفسه لإجراء حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية عبر تطبيق سكايب من داخل شقته في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية، كان قد نسي إغلاق الباب المؤدي للغرفة التي عادة ما يؤدي فيها مقابلاته مع محطات التلفزيون والإذاعات المختلفة حول العالم.

نتج عن هذا التجاهل واحداً من أكثر الفيديوهات مشاهدة حول العالم في الآونة الأخيرة، أبطاله زوجة الخبير واثنان من أطفاله الصغار. وتجاوزت مشاهدة الفيديو 84 مليون مرة على صفحة بي بي سي على «فيسبوك»، وكتبت عنه الآف المقالات في مختلف صحف العالم ، من روسيا إلى نيجيريا بل وحتى في دول أميركا اللاتينية.

«إنها أخطاء كوميدية للغاية»، كما قال كيلي في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال».

28

وعندما كانت الأم كيم جونج – ايه منهمكة في تصوير مقطع فيديو لزوجها وهو يتحدث إلى الـ «بي بي سي» من غرفة أخرى داخل الشقة ، حتى يتسنى له مشاهدته فيما بعد، ذهلت ابنتها ماريون ذات الأربع سنوات مما تراه على الشاشة، فتسللت بدافع الفضول للغرفة التي يجري والدها فيها الحوار لتتجه ناحيته مباشرة ، فوجد نفسه في بالغ الحرج ، فأخذ يحاول دفعها برفق للخلف مواصلاً حواره مع المذيع مع بعض اللعثمة والاعتذار وكثير من الحرج.

حدث ذلك على الرغم من أن الأم كانت قد طلبت وجبة بيتزا من أحد المطاعم ، لينشغل طفليها بالأكل خلال تصوير الأب اللقاء مع الـ «بي بي سي».

يقول كيلي «هنا ظننت أن كل شيء انتهى الآن».

واعتقد بدوره، أن بي بي سي ستقوم بدورها بقطع التصوير أو التحول لمشهد أخر أو تضييق عدسة الكاميرا، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث. وللمفاجأة الأكبر وعندما كانت ماريو – 4 أعوام تستمتع بمشاهدة والدها وهي تجلس بجواره في الغرفة، تبعها أخوها الأصغر جيمس البالغ من العمر 8 أشهر في الوقت الذي كان والده يجيب عن سؤال يتعلق بالاتهامات الموجهة لرئيسة كوريا الجنوبية.

وفي محاولة لإنقاذ الموقف، المحاولة التي زادت الطين بلة، اندفعت الأم بطريقة بطولية أيضاً على أطراف أصابعها داخل الغرفة جاهدة لأن تكون خارج بؤرة الكاميرا، من أجل إنقاذ الموقف. وبالفعل استطاعت أن تسحب الطفلين بسرعة خارج الغرفة. لكن كل شيء رصدته كاميرا الـ«بي بي سي» وبثته على الملأ.

حدث ذلك كله على الرغم من أن كيلي معتاد على إجراء مقابلات تليفزيونية من غرفة مكتبه في شقته الفخمة بمدينة بوسان ، ثاني أكبر مدن كوريا الجنوبية.

تقول كيم «إنه عادة ما يغلق الباب بإحكام، وفي معظم الأحوال يعود الطفلان إليّ بعدما يجدا باب الغرفة موصدًا.. لكنهما هذه المرة لم يعودا، ثم وجدت الباب مفتوحاً. لقد كان الأمر بمثابة فوضى تامة».

وأصيبت الأسرة بإحباط بالغ ، فقد خشي كيلي من أن هذا الموقف الغريب ، سيجعل أي محطة تلفزيون تمتنع عن التواصل معه بعد الآن.

وقال «قلت لزوجتي .. أوه ماذا حدث ؟!» لكنه اعترف بأن الأمر كله كان بسببه . لقد أخطأ عندما نسي إغلاق الباب.

وعلى الفور كتب اعتذاراً، لهيئة الإذاعة البريطانية ، لكن خلال 15 دقيقة سأله مذيع الـ «بي بي سي» ما إذا كان يوافق على بث المقابلة على الإنترنت. في البداية رفض الزوجان، حيث شعرا بأنه ربما يصبح طفليهما مثار ضحك وسخرية كثيرين. لكنهما اقتنعا أخيراً ، بأن الفيديو سيظهرهم باعتبارهم عائلة عادية.

وبعد ساعتين ، أدرك كيلي أن هذا الفيديو ، قلب حياته رأساً على عقب. فقد انهالت المكالمات والتغريدات ورسائل البريد الإلكتروني عليه من كل حدب وصوب، وطارده الصحفيون طلباً لمقابلات أو تعليقات. فأغلق هاتفه تماماً في اليوم التالي.

يقول كيلي :”لقد ارتكبت خطأ تافهاً ، فحولت أسرتي إلى سوبر ستار على يوتيوب. إنه لأمر سخيف للغاية».

وعلى الرغم من أن الملايين تعاطفوا مع هذه الأسرة، إلا أن افتراضات بعضهم في أن كيم زوجة روبرت هي مربية العائلة، أثارت نوعاً من الجدل حول نزعات عنصرية متنامية بين كثيرين في الغرب يعتبرون كل آسيوية في بيت رجل أبيض لابد وأن تكون خادمة. وتصاعدت حدة الجدل عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ودشن كثيرون حملة تحت شعار .. لماذا افترضنا أنها خادمة .. ربما كانت زوجته.؟!

وقد ثبت بالفعل أنها زوجته.

ويعتبر الفيديو واحداً من أخر الأمثلة لعمليات القصور التي تعتري البث الإعلامي عند تناول قضايا إخبارية عاجلة، خاصة عند اندلاع الأخبار، حيث تسارع الشبكات الإخبارية للحصول على الخبراء المختصين على الهواء مباشرة بأقصى سرعة ممكنة، ما جعل تصوير الفيديوهات من غرف المنازل نمطاً شائعاً في الآونة الأخيرة.

المصدر: الاتحاد