علقت الأمم المتحدة أمس، قوافلها الإنسانية في سوريا، إثر الهجوم الذي استهدف مساء الاثنين قافلة شاحنات محملة بالمساعدات في ريف حلب الغربي، وأوقع نحو 20 قتيلاً مدنياً، بينهم عضو في الهلال الأحمر، وأكدت أنه إذا ثبت أن الهجوم كان متعمداً، فقد يعتبر جريمة حرب، فيما نفت وزارة الدفاع الروسية ضلوع أي من الطيران الروسي أو السوري في الهجوم، وحذرت واشنطن من أن الهجوم يثير تساؤلات حول رغبة موسكو في محاولة إنقاذ الهدنة.
وقال ينس لاركي المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال مؤتمر صحفي في جنيف إنه «في إجراء أمني فوري، علقت جميع القوافل بانتظار تقييم جديد للوضع الأمني» في سوريا. وأضاف «أنه يوم قاتم جداً للعاملين الإنسانيين في سوريا لا بل في العالم»، مشدداً على أنه «من المهم للغاية أن نتمكن من تبيان الوقائع من خلال تحقيق مستقل».
وذكرت الأمم المتحدة أن 18 شاحنة على الأقل من أصل 31 شاحنة مشاركة في قافلة المساعدات دمرت ليل الاثنين، وهي في طريقها لتقديم المساعدات إلى بلدة أورم الكبرى.
وأعلن متحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بونوا كاربنتييه مقتل مدير أحد فروع الهلال الأحمر السوري مع عدد من المدنيين. وقال الاتحاد في بيان «قتل نحو عشرين مدنياً، وموظف في الهلال الأحمر السوري، بينما كانوا يفرغون مساعدات إنسانية حيوية من الشاحنات. وقد أتلف القسم الأكبر من المساعدات».
من جهته، أعلن ينس ليركي أحد المتحدثين باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية لوسائل الإعلام أمس، أن المكتب طلب فتح «تحقيق» في الهجوم، بينما كان الصليب الأحمر والهلال الأحمر لديهما كل التصاريح اللازمة من أجل نقل مساعدات إلى 78 ألف شخص في أورم الكبرى. وقال المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إن «غضبنا من هذا الهجوم كبير جداً». ودعا ستيفن اوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى إجراء تحقيق. وقال «دعوني أكون واضحاً: إذا تبين أن هذا الهجوم الوحشي كان استهدافاً متعمداً للعاملين في القطاع الإنساني، فسيرقى إلى جريمة حرب».
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشنكوف في بيان إن «الطيران الروسي أو السوري لم ينفذ أي ضربة جوية على قافلة إنسانية تابعة للأمم المتحدة في جنوب غربي حلب». وشكك المتحدث بأن تكون القافلة أصيبت في غارة جوية. وكان الكرملين أعلن أمس، أن الجيش الروسي يحقق في «المعلومات» المتعلقة بإصابة قافلة المساعدات مساء الاثنين. واعتبر بيسكوف أن الأمل في تجديد الهدنة «ضئيل جداً». كما نفى الجيش السوري أمس استهداف قافلة المساعدات، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر عسكري. وتابعت الوكالة نقلاً عن المصدر نفسه «لا صحة للأنباء التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام عن استهداف الجيش العربي السوري قافلة مساعدات إنسانية في ريف حلب» الغربي.
وفي واشنطن، قال مسؤولون أمريكيون إن الضربة نفذت من قبل طائرات النظام السوري أو حلفائه الروس، وعلى موسكو تحمل المسؤولية على كل حال. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي أن «الولايات المتحدة صعقت لدى تلقيها نبأ استهداف القافلة الإنسانية قرب حلب». وأضاف أن «وجهة هذه القافلة كانت معروفة من قبل النظام السوري والاتحاد الروسي»، مشيراً إلى أن «العاملين في إيصال هذه المساعدات قتلوا خلال محاولتهم إيصال المساعدة إلى الشعب السوري».
المصدر: الخليج