نيويورك: كينيث شانغ
«تابتور» تطبيق مكلف لتعليم الحساب والرياضيات للأطفال في سن الروضة، وحتى الصف السادس الابتدائي على جهاز «آيباد». وعلى الرغم من أن تنزيله مجاني لتجربته فترة أسبوعين، فإنه يكلف بعد ذلك 50 دولارا شهريا للطفل الواحد.
«تابتور» Tabtor يبدو من اللمحة الأولى عبارة عن اندماج لكلمتي «تابلت تيوتور» (المدرس اللوحي)، التي تعني بالإنجليزية «المعلم بواسطة الجهاز اللوحي»، ولا يبدو مختلفا بشكل خاص عن مئات المعروضات لتدريس الرياضيات الأخرى الموجودة على مخزن تطبيقات «آبل»، والأعداد الهائلة من البرمجيات المتوافرة لحل المسائل الحسابية على الكومبيوترات الشخصية.
وفي البرنامج الجديد، لكل مسألة رياضية يوجد حيز على شاشة اللمس لكتابة الحسابات بخربشة الأصابع، أو عن طريق القلم الإلكتروني قبل عرض الجواب عن طريق لوحة المفاتيح الموجودة على الشاشة. وثمة علامة كشف خضراء، فضلا عن صدور صوت ترحيب، كصوت رنين السيف لتحية وتبجيل الحل، أو الجواب الصحيح. أما الجواب الخاطئ فيحصل على علامة «X» حمراء، مع رنين أقل ترحيبا. وهنالك دائما فرصة ثانية للحصول على الجواب الصحيح.
* معلم بشري إذن، ما الذي يمكن الحصول عليه مقابل الـ50 دولارا شهريا؟ خلافا لأي تطبيق آخر لتعليم الحساب والرياضيات، اختبرته، فهو يأتي مع معلم بشري؛ إذ يجري تعيين مرشد لطفلك لمراجعة عمله. ويقوم التطبيق بالتقاط جميع الخربشات الحسابية، ومقدار الوقت المهدر على كل مسألة، ليتمكن المرشد من تمييز الأجوبة الخطأ، وكيفية ارتكابها أيضا. ويقوم المرشد بتقديم الملاحظات، مع مذكرات صوتية للتشجيع، فضلا عن تعيين واجبات جديدة. ويقوم المرشد أيضا بالكشف أسبوعيا عبر مؤتمرات فيديو.
وتقول الشركة إن البرنامج يتبع مقاييس «الأسس الرئيسة» الرياضية، المعتمدة في غالبية الولايات الأميركية. ويقع مقر «تابتور» في «كيندال بارك» بولاية نيوجيرسي، وتقدم خدمتها التعليمية عبر «آيباد»، أما نسخة «آندرويد» فمن المقرر أن تصدر الصيف المقبل.
أما حوافز الأطفال فهي النقاط التي يحصلون عليها عبر الأجوبة الصحيحة، وسرعة إجرائهم واجباتهم التعليمية. ويمكن استخدام هذه النقاط للحصول على بطاقات لشراء الهدايا.
ومنذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأنا أسدد رسوم خدمة «تابتور» لاثنين من أطفالي؛ كيلفن، وهو في الصف الخامس الابتدائي، وروزاليند، وهي في الصف الثالث الابتدائي. لكن الخدمة ليست الحل الكافي، فكيلفن يردد القول: «إني أكره (تابتور)» كلما استعصت عليه مسألة، فتعليم الحساب ينبغي أن يكون متناسقا مع ما يتعلمه الأطفال في مدارسهم. والاختلاف هنا كبير، ويشعر الطفل أن هذه الخدمة عديمة الفائدة. لكنني ما زلت أراها أفضل من الخيارات الأخرى، بما في ذلك مواقع الشبكة التي تقدم كثيرا من المسائل الحسابية للتدرب عليها، لكن من دون توجيه، أو الحصول على معلومات توضيحية. وتقوم «تابتور» أيضا بتسويق برنامجها للمدارس؛ حيث المعلمون هناك، وليس مرشدو هذه الخدمة، يتولون مسؤولية هذا التفاعل الرقمي مع التلامذة.
* برنامج مساعد وتقول لوري وودس، المدرسة بمدرسة غرينبروك الابتدائية في ساوث برونزويك في نيوجيرسي، إنها تستخدم هذه الخدمة منذ سنة، وإنها ساعدتها كثيرا في إعداد التلامذة الذين يرسلون إليها لغرض مساعدتهم إضافيا، وجعلهم في المستوى المطلوب. وهي تتشارك في هذا المجال بالمعلومات التي تحصل عليها، وتدعم حماسها مع الآخرين. فتلامذتها يخضعون لاختبار تشخيصي في الحساب في بداية العام الدراسي، ليخضعوا إليه مجددا في مارس (آذار) من العام ذاته. وكانوا في البداية ينجزون نحو 30 في المائة من الأجوبة بشكل صحيح، لينتهوا بنحو 90 في المائة في مارس. وأشارت إلى أنه «في كثير من الحالات كان التلميذ ضعيفا جدا في بداية العام الدراسي، لينتهي بنهايته فوق المعدل، بعد جولات تعليمية معي، ومع (تابتور). وهذا من أصعب أنواع الحساب الذي يخضع له تلامذتي».
وهي ما زالت تعلم المنهاج الدراسي ذاته، لكن «تابتور» يضع تقنية القرن الواحد والعشرين وإنجازاتها في خدمة أساليب التعليم ومواده التي ترقى إلى مستوى القرن التاسع عشر، مثل الواجبات المدرسية، كما يقول كيفن ميرجيس الباحث في معهد «ديفيس» للتعليم في روتجرز، وهو معلم رياضيات سابقا، الذي تابع قائلا إن «نحو 80 إلى 90 في المائة من عمل كل معلم يذهب في تصحيح أوراق الواجبات المدرسية، ومنح العلامات، والذي نحتاجه هو قضاء هذا الوقت في العمل مع التلاميذ على أمور لا يعرفونها».
ومع «تابتور» يمكن للمعلمة وودس رؤية الأخطاء بسرعة، وكيفية الضياع الذي يتعرض له التلميذ. ويقوم التطبيق أحيانا بالكشف على ضعف التلميذ، حتى في الأجوبة الصحيحة. فإحدى تلميذات الصف الرابع الابتدائي كانت تحصل على الجواب الصحيح لمسألة ضرب رقم ذي خانة واحدة، في رقم مؤلف من خانتين، وذلك ببساطة عن طريق جمع الرقمين معا مرات عدة. فهي لم تحفظ جدول الضرب عن ظهر قلب. «لكن من دون (تابتور) لم أكن لأتمكن من تشخيص تلك العلة»، كما تقول وودس.
* خدمة «نيويورك تايمز»