كاتب - مستشار إعلامي
المتأمل في مسيرة “داعش” وبقية فرق الضلال التي ابتلي بها العالم خلال هذا العصر مثل بوكو حرام والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيين ومتطرفي الحشد الشعبي الشيعي وبقية أطياف التطرف الشيعي والسني سيكتشف أن المحصلة المشتركة لكل هذه الأطياف تتمثل في شيطنة الإسلام والمسلمين.
لا يمكن لأي عاقل، أن يرى أي مصلحة في استهداف دور عبادة أو أهداف مدنية. لكن المتطرفون وصل بهم الأمر إلى السعي بدأب لإيجاد المسوغات لإراقة المزيد من الدم. كان المشهد يوم الجمعة الماضية بشعا للغاية: ضحايا في مسجد في الكويت، وضحايا آخرون في تونس وفرنسا. والمجرم في كل هذه البلدان أحد المنتمين إلى “داعش”.
لقد استن الحركيون في أيام الجمعة، خلال ما يسمى بالربيع العربي، حركات رفض وغضب، كانت تمثل مكونا من مكونات التظاهر. وقد أخذت “داعش” هذا المسار من خلال السعي إلى تكريس يوم الجمعة موعدا للإجرام والتوحش والبطش؛.
إنه لأمر محزن للغاية أن يتحول عيد المسلمين الأسبوعي، إلى موعد لإراقة الدماء. إذ لم يعد المنتمون لهذه الفئات الضالة يحفلون بيوم جمعة ولا شهر رمضان.
وكيف يحفلون بهذه المواسم؟ وهم أصلا لم يحفلوا بقيمة الإنسان، فراحوا يستهدفونه غيلة وقتلا، وهو راكع بين يدي الله.
لقد جاء الدين ليحفز الإنسان على عبادة ربه وعمارة الأرض. ولكن الحركيون أسسوا فقها جديدا يتوسل بالدم من أجل الفوز بالجنة. غير مدركين أن الجنة لا تحتاج إلى الخوض في الدماء، فالدين معاملة وسلوك. والمسلم هو من سلم الناس من لسانه ويده. ولا يمكن أن يصبح الطريق إلى الجنة مشرعا لسفلة “داعش” وتوابعها من الشتامين القتلة العاقين لآبائهم وأمهاتهم وأوطانهم.
المصدر: الاقتصادية