كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
أن يحتضن معرض الرياض الدولي للكتاب أكثر من 600 ألف عنوان تطرحها نحو 900 دار نشر، فذلك ليس بالرقم البسيط، بل إنه يجعل من المعرض واحدا من أهم الأحداث الثقافية الجاذبة حاليا، والقادرة مع الاستمرارية على صناعة ذائقة قرائية جمعية، يمكن من خلالها الخروج من دوامة جلد الذات التي ألفتها النخب العربية عامة، والمحلية على المستوى السعودي على وجه الخصوص، فكم سمعنا جملة “أمة اقرأ لا تقرأ”، وكم تصدعت الرؤوس بحكاية ما ترجم إلى اللغة العربية من كتب منذ زمن المأمون لغاية وقت متأخر لا يوازي ما أنتجته إسبانيا في عام واحد.. وغير ذلك من قصص محبطة.
600 ألف عنوان يتجول الناس مزدحمين بينها، تفند كثيرا من الأقاويل، ولولا وجود مَن يتلقى لما ظهر الإنتاج الكتابي مطبوعا. قد تكون القراءة تراجعت ذات يوم، لكن ثمة مؤشرات لدى الجيل الجديد أن كثيرا من الشباب يقرؤون بشغف، والمسألة لديهم ليست نخبوية كما هو الحال لدى الجيل الأكبر منه، بل هي إحساس وتعمق ورؤية، وبالتالي يمكن القول إنه باستمرار النشر وعدم استسلام معارض الكتب والناشرين لحكايات المحبطين فالمعادلة سوف تتغير، وتصبح “أمة اقرأ.. تقرأ”، وهذا هو المأمول في زمن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي تستهلك أوقات الناس.
إلى ذلك، فإن مبادرة القائمين على معرض الرياض الدولي للكتاب بتكريم الرواد من الخطاطين البارزين على مستوى المملكة ممن أسهموا في رقي ونشر هذا الجانب الإبداعي العريق، سواء كانوا أحياء أو راحلين، مبادرة تستحق التقدير، فالرابط ما بين الكاتب والكتاب والخط العربي قديم جدا، وقالت العرب إن “الخط الجميل حلية الكاتب”، وإعادة الخط العربي إلى الأضواء عبر تكريم رواده، قد يثمر عن إقبال البعض على إتقان الخط العربي، أو على الأقل تجويد خطوطهم، فالعصر الرقمي جعل الكثير يهجرون القلم والحبر والورق، ويتكئون على “الكيبورد” أو شاشة الهاتف الذكي، فانحسرت الكتابة اليدوية تدريجيا، ولم يعد لرسم الحروف عشق لدى الصغار قبل الكبار إلا ما ندر.
معرض الرياض للكتاب يفتح باب التفاؤل في زاويتي “القراءة” و”الخط العربي”، وكي تكتمل الصورة من الجميل أن تدعم الجهود بحملات تطوعية متجولة في مختلف المناطق على مدار العام، يرصدها الإعلام ويغطي تحركاتها، وتهدف إلى تسهيل وتقريب فكرة القراءة، وتبسيط أصول الخط العربي لدى من يحب أن يتعلمه، فلعل شيئا ما يتغير نحو الأفضل، وذلك منجز بحد ذاته.
المصدر: الوطن أون لاين