تخلت الولايات المتحدة عن أسلوبها السابق المتبع في وضع التقرير العالمي السنوي حول حقوق الإنسان اليوم الخميس، حيث أبرزت كيانات غير حكومية – وتنظيم داعش على رأس القائمة – بسبب ممارساتها القاسية.
وقال التقرير، الذي يركز عادة على الحكومات لإساءتها لحقوق الإنسان ولوسائل الإعلام، إن عام 2014 “سيظل ماثلا في الاذهان … بسبب الفظائع” التي ارتكبتها جماعات إرهابية مثل تنظيم داعش وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وتنظيم القاعدة في المغرب وبوكو حرام وحركة الشباب الصومالية وجبهة النصرة وغيرها.
وكتب وزير الخارجية جون كيري في مقدمة التقرير “لقد رأينا جماعات مثل [داعش] تحرق البشر وهم على قيد الحياة وتقطع رؤوس السجناء بوحشية وتبيع الفتيات كإماء وتعدم الأبرياء على نطاق واسع وبشكل عشوائي”.
وانتقد التقرير أيضا سوريا لارتكابها مجازر ولقصفها أحياء مدنية واستخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب. وتستخدم سوريا ليس فقط قوات الأمن الحكومية التابعة لها ولكن الميليشيات التابعة لها أيضا، لارتكاب انتهاكات حقوق إنسان، بحسب التقرير. وهذا هو التقرير السنوي التاسع والثلاثين الذي يصدر بتكليف من الكونجرس الأمريكي.
وقال التقرير أن النظام السياسي في روسيا “استبدادي بشكل متزايد” للحملة التي يشنها على المجتمع المدني ووسائل الإعلام ولتورطه في الصراع الدائر في أوكرانيا. وقال التقرير أن إيران أعدمت مواطنين “في ثاني أعلى معدل في العالم” بعد الإجراءات القضائية التي لا ترقى غالبا حتى إلى نظام الحماية الدستورية الخاص بإيران نفسها.
وفي عرضه للتقرير، أقر كيري بأن الولايات المتحدة لديها مشكلاتها الخاصة بشأن حقوق الإنسان في إشارة واضحة إلى سنة كاملة من الاضطراب العنصري حول قتل السود العزل من السلاح على يد ضباط شرطة من البيض وانتهت في الآونة الأخيرة بمأساة رجل أبيض قتل تسعة من السود في كنيسة للأمريكيين الأفارقة في مدينة تشارلستون في ولاية ساوث كارولينا
وقال كيري أنه لا يوجد هناك “نفاق” أو غطرسة في رصد أمريكا لانتهاكات حقوق الإنسان في مكان آخر. وقال “لا يسعنا إلا الشعور بالخزي عندما نشهد ما شاهدناه العام الماضي من عدم الوفاق والاضطراب العرقي… نعالج هذا بكثير من الوعي الذاتي”.
وفي التقرير، علقت وزارة الخارجية على اتجاه آخر ساد في عام 2014 ألا وهو الصراع الكامن الذي قدمته التكنولوجيا الحديثة الذي يمكن استخدامه في مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان أو في تنفيذها على حد سواء.
وجاء في التقرير أن ” هناك المزيد من الحكومات منعت على نحو متزايد زيارة المواقع الإليكترونية ومن بينها وسائل التواصل الاجتماعى ” وذكر الموقع ان هذه الدول تشمل طاجيكستان وتركيا والصين والايكوادور والسعودية والكويت وفيتنام .
وعلى الجانب الآخر ، قال كيري إنه كانت هناك بعض الأخبار الإيجابية بشأن حقوق الإنسان في عام .2014 وأشاد التقرير بأفغانستان بسبب أول انتقال سلمي للسلطة من حكومة منتخبة إلى أخرى والهند لإجرائها أكبر انتخابات في التاريخ واندونيسيا بسبب الانتقال السلمي للسلطة إلى “زعيم تحدى المراكز التقليدية للقوة في البلاد” وتونس لإجرائها أول انتخابات رئاسية حرة ونزيهة منذ ثورة 2011.
المصدر: واشنطن – د ب أ