كاتب سعودي
أقامت جامعة لبنانية مع نقابة المحررين تكريماً لـ 39 صحافياً من متقدمي السن. ومن شروط التكريم انتساب الصحفي إلى النقابة منذ أكثر من 50 عاماً.
الأستاذ سمير عطالله في مقال بالشرق الأوسط بعنوان (قطيع شباب الصحافة) قال إنه اعتذر عن الوقوف في قطيع لم يعثروا على سبب لتكريمه سوى التقدم في السن.
في السطور السابقة يؤكد الأستاذ سمير على أهمية التكريم بمعيار الإنجازات وليس بمعيار السن فقط، وهو معه حق في ذلك وإن كان استخدم كلمة قاسية (قطيع) للتعبير عن موقفه.
ولا شك أن تكريم من يستحق أثناء حياته هو عمل جميل ومؤثر في صحة الإنسان ومعنوياته وحياته الاجتماعية. كان النقد في المجتمع العربي يوجه للتكريم المتأخر للمتميزين المبدعين المنجزين في كافة المجالات، حالياً هناك تغير ملحوظ حيث أصبح التكريم والتقدير يتمان بطريقة منتظمة وبآلية مقننة ومعايير واضحة سواء من خلال الجوائز الوطنية الثابتة أو من خلال مبادرات تقوم بها مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية. نعم، الفرق واضح بين التقدير عن طريق الجوائز العلمية والوطنية، وذلك التقدير الذي يتقرر وينفذ بمبادرة من فرد أو مؤسسة لتكريم إنسان حقق إنجازاً يستحق التكريم حسب أصحاب المبادرة.
في كلمات الرثاء نقرأ عن إنجازات ومآثر وصفات عظيمة فنقول بحرقة: ليت تكريم أصحاب تلك المنجزات والمآثر والصفات حدث أثناء حياتهم.
أحد أنواع التكريم ذات الطابع الروتيني هي تكريم الموظفين المتقاعدين، هذا التكريم هو في العادة تكريم خطابي يحتاج إلى تطوير في فكرته وتنظيمه وما يترتب عليه، بعض المتقاعدين لا يحضرون حفلات التكريم، قد يكون سبب عدم الحضور هو أنه تكريم بالسن أو بسبب برنامج الحفل الممل أو انتهاء التقدير بنهاية حفل التكريم.
نوع آخر من أنواع التكريم والتقدير هو قيام المؤسسات والأجهزة الحكومية والأهلية بتنظيم حفلات لتقدير الموظفين أثناء الخدمة أي قبل التقاعد، هذا النوع يعتمد على تكريم التميز، وفي كثير من الأحيان يتعرض هذا التكريم للنقد والاعتراض بسبب عدم وضوح المعايير، حتى على مستوى الإدارات يفضل بعض المسؤولين عدم اعتماد برنامج موظف الشهر تجنباً للاعتراضات.
ما الحل وما البدائل؟
الحل هو الوضوح وأن يكون التكريم أو التقدير جزءاً معتمداً من ثقافة المنظمة معروفاً للجميع سواء كان التكريم أثناء الخدمة أو بعدها، وسواء كان للمتميزين أو للجميع.
هذا بالنسبة للمعايير، أما آلية التنفيذ فتكون مرنة وقابلة للتطوير، على سبيل المثال تقوم بعض المنظمات بتكريم المتميزين (أفراداً أو إدارات) ويتم عرض المنجزات المتميزة خلال حفل التكريم، وتفضل بعض المنظمات تكريم الإدارات المميزة لدعم وتعزيز العمل بروح الفريق والمنافسة البناءة بين الإدارات بما يخدم الأهداف العامة للمنظمة.
على مستوى الدول حدثت في العقود الأخيرة في المملكة نقلة نوعية في تكريم الشخصيات المتميزة في مجالات العلوم والمعرفة المختلفة وميادين العمل والمشروعات الإنسانية بمعايير الإضافة والإثراء والأصالة. حدث ذلك من خلال جوائز دولية اكتسبت سمعة علمية قوية ومن أبرزها جائزة الملك عبدالعزيز للجودة وجائزة الملك فيصل العالمية وجائزة الملك خالد، هذه الجوائز تقدر الجهود والإنجازات بمعايير لا يختلف عليها أحد وليس فيها مجال للتمييز أو التأثيرات السياسية ولن يجد المكرم مبرراً للاعتذار عن حضورها.
المصدر: الرياض