تليّف الكبد.. أسبابه وأعراضه والحد من أضراره

منوعات

تليف الكبد والذي يعرف أيضا بتشمع الكبد هو مرض يحدث على فترات طويلة حيث يصيب خلايا الكبد السليمة بندوب، فعندما يصاب شخص ما بتليف الكبد، فإن النسيج المتليف يحل مكان النسيج السليم فيعيق الكبد عن القيام بوظائفها بشكل طبيعي، مثلا قد تعجز الكبد عن إنتاج مواد مخثرة بالشكل الكافي (وهي المواد التي تسبب تخثر الدم وتوقفه عن السيلان في حالات الجروح)، مما يؤخر وقف النزيف عند حدوثه، كما يؤدي هذا النسيج الى اعاقة التدفق السليم للدم من الامعاء عن طريق الكبد ويولد ضغطا كبيرا في الأوردة التي توصل الدم الى هذه المنطقة (الجهاز البابي – Portal system)، وتسمى هذه الحالة باسم «فرط ضغط الدم البابي» (Portal hypertension)، وقد تفشل الكبد في تنقية السموم التي قد تتراكم في الدورة الدموية، وقد يؤدي تليف الكبد أيضا الى الوفاة، ومرضى تليف الكبد هم اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بسرطان الكبد، وهم اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالتحصي الصفراوي.

واعتمادا على المعهد العالمي للصحة يحتل تليف الكبد المركز الثاني عشر من الأمراض المسبب للوفاة، ولكن علاج تليف الكبد في مرحلة مبكرة، قد يساعد في وقف الضرر ومنع تفاقم الحالة.

أسباب تليف الكبد:

* المشروبات الكحولية حيث يصاب بمرض تشمع الكبد الكحولي ما بين 10% و20% من متعاطي الكحوليات والسبب أن الكحول يقوم بتثبيط عملية الأيض الطبيعية للبروتينات والدهون والكربوهيدرات مما يؤذي الكبد كثيراً.

* التهاب الكبد الوبائي المزمن بأنواعه، فإن فيروس التهاب الكبد الوبائي يتسبب في التهاب الكبد بشكل مستمر فتؤدي الأضرار التي لحقت بالكبد على مدار عدة عقود إلى تشمعه أو تليفه وتختلف طبيعة الالتهابات التي يسببها فيروس الكبد باختلاف نوع الفيروس وقوته وهل صاحبه فيروسات أخرى أم كان وحيداً.

* بعض الأدوية وكذلك بعض الأعشاب السامة، وقد علمنا أن قسم الرعاية الصيدلية أعد لكم مقالاً حول تأثير الأدوية والأعشاب فندعوكم لقراءته.

أعراض تليف الكبد

لا تظهر اعراض للمرض دائما في المراحل الاولى من تليف الكبد، اما في المراحل المتقدمة من تليف الكبد فقد تظهر بضعة اعراض، من بينها:

* الشعور بالتعب.

* ارتفاع حرارة الجسم.

* نزف الدم من الأنف أو وجود دم في البراز.

* تغير في لون البول.

* فقد الشهية.

* انخفاض الوزن.

* اوجاع في البطن.

* اصفرار لون الجلد.

* الحكة.

* تجمع السوائل في الرجلين أو البطن.

علاج تليف الكبد

إن علاج تليف الكبد هو ليس نفسه الذي تم شرحه في مقالة للدكتور هاشم معتز في الصفحة السابقة فذاك المقال كان يتحدث عن علاج فيروسات التهاب الكبد الوبائي وقد أفاض ووفى في هذا المجال، أما فيما يتعلق بتليف الكبد فهي عدة خطوات يمكن القيام بها من اجل الحد من الضرر اللاحق بالكبد ومن اجل معالجة الأعراض :

* تجنب تناول المشروبات الكحولية، إطلاقا.

* عدم تناول اي دواء دون استشارة الطبيب.

* التحقق من ان اللقاحات التي تم الحصول عليها ما زالت فعالة.

* الحرص على تغذية قليلة الصوديوم.

قد تظهر الاعراض أحيانا بعد ان يكون المرض قد بلغ مراحل متقدمة فقط، لذلك من الضروري المواظبة على اجراء الفحوصات الطبية بانتظام، بما فيها الفحوصات المخبرية.

أحيانا قد تكون ثمة حاجة الى اجراء فحوصات للكشف عن مشاكل طبية اخرى محتملة، مثل:

* تضخم الاوردة: وهي الظاهرة التي تعرف باسم الدوالي في الجهاز الهضمي، وقد تتعرض الدوالي للنزف.

* سرطان الكبد: المرضى المصابون بتليف الكبد هم اكثر عرضة من غيرهم للإصابة بسرطان في الكبد.

في الحالات التي يشكل فيها تليف الكبد خطرا على حياة المريض، فإن عملية زرع الكبد تعتبر طريقة علاجية ممكنة اخرى، وهنا يجب استشارة الطبيب بشأن الخطوات الواجب اتخاذها لتحسين الوضع الصحي العام، ولكي يكون المريض مرشحا جيدا لإجراء عملية زرع الكبد في المستقبل.

وعمومًا تشمع الكبد مرض لا يمكن الشفاء منه، وعادةً ما يركز العلاج على منع تفاقم المرض وزيادة مضاعفاته، ويكون الخيار الوحيد المتاح في المراحل المتقدمة من تشمع الكبد هو عملية زرع الكبد.

التغذية:

من المهم جداً الحفاظ على تغذية ملائمة ومناسبة لحالة تليف الكبد. تليف الكبد هي أحد الحالات التي يُعاني فيها المريض من سوء التغذية ونقص الطاقة والفيتامينات. لذا من المهم استشارة اخصائي تغذية والحفاظ على أسس التغذية التالية:

* الحفاظ على تغذية مليئة بالطاقة.

* تناول القليل من الأطعمة التي تحوي البروتينات لكي لا يؤدي الأمر لغيبوبة كبدية دماغية.

* الحفاظ على تغذية قليلة الملح، لتجنب احتباس السوائل.

* تناول الكالسيوم وفيتامين د للوقاية من هشاشة العظام.

* تناول الفيتامينات الناقصة.

إن المرضى المصابون بمرض التليف الكبدي عادة يكونون بحاجة ماسة للدعم النفسي من قبل الأسرة والأصدقاء والفريق الطبي المعالج، لذلك من المهم جداً في بداية اكتشاف هذا المرض أن يتم الحديث مع المريض حول هذه النقطة بحيث يعرف أنه في مرحلة ما سيبدأ بالشعور بالحزن ويدب اليأس في نفسه ولكن عليه أن يتحدث فور احساسه بالحزن فمن المهم تشجيع المريض على القيام بالمبادرة بإظهار مشاعره ومخاوفه والحديث عنها لأن رفع الروح المعنوية مهمة جداً للمريض لإبداء التعاون ومواصلة العلاج والتقيد بكل المحاذير الطبية.

المصدر: الرياض – قسم خدمات التثقيف الصحي.