تواصلت المعارك العنيفة على مختلف محاور القتال في مدينة حلب، حيث أعلنت قوات النظام تحقيق تقدم على الأرض خلال الساعات الأخيرة، وسط أنباء عن حشود جديدة لزجها في المعركة، في وقت تواصلت الغارات والقصف الصاروخي والمدفعي على شرقي المدينة ما أدى إلى إصابة أكبر مستشفيين فيها، بينما قتل 6 مدنيين على الأقل في قصف مدفعي قرب مخبز في منطقة باب المقام الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما أثار غضباً وتنديداً دولياً عارماً، حيث اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن الهجمات على المستشفيات تشكل «جريمة حرب»، بينما أعلنت فرنسا أنها ستقدم مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في حلب والذين يمتنعون عن التصويت لصالحه «يجازفون بتحمل مسؤولية المشاركة في جرائم حرب» وفق وزير الخارجية الفرنسي، فيما هدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف بتعليق أي تعاون حول سوريا إذا لم تضع موسكو حداً للقصف في حلب، لكن الكرملين أعلن أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر وزارة الخارجية والدفاع الروسيتين بمواصلة التنسيق مع نظيرتيهما الأمريكيتين، في حين حذر مسؤول الدفاع المدني او ما بات يعرف باسم «الخوذ البيض» في مناطق المعارضة، من أن الحياة اليومية في حلب ستتحول خلال شهر إلى جحيم تحت ضربات النظام السوري وحليفته روسيا، وسكان المدينة قد يتعرضون ل «مجازر» في حال «سقوطها» في أيدي قوات النظام.
يأتي ذلك، فيما أكد القيادي في المعارضة السورية فارس البيوش أن دولاً أجنبية، لم يسمها، زودت مقاتلي المعارضة ب«كميات ممتازة» من راجمات صواريخ «غراد» سطح -سطح من طراز لم يحصلوا عليه من قبل رداً على هجوم النظام في حلب.
واتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في بيان أمس، القوات الحكومية السورية وإرهابيي تنظيم «داعش» بتنفيذ هجمات كيماوية جديدة في حلب وحولها في شهري أغسطس وسبتمبر من العام الحالي، مشيرة إلى قصف للنظام ببراميل تحوي مواد كيماوية سامة في 10 اغسطس و6 سبتمبر على ضاحيتي السكري والزبدية الواقعتين شرقي حلب، فيما اتهمت «داعش» بقصف مناطق يسيطر عليها الجيش السوري الحر بقذائف تحوي مواد كيماوية في 16 أغسطس الماضي.
وحاول مساعد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن طمأنة تركيا أمس، مشيراً إلى أن بلاده تأخذ في الاعتبار مخاوف أنقرة حيال إمكانية مشاركة فصائل مسلحة كردية في عمليات ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق.
إلى جانب ذلك، أعطى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الضوء الأخضر لإرسال نحو 600 جندي إضافي إلى العراق مع اقتراب معركة الموصل التي تشكل آخر معقل مهم لتنظيم «داعش» في البلاد. وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد أنه طلب من الرئيس الأمريكي زيادة عدد المستشارين الأمريكيين للمساعدة على تحرير الموصل.
المصدر: الخليج