كاتب إماراتي
هم بيننا، لا نحس بهم، لكننا نعرف من بعض المؤشرات أنهم ينتمون إلى ذلك التنظيم المشبوه، دلائلهم في وجوههم، العيون المحمرة صباحاً، الجمل المفككة، الرائحة التي تشبه عصارة المعدة، والحديث الثقافي إياه، إن البعد التكتوني في بناء الجمل اللغوية عند الكاتب الفلاني (ويعطيك غالباً اسماً لم تسمع به)، تقوم على إيمانه بما وراء الزمكان، وهو الأمر الذي جعل حبيبته تتركه في ما بعد، تطلب منه أن يتعوذ من إبليس و(يعلج) قبل أن ينفضح أمره، ويقول لك بألا تقربوا الصلاة هي حالة مخصصة لوقت معين وقبل شعيرة معينة، تكتشف أن لديه أبعاداً أخرى أكثر عمقاً، فلا يبقى أمامك سوى أن تهديه كيساً من الفول السوداني أو ربما «مرطبان طرشي»!
لدى كل تنظيم دائرة أكبر تتكون مما يعرف بالـ«محبين» أو «المؤيدين»، وهم الناس الذين يحملون فكر التنظيم أو تؤثر فيهم أفكاره، من دون أن يعرفوها أو «يتداولوها» في ما بينهم.
مثلاً حين تتصل بفتاة ما، لديها مئتان وأربعون ألف متابع على تطبيق كيك، وكل يوم تبدأ صباحها بفيلم تهديه إليهم يبدأ بعبارة «هاي كيكرز»، وتعرض عليها تقديم فقرة في أحد البرامج الوطنية، فترفض بشدة، لأنها بنت عرب، وأهلها يرفضون ظهورها على الشاشة، فهنا تأكد أنها من أعضاء «تنظيم المساطيل»، وربما كان هناك اشتراك عائلي للعيلة كلها.
حين تنشر إحدى المؤسسات إعلاناً على صفحة كاملة بالألوان في جميع الصحف عن فعالية تقوم بها، وفي ذيل الإعلان تجد عبارة «الحضور حصراً بالدعوات الخاصة التي تم إصدارها وإرسالها»، فأنت تتأكد أن من وضع الإعلان عضو مجلس شورى «تنظيم المساطيل» بكل تأكيد.
حين يقول شرطي في إفادته الرسمية إن الرجل المتسبب في وقوع الحادث، يقول إن الرصيف لف عليه ويصر على كتابتها في المحضر، فهذا غالباً رئيس قطاع الأنشطة والشباب في التنظيم، وقد اتعب من بعده.
حين تسمع عن شابين في فريجكم تعلما لغة الإشارة للصم فترة طويلة، من أجل استخدامها في الغش في امتحانات الثانوية العامة، رغم أن الوقت ذاته كان يكفي لإنهاء المقرر الدراسي، لكن القواعد هي القواعد، فأنت هنا تتأكد من أن التنظيم بدأ يخترق المدارس!
حين يدخل شاب متحمساً إلى محل هواتف متحركة، يطلب من البائع هاتفاً لديه «أندوير»، فتهرب جميع النساء من المحل خجلاً، فأنت تعرف هنا مدى قوة التنظيم.
المصدر: الإمارات اليوم
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2015-01-08-1.744606