يتوافد المسؤولون الأوروبيون إلى طهران بعد التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بهدف الحصول على عقود اقتصادية، مع ترقب رفع العقوبات الدولية على إيران مع نظر مجلس الأمن الدولي في ملف العقوبات هذا الأسبوع. ولطالما حرصت ألمانيا على علاقاتها التجارية، إذ يتوجه زيجمار جابريل وزير الاقتصاد الألماني اليوم إلى العاصمة الِإيرانية طهران في زيارة تستغرق ثلاثة أيام وذلك بعد أقل من أسبوع من التوصل إلى اتفاق نووي بين إيران ومجموعة (5+1) حول البرنامج النووي الإيراني.
ولم تعلن وزارة الاقتصاد الألمانية بصورة رسمية بعد عن برنامج زيارة زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا ولكن أكدت وكالة الأنباء الألمانية نبأ الزيارة.
في المقابل أعلن الجانب الإيراني أنه من المنتظر أن يعقد جابريل لقاءات مع الرئيس الإيراني حسن روحاني والكثير من الوزراء وأعضاء الغرفة التجارية الإيرانية.
ويذكر أن هذه هي أول زيارة لسياسي غربي كبير إلى إيران منذ التوصل للاتفاق النووي في الأسبوع الماضي، ويرافقه خلال الزيارة وفد اقتصادي يضم اريك شفايتسر رئيس غرفة التجارة والصناعة الألمانية.
وتأمل الشركات الألمانية في إبرام صفقات بمليارات اليوروهات مع الجانب الإيراني وتتوقع غرفة الصناعة والتجارة الألمانية إمكانية أن ترتفع قيمة فاتورة الصادرات الألمانية لإيران في غضون فترة تتراوح بين 3 و4 أعوام من 2.39 مليار يورو في عام 2014 إلى عشرة مليارات يورو هذا العام.
يذكر أنه في ظل العقوبات الاقتصادية الغربية على إيران، تراجع حجم التجارة بين البلدين من 4.7 مليار يورو في عام 2010 إلى 2.1 مليار يورو خلال عام 2013
غير أن حجم التجارة بين البلدين حقق في عام 2014 ارتفاعا بنسبة 27 في المائة بسبب تنامي صادرات المواد الغذائية من ألمانيا ومع تقدم المفاوضات النووية.
وفي فيينا، قال وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورتس لإذاعة «أو آر إف» أمس إنه يعتزم زيارة إيران في سبتمبر (أيلول) القادمة. وأوضح في مقابلة مع الإذاعة العامة: «سأرافق الرئيس الاتحادي في زيارته لإيران في سبتمبر».
وكان هاينز فيشر الرئيس الاتحادي للنمسا – ومنصبه شرفي إلى حد كبير – قبل من حيث المبدأ منذ أكثر من عام دعوة لزيارة إيران فيما ستكون أول زيارة يقوم بها رئيس دولة غربية لطهران منذ سنوات.
وقالت متحدثة باسم فيشر إنه «لم يتحدد بعد موعد معين للزيارة»، وأضافت أن «موعدها قد يعلن خلال الأسبوع الحالي».
وسبق أن لمح فيشر إلى أن زيارته لإيران ستجري هذا العام.
وظلت النمسا – وهي دولة محايدة ضمن أعضاء الاتحاد الأوروبي – منذ عدة قرون النقطة التي تستخدمها طهران للعبور إلى أوروبا. ويقع المقر الدائم للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا وهي المكلفة بالمراقبة والتحقق من التزام طهران بالبنود الواردة في الاتفاق.
ويذكر أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعرب سابقا عن رغبته في زيارة طهران، بينما اتصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالرئيس الإيراني الأسبوع الماضي ولمح إلى رغبته في زيارة البلاد.
لندن: «الشرق الأوسط»