أصبحت أبوظبي أحد أكبر المراكز المالية الدولية على مستوى العالم من حيث المساحة الجغرافية، وذلك بعد صدور قرار بتوسيع سلطة سوق أبوظبي العالمي، ليعكس هذا القرار الرؤية الاقتصادية للعاصمة أبوظبي والتي يشكل القطاع المالي المزدهر عنصراً اساسياً من عناصر إستراتيجيتها للتنوع الاقتصادي. كما يدعم هذا القرار استراتيجية سوق أبوظبي العالمي للنمو 2023-2027، والتي تهدف إلى تنمية القطاع المالي في أبوظبي وترسيخ مكانتها كمركز مالي عالمي رائد، خصوصًا مع تزايد دور القطاع المالي ومساهمته الرئيسية في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي.
ومع ضم جزيرة الريم يرتفع حجم المساحة الجغرافية لسوق أبوظبي العالمي إلى حوالي 14,37 مليون متر مربع، أي قرابة 10 أضعاف المساحة الحالية لسوق أبوظبي العالمي.
وبموجب قرار مجلس الوزراء سيتم توسيع سلطة سوق أبوظبي العالمي كمنطقة مالية حرة إلى جزيرة الريم، بجوار مقرها الحالي في جزيرة المارية، وذلك لتلبية الطلب المتزايد من مجموعة واسعة من الشركات العالمية التي باتت تختار أبوظبي كوجهة مفضلة لتوسيع وتنمية أعمالها على مستوى العالم. حيث يحق للشركات المؤهلة عبر تواجدها في النطاق الجغرافي للمنطقة المالية الحرة الاستفادة من نسبة صفر في المئة كمعدل ضريبة على دخل الشركات.
مركز مالي مزدهر
وقال أحمد جاسم الزعابي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي ورئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي: «تماشيًا مع رؤية قيادتنا الرشيدة لبناء اقتصادنا المستقبلي وتنويعه وزيادة مساهمة القطاع المالي، تواصل المؤسسات المالية العالمية والمكاتب العائلية و رواد الأعمال والمواهب الرائدة في مجال التقنيات المالية، اختيار سوق أبوظبي العالمي كموقع استراتيجي مفضل لهم، يمكنهم من خلاله الوصول إلى مجموعة كبيرة من خيارات تمويل رأس المال والفرص الاستثمارية التي توفرها لهم أبوظبي.»
وأضاف: «نجحت جزيرة المارية في ترسيخ مكانتها كمركز مالي دولي مزدهر، حيث تبلغ نسبة الإشغال فيها حاليًا أكثر من 95%، بالإضافة إلى تزايد حجم الطلبات الواردة من الشركات العالمية الراغبة في توسيع أعمالها أو تعزيز حضورها من خلال التواجد هنا في أبوظبي، وبناء على ذلك وجهنا جهودنا لتلبية هذا الطلب المتزايد. وبمساحتها الأكبر، توفر جزيرة الريم المجاورة لجزيرة المارية العديد من الفرص وخيارات متنوعة من المساحات للمكاتب والمرافق السكنية والتعليمية والطبية والترفيهية ذات مستوى عالمي. معاً ستصبح كل من جزيرة المارية وجزيرة الريم من أكثر الأماكن جاذبية للعيش والعمل على مستوى المراكز المالية حول العالم.»
وتابع: «يمثل هذا التوسع فرصة فريدة لأبوظبي لتعزيز مكانتها كمركز مالي عالمي رائد ووجهة عالمية مفضلة. ومن شأن الجمع بين القانون الإنجليزي العام والاطار التنظيمي المطبق في هاتين الجزيرتين أن يطلق فرصًا اقتصادية أكبر. ونتطلع إلى العمل مع شركائنا الاستراتيجيين والأطراف المعنية بهدف تحقيق ما نطمح إلى إنجازه.»
نجح سوق أبوظبي العالمي خلال فترة وجيزة لا تتعدى ثمان سنوات من تحقيق نمو ملحوظ، حيث يضم سوق أبوظبي العالمي حالياً نحو 1400 شركة عاملة و5500 شركة مرخصة، وقوة عاملة قوامها 11 ألف شخص يعملون في مربعة سوق أبوظبي العالمي. وخلال العام الماضي، حقق السوق زيادة قياسية بنسبة 56% في حجم الأصول تحت الإدارة وزيادة بنسبة 30% في عدد التراخيص النشطة.
تبرز أبوظبي اليوم بصفتها صاحبة «اقتصاد الصقر» و«عاصمة رأس المال» على مستوى المنطقة، حيث تحتضن أكبر صناديق الثروات السيادية في العالم التي تدير أصولًا بتريليونات الدولارات الأمريكية، بالإضافة إلى شبكة واسعة من شركات رأس المال الاستثماري والمكاتب العائلية. ويعد توسيع سلطة سوق أبوظبي العالمي بمثابة شهادة على كونه المركز المالي الدولي الأسرع نموًا في المنطقة وفق ما أظهرته إنجازات السوق في عام 2022.
يعمل سوق أبوظبي العالمي وسلطاته حاليًا مع الأطراف المعنية في الجهات الحكومية الرئيسية والسلطات المحلية الأخرى لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الانتقالية اللازمة التي تغطي أنشطة جميع الكيانات العاملة حاليًا في جزيرة الريم، ومن بينها تلك العاملة في قطاع الخدمات المالية. وستقوم السلطة المعنية في سوق أبوظبي العالمي بالتواصل والتنسيق مع الجهات المعنية في جزيرة الريم لترتيب المرحلة الانتقالية.
المصدر: الخليج