أعلنت قيادة قوات التحالف وقف عمليات «عاصفة الحزم» في اليمن بعد تحقيقها للأهداف التي انطلقت من أجلها، وبدء عملية «إعادة الأمل» للشعب اليمني. وأكدت أن العملية العسكرية حققت حماية الشرعية وردعت العدوان الحوثي في باقي المناطق، مشددة على زوال التهديد عن أمن المملكلة والدول المجاورة، خصوصاً الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها المليشيات الحوثية والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح.
وستعمل عملية «إعادة الأمل» على تحقيق سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وحماية المدنيين، ومكافحة الإرهاب، وتيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة ، وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية.
كما ستتصدى للتحركات والعمليات العسكرية للميلشيات الحوثية ومن تحالف معها وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج، علاوة على إيجاد تعاون دولي لمنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى المليشيات الحوثية وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين.
وأوضح المتحدث باسم قوات التحالف العميد الركن أحمد عسيري في إيجازه الصحافي ليل أمس، أن انهاء عملية « عاصفة الحزم» بناء على طلب الحكومة اليمنية، موضحاً أن عملية « إعادة الأمل « ستبدأ مع منتصف هذه الليلة ( ليل أمس).
ولفت عسيري إلى أن عدد الطلعات الجوية بلغ 2415 طلعة جوية حتى نهاية الحملة الجوية في عاصفة الحزم حتى يوم أمس.
وقال «إن التحالف سيواصل استهداف تحركات ميليشيا جماعة الحوثي داخل اليمن» وأضاف «سنستمر في منع الميليشيات الحوثية من التحرك والقيام بأي عمليات داخل اليمن».
وسبق ذلك صدور اعلان عن فرض السيطرة الجوية الكاملة على سماء اليمن لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول الجوار.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الدفاع السعودية مساء أمس أن «الطلعات الجوية أزالت أي تهديدات لأمن السعودية ودول المنطقة»، من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني.
ودفعت السعودية بقوات «الحرس الوطني» في العمليات العسكرية التي تقودها لإنقاذ اليمن وإعادة الشرعية، لتنضم إلى بقية القطاعات العسكرية المشاركة في «قوات التحالف»، بعدما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمشاركة قوات الحرس الوطني السعودي في عمليات «عاصفة الحزم».
وأكد وزير الحرس الوطني السعودي الأمير متعب بن عبدالله الجاهزية التامة والاستعداد المتكامل لقوات الحرس الوطني، منوهاً بما «يجب أن يتحلى به الجميع من استشعار للمسؤولية في الذود عن الوطن، وحماية مقدساته، والحفاظ على أمنه واستقراره».
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه الديبلوماسية السعودية تنسيق المواقف بالتوازي مع عمليات قوات التحالف على الأرض، إذ التقى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بنظيره المصري سامح شكري، وبحثا الأوضاع في اليمن والمستجدات الإقليمية.
من جهته، هاجم الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي من سمّاهم «القوى المرتبطة بالنظام الإيراني وأجنداته»، ومواقفها العدوانية تجاه السعودية ودول تحالف «عاصفة الحزم»، مؤكداً أن هذه المواقف كشفت حقيقة هذه الجهات الدخيلة على الأمة.
وقال في بيان صدر عنه أمس إن موقف هذه الفئات «أسقط عنها الأقنعة والشعارات المزيفة التي تتبرقع بها لإخفاء أهدافها، وأوجدت فرزاً واضحاً أظهر حجمها الحقيقي، واصطفافها في مواجهة الأمة كلها، إضافة إلى تعرية تناقضاتها وازدواجيتها في المواقف، ونهجها وارتباطها بمخطط معادٍ للأمة ومعاكس لتطلعاتها».
واعتبر أن تعالي صراخها يحمل دلالات واضحة على حجم الضربة الموجعة التي تلقتها تلك القوى المتطاولة عبر «عاصفة الحزم».
وكبدت قوات التحالف الذي تقوده السعودية ضد ميليشيات الحوثي وأتباع الرئيس المخلوع علي صالح منذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم قبل 27 يوماً «خسائر فادحة»، إذ أعلنت قيادة التحالف تدمير 80 في المئة من مخازن الأسلحة التابعة للمتمردين، و98 في المئة من الدفاعات الجوية.
كما استجاب قادة أكثر من 10 ألوية تابعة للجيش اليمني، لدعوات قيادة التحالف بالعودة إلى الشرعية، بالانشقاق عن المتمردين.
في الوقت نفسه قال البيت الابيض أمس إن تحريك حاملة الطائرات الاميركية «روزفلت» قرب اليمن يهدف الى ضمان حرية الملاحة والتجارة في المنطقة.
وأشار جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض إلى الحاجة لحماية شحنات الطاقة وغيرها من السلع المهمة التي تنقل بالقرب من ساحل اليمن.
وفي نيويورك أوضح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لسفراء دول مجلس التعاون الخليجي في الأمم المتحدة أن دعوته الى وقف إطلاق النار في اليمن «جاءت ضمن إطار أوسع ولا يجب أن يُساء فهمها» وهو «توضيح قبلت به دول المجلس» وفق ديبلوماسيين خليجيين مطلعين.
وأكدت دول مجلس التعاون خلال اجتماع لسفرائها مع الأمين العام على ضرورة اقتران أي دعوة لوقف إطلاق النار في اليمن «بتنفيذ قرار مجلس الأمن ٢٢١٦ وأبرزها وقف الحوثيين العنف والانسحاب من المناطق التي احتلوها وإعادة الأسلحة المنهوبة من مؤسسات الدولة وإخلاء المؤسسات الحكومية»، حسب ما أوضح السفير السعودي في الأمم المتحدة عبدالله لمعلمي.
وقال المعلمي إن الأمين العام بان كي مون بحث في مسألة تعيين الموريتاني اسماعيل ولد شيخ أحمد خلفاً للمبعوث السابق جمال بنعمر مع السفراء الخليجيين وأن السفراء «كانوا بانتظار الأجوبة من عواصمهم حول الموقف من هذا الاختيار» مشيراً الى أن «ليس لدى دول مجلس التعاون الخليجي مرشح آخر لهذا المنصب».وأضاف أن مهام المبعوث الجديد للأمم المتحدة «ستبحث في وقت لاحق بعد تعيين الخلف».
المصدر: الرياض – خالد العمري – واشنطن، نيويورك – «الحياة»