من صناعة النسيج إلى السيارات، ومن إنتاج في أسواق يابانية محدودة إلى إنتاج وصل إلى 42 مصنعاً منتشرة في أكثر من 25 دولة حول العالم، ومئات الملايين من السيارات، تلك هي الصورة الواضحة التي تعكس حقيقة أن تويوتا هي واحدة من أضخم شركات إنتاج السيارات في العالم.. والتي تم استجلاؤها من رحلة صحافيي الشرق الأوسط إلى اليابان التي نظمتها شركة تويوتا. وقد تعرفنا فيها على الكثير جداً، فأردنا أن نعرض شيئاً من هذه الرحلة عبر هذه السطور.
أصل الحكاية
أصل الحكاية يعود إلى رجل ياباني اسمه ساكيشي كانت والدته تعمل في الخياطة، وبعد كبر سنها قرر هذا الرجل أن يصنع لها ماكينة خياطة عله يساعدها في ممارسة عملها بأريحية أفضل، وقد كانت أول ماكينة خياطة في العالم، وبعد نجاح هذه الماكينة، قرر هذا الرجل في العام 1906م فتح شركة لتصنيع النسيج أسماها «أعمال تويودا لحياكة النسيج الآلية»، تصنع مكائن خياطة ومن ثم يبيعها في السوق، وفي تلك الأثناء جاءت شركة «جنرال موتورز الأميركية»، تصنع السيارات، وقد فتحت فروعاً لها في اليابان، وهو ما لاقى إعجاب الشعب الياباني بالسيارات، فقرر هذا الرجل أن يصنع سيارة، واشترى سيارة من جنرال موتورز وفككها إلى قطع ليتعلم كيفية صناعتها، واقترح على شركته أن تصنع دفعة من السيارات، وبعد نجاح هذه الدفعة قرر أن يحول اتجاه شركته من صناعة مكائن الخياطة إلى صناعة السيارات.. إلى أن أصبحت شركة «تويوتا» اسماً عريقاً في عالم السيارات وذا جودة ممتازة.
تعتبر شركة تويوتا موتورز كوربوريشن، شركة متعددة الجنسية مصنّعة للسيارات يقع مقرها الرئيسي في تويوتا، آيشي، اليابان. ويبلغ عدد العاملين في تويوتا 325.905 موظفين حتى تاريخ 31 مارس 2012، وتعد أكبر شركة مصنّعة للسيارات في العالم من حيث الإنتاج. ويبلغ إنتاجها 8.5 ملايين سيارة في العام، منتشرة في أكثر من 160 دولة، محققة بذلك دخلاً سنوياً قدره 108 مليارات دولار من مبيعاتها السنوية. وتنتج شركة تويوتا مجموعة كاملة من موديلات السيارات، وهي أيضاً واحدة من أكبر عشر شركات في قائمة «فورشن» العالمية لأكبر 500 شركة تجارية، حيث تتمتع بشرف اعتبارها أكثر شركات إنتاج السيارات التي تحظى بالإعجاب والتقدير. وتويوتا اليوم رائدة السوق الآسيوي بلا منازع.
الابن والسيارة
في العام 1920م تخرج كيشيروا تويودا، ابن ساكيشي من الجامعة وانضم إلى فنيي الشركة في عام 1926م تأسست شركة “زتويودا أتوماتيك لوم وركس” وبدأ معها كيشيرو عمله في الورش في عام 1929م حصل والد كيشيروا على مبلغ مادي كبير ما يقارب 100000 جنيه بريطاني جراء بيعه حقوق براءة اختراع آلة النسيج الأتوماتيكية إلى شركة بريطانية معروفة فقدمه إلى ولده كيشيروا طالباً منه استغلاله لعمل الأبحاث الضرورية لإنتاج أول سيارة يابانية.
توفي ساكيشي عام 1930 وتابع ولده كيشيروا أبحاثه في مجال السيارات، وفي العام 1935 وبعد سنوات من العمل المتواصل والأبحاث عن صناعة السيارات، أثمرت جهود كيشيروا وفريق عمله عندما تمكنوا من تطوير نموذج لمحرك سيارة تعمل بالبنزين وإكمال تصنيعه وقد أسموه موديل “أي” في عام 1936م تم إنتاج أول سيارة تويوتا وتأثر هذا الموديل بالطريقة الأميركية في شكل «الشاسي» لكن تصميم المحرك كان يابانياً وتبع الموديل الجديد إنتاج موديلات أخرى تدريجياً.. وفي صيف 1936م عرضت أول سيارة يابانية بالكامل في معرض للسيارات باليابان وقد لقي الموديل الأول نجاحاً باهراً.
الأسواق الأميركية
وبدأت تويوتا بالتوسع خارج اليابان في الخمسينات بدخولها إلى الأسواق الأميركية في عام 1957، وقد كان موديل كراون أول سيارة تصل إلى أميركا وبدخول موديل كورولا في عام 1965 بدأت تويوتا ببناء سمعتها ومبيعاتها وتمكنت وقتها من منافسة المنتجين المحليين. وأصبحت تويوتا أكبر مصنع لإنتاج السيارات في اليابان، ويبلغ الإنتاج الحالي للشركة سيارة واحدة كل أربع ثوان.
وتدرك تويوتا قيمة أن يبقى العميل راضياً عن منتجاتها. لذلك بذلت الكثير من الجهد من خلال وكلائها في آسيا في سبيل إرضاء الحاجات المتغيرة دائماً لعملائها.
جولة الصحافيين
ما سبق كان ما عرفه الزائرون عن تويوتا العملاقة صناعياً وآلياً وفكراً وإنجازاً.. وفي اليوم الثاني من رحلة صحافيي الشرق الأوسط إلى طوكيو، التي نظمتها لهم شركة تويوتا موتورز، كانت جولة التسوق في طوكيو- أوموتيساندو، على طول كيلومتر واحد من طريق محاط بالأشجار، وتعد الطريق الرئيسي لضريح ميجي.
ويقع في هذا المكان العديد من المتاجر والبوتيكات والمقاهي والمطاعم، بما في ذلك العديد من علامات الأزياء الراقية. وتعرف أوموتيساندو حالياً بأحد الشوارع المعمارية الأبرز في العالم، وتتميز بالعديد من محلات الأزياء الرائدة التي تقع ضمن مسافة قصيرة. ثم التسوق في جينزا وهي أشهر منطقة مترفة للتسوق والمطاعم والترفيه في طوكيو، وتضم العديد من المتاجر والبوتيكات وجاليريات الفنون والمطاعم والنوادي الليلية والمقاهي. ويبلغ سعر المتر المربع الواحد في مركز المنطقة، ما يزيد على عشرة ملايين ين، بما يجعلها إحدى أغلى العقارات في اليابان.
المباراة النهائية
وشهد الفريق الزائر من الصحافيين، المباراة النهائية لكأس العالم للأندية في كرة القدم، بين النوادي الفائزة من جميع قارات العالم الست. وجرت هذه البطولة في يوكوهاما اليابان، برعاية تويوتا. ولعب فريق تشيلسي مع فريق كورنثوس بطل أميركا الجنوبية في المباراة النهائية. وقد شهدت فوز فريق كورنثوس البرازيلي بكأس البطولة.
وفي اليوم الرابع من الرحلة، زار الصحافيون متحف تويوتا التذكاري للصناعة والتكنولوجيا، الذي يعرف أيضاً بمتحف تويوتا تيكنو، وهو متحف تقني يقع في نيشي- كو في مدينة ناجويا، بوسط اليابان. وتأسس المتحف في يونيو 1994، ويقع في مصنع النسيج القديم من الطوب الأحمر. وبدأ المتحف بعرض منوال النسيج، ومن ثم تحول بالتدريج نحو تاريخ السيارات.
إصرار ساكيشي
وتدين تويوتا بوجودها إلى عزم وإصرار ساكيشي تويودا، مؤسس مجموعة تويوتا، والذي قدم مساهمة كبيرة للمجتمع. وكان حلمه خروج اليابان من دائرة الفقر من خلال اختراعه، ووضعها في مصاف الدول الغنية في الغرب. وبالروح نفسها، سعى كيشيرو تويودا لتطوير سيارات مصممة خصيصاً حسب رغبات العملاء، يتم تصنيعها كلياً في اليابان. وقاد هذا الطموح في النهاية إلى إنتاج طراز تويوتا من شاحنة جي 1 في عام 1935، تم في أعقاب ذلك أي في عام 1936، إنتاج سيارة السيدان تويوتا أيه أيه، أول إنتاج لسيارة ركاب من تويوتا.
ويضم متحف سيارات تويوتا، مجموعة عالمية المستوى من السيارات البارزة من جميع أنحاء العالم، والتي تم المحافظة عليها في حال جيدة وعرضها من أجل تسليط الضوء على التحول التاريخي في ثقافة وتكنولوجيا السيارات. ويعرض المبنى الرئيسي، الذي تم افتتاحه في عام 1989، حالياً نحو 120 مركبة من مختلف أنحاء العالم. وتعتبر هذه المجموعة نتاج أبحاث تويوتا الخاصة بتقدم تقنيات وثقافة السيارات، منذ نشأة السيارات التي تعمل بالبنزين.
لاند كروزر
وفي خامس يوم الرحلة المليئة بالمعرفة والتجربة والحداثة، زار صحافيو الشرق الأوسط «كايكان وإيكوفول» (مدينة تويوتا)، وهي مركز حضري إقليمي في شمال ولاية أيتشي، وتعتبر مدينة تويوتا أكبر مدينة في الولاية، من حيث المساحة كما أنها تعتبر ثاني أكبر منطقة من حيث عدد السكان.
مدينة تويوتا هي مدينة من الأراضي الصناعية، تقع في وسط مساحات نهر ياهجي، وتعرف باعتبارها “مدينة قلعة الشركة”، موقع مقر شركة تويوتا موتورز كوربوريشن. وفيها أيضاً مصنع تويوتا يوشيوارا- ناجويا.
وينتج مصنع يوشيوارا سيارة لاند كروزر 200، ولاند كروزر بيك أب، ولكزس LX ، وباصات كوستر. ويتم في المصنع تجميع سيارة لاند كروزر كل 75 ثانية، بمعدل إجمالي يبلغ 784 سيارة في اليوم، فيما يستغرق إنتاج حافلة الكوستر 11.4 دقيقة. ويتم الفحص الدقيق لجميع السيارات بعد الإنتاج، من قبل فريق خبراء، مما يقلل هامش الخطأ لأقل من 0.2%.
«تويودا» و«تويوتا»
كانت المركبات تُباع تحت اسم “تويودا – Toyoda” وهو اسم عائلة مؤسس الشركة كيشيرو تويودا، لكن ريسابورو تويودا (الذي تزوج من العائلة ولم يكن يحمل الاسم) فضّل تويوتا Toyota لأنها أسهل في الكتابة (باليابانية) ومظهرها أبسط وتُسمع أفضل بحرفين “تاء”، ولأن الاسم يستدعي 8 ضربات بالفرشاة (رقم الحظ)، لكي تتم كتابته باللغة اليابانية، ويمكن مشاهدته بسهولة.. و(حيث إن “تويوتا” حرفياً تعني حقل الأرز الخصيب)، كان تغيير الاسم أفضل حتى تُنسى العلاقة بين الاسم والزراعة القديمة. وفي عام 1937م تم تسجيل الاسم الجديد “شركة تويوتا للسيارات” رسمياً، وفي سبتمبر 1947م كانت سيارات تويوتا المتوسطة الحجم تُباع تحت اسم “تويوبت – Toyopet” وكانت أول سيارة تُباع تحت هذا الاسم تويوبت إس أ (SA) إلى أن اقتحمت الشركة السوق الأميركية بالسيارتين تويوبت كراون وتويوبت كورونا، ولكن لم يلق الاسم استحسان الناس لأنه قريب من Toy(لعبة) وpet (حيوان منزلي)، واستمر هذا الاسم حتى منتصف الستينات. واستمر اسم “شركة تويوتا للسيارات” حتى يوم 8 يناير عام 2008م حيث أزالت الشركة كلمة “للسيارات” من الاسم لتصبح “شركة تويوتا – ” Toyota Corporation”.
سيارات هجينة
إضافة إلى مبادراتها في الأسواق الناشئة، اتخذت شركة تويوتا موتورز كوربوريشن، المركبات الصديقة للبيئة كقطاع لتركيز الأعمال، وتطوير استراتيجيات الأعمال.
وبالنسبة للسيارات الهجينة، طُرح الجيل الثالث من بريوس في شهر مايو 2009، وحاز على ردود أفعال جيدة داخل وخارج اليابان، وفي اليابان تم استقبال طلبيات لـ 180.000 سيارة في الشهر الأول من طرحها. وأعلنت الشركة في شهر نوفمبر 2010، خلال فعالية خاصة بالتكنولوجيا البيئية، عن خطتها لطرح سلسلة من طرازات سيارات الركاب الهجينة، بما فيها السيارات الهجينة القابلة للشحن، بحلول نهاية العام 2012.
إجمالي الإنتاج يتجاوز 200 مليون سيارة
أعلنت «تويوتا موتورز كوربوريشن» أن إنتاجها التراكمي من السيارات على مستوى العالم قد تجاوز 200 مليون وحدة خلال شهر يونيو من العام الحالي. وقد استغرق الوصول إلى هذا الرقم 76 عاماً وأحد عشر شهراً، وبدأ بإنتاج الشاحنة طراز G1 في أغسطس 1935، وذلك في مصنع تويودا للنسيج الآلي بقسم السيارات1، والذي انفصل وتحول إلى “تويوتا موتورز كوربوريشن”. وحتى نهاية يونيو، بلغ الإنتاج التراكمي في اليابان2 145.21 مليون سيارة، فيما وصل الإنتاج خارجها إلى 55.12 مليون سيارة.
وفي تعليق له على هذا الإنجاز، قال آكيو، رئيس تويوتا موتورز كوربوريشن: “أود أن أعرب عن خالص تقديري إلى عملائنا في شتى أنحاء العالم، والذين لولاهم لما كنا وصلنا إلى هذا الرقم. كما أقدم خالص احترامي وتقديري لجميع من شارك في وضع تصاميم سيارات تويوتا ولكزس وتصنيعها وتسويقها طوال هذه الأعوام. وأود أن أؤكد أننا مستمرون في تطوير سياراتنا حتى تحتفظ بصدارتها في الأسواق، وسنواصل أيضاً منح عملائنا أجود المنتجات. وهذا هو الهدف العام لجميع العاملين في تويوتا على مستوى العالم والبالغ عددهم 300000 عامل وموظف”.
ووفقاً للإحصاءات، تأتي “كورولا” في صدارة الطرز التي تم إنتاجها من حيث العدد، وقد تم إطلاق الجيل الحادي عشر منها في اليابان خلال شهر مايو 2011، فيما بلغ إجمالي الإنتاج العالمي منها 39.08 مليون وحدة حتى نهاية يونيو.
تويوتا والفطيم للسيارات
في عام 1955، انتظر مجموعة من الرجال في ميناء دبي، وصول شحنة صغيرة من اليابان، ضمت 28 سيارة لاند كروزر وتويوبت، مصنّعة من قبل تويوتا موتورز كوربوريشن، وكانت الانطلاقة لبدء شركة الفطيم للسيارات، وإطلاق قطاع السيارات في دولة الإمارات.
واصلت الفطيم للسيارات استيراد المزيد من السيارات استجابة للطلب المحلي. وسرعان ما فضّل الإماراتيون، بما في ذلك العائلات البارزة، هذه السيارة واستخدموها بشكل واسع.
ورسخت لاند كروزر مكانتها كجزء أساسي، من العصر الحديث لدولة الإمارات وإرث أجيال المستقبل. واستمرت المزايا الرئيسية لهذه السيارة، في استقطاب المشترين من الأفراد والشركات. وتذهب نحو 60% من مبيعات الفطيم للسيارات للمشترين الأفراد، و10% للهيئات الحكومية، و30% للشركات.
وتشتهر حالياً باعتبارها السيارة المفضلة لدى غالبية شركات السياحة في الإمارات، التي تنقل الآلاف من الأشخاص في رحلات صحراوية عبر الوديان والكثبان الرملية، فضلاً عن منافعها الوظيفية.
المصدر: البيان