ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
«يأتيكم رجال من قبل المشرق يتعلمون، فإذا جاؤوكم فاستوصوا بهم خيراً» حديث شريف
كنت ومازلت أحلم بالسفر مع إحدى الجمعيات الإنسانية، للاطلاع على مشروعاتهم والالتقاء بمن تمت إعالتهم من ذوي الحاجة والفاقة ليخرجوهم من ظلمات الفقر إلى نور العلم والحياة الكريمة بعد توفيق من الله؛ لأكتب قصصهم وتجاربهم. ولكن قدر الله أن ألتقي بأحدهم هنا في الشارقة لنروي قصته، بعد أن أرشدني إليه صديقي أبوحسن «حسن خليل» فله مني كل الشكر.
تيجاني شاب من السنغال، يبلغ من العمر 29 عاماً، بدأ حياته من المسجد في حفظ القرآن برعاية والده الذي لم يبقَ معه إلا قليلاً بعد أن سافر إلى ساحل العاج ليكون إماماً لمسجد هناك. حرص الوالد على إدخال ابنه المدرسة النظامية عندما بلغ السن القانونية، وكان عند حسن ظن والديه، حيث أنهى دراسته بتفوق وامتياز. وعند انتقاله إلى المرحلة الإعدادية التحق بالمعهد الإسلامي العالي بمدينة لوقا، بعد نجاحه في اختبار القبول. أكمل تيجاني المرحلتين الإعدادية والثانوية في المعهد نفسه وكان دائماً في المركز الأول، ولهذا بعد أن تخرّج في الثانوية العامة رشّحه مدرّسوه ليكون مدرساً، فعمل معهم سنة واحدة، لتبدأ بعد ذلك مرحلة جديدة في حياته.
حدث ذلك في عام 2008 حين قرر تيجاني التقدم بطلب لدراسة الفقه وأصوله في جامعة الشارقة، ونظراً لتفوقه حصل على القبول مباشرة، ولكن ـ للأسف ـ وصلت تأشيرته متأخرة، وحين قَدِم إلى الشارقة كان الفصل الأول قد أوشك على الانتهاء، فنصحه المشرف بالتسجيل مع الفصل القادم، إلا أنه أصر على الدخول في الامتحانات النهائية ولم يتبَقَّ على بدايتها إلا أسبوع، وكانت المفاجأة بأن حصل على العلامة التامة في جميع المواد. وانتهت السنة الأولى بالتفوق، على الرغم من صعوبة الدراسة والبعد عن الوطن، ومع بداية السنة الثانية عانى تيجاني ضائقة مالية، وحين علم الأستاذ محمد حمدان الزري بقصته وتفوّقه بادر ــ وهو المسؤول في جمعية الشارقة الخيرية ــ بتبنيه وكفالته عن طريقها (تكفل الجمعية 300 طالب علم). أنهى تيجاني مرحلة البكالوريوس بامتياز مع مرتبة الشرف، وكذلك درجة الماجستير بالمعدل الكامل، وحلمه اليوم أن يكمل درجة الدكتوراه.
أما حلمه الأكبر فهو العودة إلى بلده السنغال ليؤسس جامعة أساسها العلم الشرعي وسقفها العلم العصري، وأن يكون ممثلاً لجمعية الشارقة الخيرية في بلده رداً لجميلها ورعايتها له.
ما أجمل أن نبدأ شهر الخير بالتواصي على فعل الخير! فلنسهم في كفالة طالب العلم من خلال إرسال رسالة نصية لـ6212 قيمتها 20 درهماً «اتصالات & دو»، فقد تكفلُ طالباً نجيباً مثل َ تيجاني ليكون لك صدقة جارية تمشي على الأرض.
كل عام وأنتم بخير..
المصدر: الامارات اليوم