أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أن واشنطن لا تستطيع فرض حلّ للأزمة الخليجية مع قطر، مشدداً على أن بلاده تدعم جهود الوساطة الكويتية.
وقال تيلرسون، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بعد وصوله إلى الدوحة قادماً من السعودية، أمس، إن «أميركا مازالت قلقة بشأن الأزمة الخليجية، وتدعم جهود الوساطة الكويتية، وتطالب بتخفيف حدة الخطاب الكلامي».
ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن قد تبذل مزيداً من الجهود من أجل حلّ الأزمة، أو أن يقوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدعوة أطراف الأزمة إلى لقاء للحوار في واشنطن، قال تيلرسون إنه «ليس هناك ما يشير إلى أن الأطراف مستعدة للدخول في الحوار»، مضيفاً أن «واشنطن لا يمكنها فرض أي حلّ على أطراف الأزمة».
وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أعلن في مؤتمر صحافي مشترك مع تيلرسون، في الرياض، أن الجانبين بحثا خطر إيران على المنطقة وأزمة قطر.
وقال: «نتشاور مع الإمارات والبحرين ومصر بشأن الخطوة المقبلة في أزمة قطر».
وأوضح الجبير أنه خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي للمملكة، التي التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، تم بحث موضوعات عدة، أهمها عملية السلام بالشرق الأوسط، والوضع في سورية، والخطر الإيراني على المنطقة، والأوضاع في اليمن، والأزمة القطرية، والإرهاب والتطرف سواء في سورية والعراق ومنطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، مؤكداً تطابق رؤى المملكة وأميركا في معظم هذه القضايا «دون الدخول في التفاصيل بالنسبة لموقف البلدين، لأنها واضحة جداً».
وأشار إلى أنه جرى كذلك بحث موضوع كوريا الشمالية، والتأكيد على أن موقف المملكة يتطابق تماماً مع موقف الدول الـ20 الذي يدعو إلى إقامة منطقة لا توجد فيها أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية، كما عبرنا عن موقفنا بأننا نعتقد أن أي إجراء أو تحركات استفزازية من قبل كوريا الشمالية لا تستخدم في الوصول إلى حل هذه الأزمة.
من جانبه، أوضح تيلرسون أن زيارته هذه تعد الثالثة للرياض بصفته وزيراً للخارجية الأميركية، ما يؤكد طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة، معبراً عن سعادته بانطلاق مجلس التنسيق السعودي العراقي، مقدماً الشكر لخادم الحرمين الشريفين، وولي العهد، ووزير الخارجية، على إتاحة فترة طويلة معهم لتبادل الأفكار.
وأكد تيلرسون أن التعاون في مسألة التنسيق السعودي والعراقي يشكل خططاً مهمة لاستقرار ومستقبل العراق، كما يحقق أهمية من أجل البلدين معاً، في سياق انتقال العراق نحو المستقبل، متطلعاً إلى حالة من أحداث استقرار متطور وتعزيز قدرة الحكومة العراقية لمقاومة أي تأثير خارجي قد تتعرض له، بحيث يكون بمقدورها الوقوف على قدميها، لافتاً إلى أن هذا الأمر يتطلب تأهيل وتجديد تلك العلاقة التاريخية بين العراق ودول الجوار، التي تعرضت إلى حالة من القطيعة في فترة العقدين الماضيين.
وأفاد بأن هذه العلاقة مهمة للشعب العراقي بجميع أطيافه، بحيث يستطيعون أن يشعروا الآن بحالة من التكامل مع دول الجوار، لاسيما السعودية وبقية دول الخليج العربي، مؤكداً أن تطور العلاقة بين البلدين سيفيد المملكة في سياق رؤيتها لعام 2030، بحيث تعزز التعاون الاقتصادي، وتقوّي أواصر الروابط الاقتصادية بين البلدين.
وبيّن وزير الخارجية الأميركي أن مسألة تطور العلاقات بين البلدين تعد في غاية الأهمية لكل من الدولتين، مشيراً إلى تطرقه خلال اللقاءات المكثفة مع خادم الحرمين الشريفين ومع ولي العهد إلى سياسة الرئيس دونالد ترامب الجديدة إزاء إيران، حيث عبر خادم الحرمين الشريفين عن مصادقته الشديدة لتلك السياسة، بسبب سلوكيات إيران في المنطقة، وبسبب ما أقدمت عليه إيران ممثلة في الحرس الثوري الإيراني من زعزعة الأمن في المنطقة، آملاً من الشركات الأوروبية أن تنضم إلى هذه السياسة التي نراها، بالإضافة إلى هيكلية العقوبات التي من شأنها منع إيران والحرس الثوري من العمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، وجعلها على غرار ما قامت به إيران في سورية واليمن.
وشدّد على أنه خلال لقاءاته نوقشت الأزمة في اليمن، والتطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية بما في ذلك سورية، كما تحدث خادم الحرمين الشريفين عن مشكلات أخرى في المنطقة.
المصدر: الإمارات اليوم