بول تايلور من لندن
يراهن صانعو الهواتف الذكية وشركات الإلكترونيات الاستهلاكية على أن الفئة المطلوبة التالية في السوق الناشئة للتكنولوجيا القابلة للارتداء ستكون الساعات الذكية. وحتى الآن تفوقت “سامسونج” على “أبل” في إطلاق نسختها، جالاكسي جير، لاستخدامها جنباً إلى جنب مع الهاتف الذكي أو الكمبيوتر اللوحي.
وساعة سامسونج جالاكسي جير، هي أول نسخة من موجة متوقعة من الساعات الذكية التي يقوم بتصنيعها صانعو الهواتف الذكية، مثل “أبل” و”جوجل” و”إل جي”.
وعلى الرغم من بعض التحفظات المهمة، إلا أن الساعة الجديدة مثيرة للإعجاب. فعلى الرغم من أنها مكتنزة القطع قليلا وأكبر من معظم الساعات الرياضية الرجالية، إلا أنها خفيفة نسبياً، ولديها شاشة لمس ملونة مستطيلة الشكل وكبيرة تجعل القراءة سهلة حتى في ضوء الشمس الساطع.
وخلافاً لبعض المحاولات المبكرة في الساعات الذكية، مثل مايكروسوفت سبوت عام 2003، لم يتم تصميم ساعة سامسونج في الواقع لتعمل جهازا مستقلا، وهي تختلف أيضاً عن الأجهزة المساعدة على تمارين اللياقة البدنية التي يتم ارتداؤها في المعصم، مثل فت بت، وجوبون أب، وموتورولا موتو آكتف، وتومتوم رونر.
وساعة جير، التي تعمل على نظام التشغيل جوجل أندرويد وتأتي مع معالج خاص بها وسعة تخزين مدمجة تبلغ 4 جيجا بايت، يمكنها القيام ببعض الأشياء من تلقاء نفسها. وبشكل مماثل لساعة سوني سمارت ووتش 2 وساعة بيبل، التي تم إطلاقها بعد جمع تبرعات من مصادر متعددة على موقع كيكستارتر، فإن ساعة سامسونج مصممة لتعمل مع الهاتف الذكي، أو الكمبيوتر اللوحي المتصل عبر وصلة بلوتوث لاسلكية.
وفي البداية، ستعمل ساعة جير بشكل خاص مع هاتف سامسونج الذكي الجديد جالاكسي نوت 3، الذي سيطلق هذا الشهر. وحين تُستخدم مع الهاتف، تستطيع ساعة جير العمل جهازا لاسلكيا للتحكم عن بعد في الموسيقى الخاصة بك، وإجراء واستقبال المكالمات، وإرسال واستقبال النصوص ورسائل البريد الإلكتروني، وعرض تنبيهات التقويم – كل ذلك يجري دون أن تتناول جهاز نوت 3 من جيبك أو من حقيبتك.
ويمكن، مثلا، أن تكون بمثابة ساعة يد وعداد للخطى باستخدام أداة تحديد الاتجاه المدمجة وأجهزة استشعار تعمل مقياسا للتسارع، وجهاز تسجيل، وكاميرا فيديو بوضوح صورة مقياس 2 ميجا بيكسل.
والتنقل بين التطبيقات في معظم الوقت يكون عن طريق تمرير إصبعك إلى أعلى أو أسفل أو يسار أو يمين الشاشة التي تعمل باللمس. لكن يمكنك أيضاً التحكم في ساعة جير عن طريق التحدث إليها باستخدام جهاز مساعد الصوت- إس من سامسونج. وتبين أن هذه الميزة، التي يمكنك استخدامها لتحديد المواعيد وإملاء الرسائل والبحث عن الأسماء أو استدعاء تطبيقات أخرى، تعمل بشكل جيد جداً حتى في غرفة صاخبة.
وتدعي سامسونج أن لها أكثر من 70 تطبيقاً تعمل بشكل أمثل على شاشة الساعة جير قياس 1.63 ستكون متوافرة عند الإطلاق. وستشمل هذه إيفرنوت وبينتيريست وإي باي وجليمبس وترابلت ورن كيبر وماي فتنس بال، لمساعدتك على البقاء في وضع لائق بدنياً. وبرنامج بوكت.
ولن يكون هناك أي دعم مباشر للـ “فيسبوك” أو “تويتر”، لكن يمكنك الوصول إلى شريط البيانات من الشبكات الاجتماعية باستخدام تطبيق متضمن في الساعة من أجل وسائل الإعلام الاجتماعية يسمى بانجو.
ووضعية الكاميرا على الحزام تستبعد إلى حد كبير مؤتمرات الفيديو المتنقلة. وهي مصممة بدلاً من ذلك لالتقاط مقاطع فيديو بطول عشر ثوان تنتقل تلقائيا إلى هاتفك.
وتستحق “سامسونج” الثناء على التصميم لأنها لم تُثقل الساعة بالأزرار، وعلى الواجهة البينية البسيطة والواضحة – رغم أني احتجتُ إلى بضع دقائق للتعود على سلسلة حركات سحب الإصبع.
وتستطيع الشاشة الافتتاحية أن تعرض مجموعة متنوعة من وجوه الساعات، وتعرض معلومات من قبيل المواعيد أو درجات الحرارة المحلية وتنبؤات الطقس. ومعظم إعدادات جير تعمل على نوت 3 عبر تطبيق يدعى “جير مانجر”، وهو أمر منطقي.
وللأسف تقَصِّر جير في عدد من المجالات الأخرى. لم يعجبني الملمس البلاستيكي للحامل، وفي حين أن الشاشة كانت تبدو متجاوبة، كانت هناك فترة تأخير مثيرة للانزعاج.
لكن أكبر المشاكل هي عمر البطارية والسعر. فالرقم المعلن لعمر البطارية هو 25 ساعة، وهو أفضل من بعض الهواتف الذكية الأولى، لكنه أقل كثيراً من مدة الأيام السبعة التي حققتها ساعة بيبل Pebble.
والشاحن الغريب المحيط بالساعة يسمح للجهاز بالعمل أثناء الشحن، لكني لستُ مقتنعاً بأن المستخدمين سيُقبِلون على ساعة، ذكية أو غير ذلك، تحتاج إلى الشحن باستمرار.
كذلك سعر الإطلاق المتوقع، وهو 299 دولاراً، ربما يكون مرتفعاً فوق الحد لجهاز ربما لن يعتبر أساسياً من قبل معظم الناس.
مع ذلك، أجد أن ساعة جالاكسي جير من “سامسونج” محاولة جريئة لإنتاج أول ساعة ذكية للسوق العامة. لكن أغلب ظني أنه لو كان ديك تريسي، المحقق الخيالي الذي اشتهر في رسوم الكرتون في القرن العشرين، والذي أذهل جمهوره بجهاز الاتصال الموجود في ساعته، موجوداً الآن فإنه سيشعر بخيبة أمل إلى حد ما.
ويعد بوكت Pocket واحدا من مجموعة من التطبيقات المختارة لساعة جالاكسي جير، وهو تطبيق مجاني على الإنترنت يعمل على نظامي التشغيل iOS وأندرويد، وهو متاح الآن.
وهذا التطبيق مصمم ليعمل على أفضل نحو مع شاشة جير مقاس 1.63 بوصة، وهو أحدث نسخة من الخدمات التي فحواها “احفظه للاستخدام لاحقاً”، التي تمكن المستخدمين لأجهزة سطح المكتب والجوال من عرض القصاصات والمقالات والمحتوى الآخر المحفوظ في الجهاز، أو قراءتها للمستخدم.
المصدر: الإقتصادية – فاينانشال تايمز