إعفاء مديري جامعتين سعوديتين وتعيين مديرين جديدين لهما قرار يصب في مصلحة الطلاب أولاً. وهذا عين العقل. نحن بأمس الحاجة أن تكون اهتمامات جامعاتنا منصبة على الطالب قبل غيره. ومهم جداً أن تكون إدارة الجامعة في صف الطالب لا ضده. ومسألة «البهرجة» الإعلامية التي انشغلت بها بعض جامعاتنا، على حساب هموم الطلاب وتطوير مخرجات التعليم، ضررها أكثر من نفعها.
ولهذا فرحت كثيراً بالتعديلات الأخيرة في المناصب العليا لجامعتين من أهم جامعاتنا. فالأحداث الخطيرة التي شهدتها جامعة الملك خالد ما كان لها أن تمر من دون تحقيق ومحاسبة. ولو لم تتم المحاسبة لزاد إحباط طلاب الجامعة واشتعل غضبهم. ما مضى مضى. ولكن لنتعلم من دروسه. وأهم الدروس أن إدارة الجامعة – أي جامعة – لا بد أن تضع مصلحة الطالب فوق أي اعتبار. فالطالب الجامعي مهموم جداً ليس بالأربع أو الخمس سنوات التي سيقضيها في جامعته ولكنه مهموم أكثر بما بعد الجامعة.
سنوات الدراسة الجامعية، في أغلب الجامعات في العالم، تعد من أجمل سنوات العمر. وهي أيضاً معمل جاد يهيء الطالب للمستقبل بتحدياته وإحباطاته وفرصه. إن الجامعة التي تركز اهتماماتها على «البريستيج» الكاذب، من خلال الفرقعات الإعلانية، ولا تعطي ذات الاهتمام لتحسين وضعها الأكاديمي، إنما هي مثل من يعتني بمظهر سيارته الخارجي فيما ماكينتها لا تقوى على السير مسافة نصف ساعة.
الطالب هو محور الاهتمام وأساسه. وإدارة الجامعة معنية أن تستوعب تحديات الراهن ومخاطره. ومخطئ جداً من يظن أن «كرسي» الإدارة ملك خاص لا يمكن لأحد أن يزحزح صاحبه أو يحركه. فالمصلحة الوطنية الكبرى أكبر وأهم من الأفراد. والخطأ وقت الأزمات بمئة خطأ. وهي تجربة، لها ما لها وعليها ما عليها، عسانا نقرأها جيداً حتى لا نكرر أخطاءها التي تكاد تكون قاتلة. ورحم الله امرأ تعلم من أخطاء غيره!
نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق السعودية بتاريخ (٠٥-٠٧-٢٠١٢)