كشف خالد العمار مدير إدارة العلاقات والاستثمار بالإدارة العامة للشؤون الرياضية في جامعة الملك سعود لـ«الشرق الأوسط» عن قرب انتهاء مشروع المدينة الرياضية المتكاملة التي تبنى – حاليا – في مدينة جامعة الملك سعود في العاصمة السعودية الرياض، موضحا أنه تم إعداد خطة تسويقية من أجل استثمار المنشآت الرياضية التي ستكون على أرض الواقع مطلع عام 2014 المقبل.
وقال العمار في حديثه الخاص لـ«الشرق الأوسط»: «هناك العديد من الأفكار المطروحة من أجل الاستفادة ماديا، ونحن بانتظار الصورة النهائية لاكتمال المدينة الرياضية التي تعد من أكبر معالم الجامعة التي ستخدم جميع الطلاب ومنسوبيها من خلال ممارسة أنواع الرياضات المختلفة، خاصة أن الرياضة أصبحت من أهم فروع الاقتصاد، وفيها دخل ممتاز، سواء للفرد أو المنشأة».
وشدد العمار على أن الاستاد الرياضي المخصص لكرة القدم سيكون حديث الناس حيث صمم على مستوى عال من الإمكانات من أجل تقديم جميع الخدمات كجزء استثماري وجزء خدمي يخدم الطلاب مجانا.
وأضاف: «كما ذكرت أن الدخل الذي ستجنيه المدينة الرياضية ممتاز جدا، من خلال إقامة مباريات الدوري عليه، وهو يشبه في شكله ملعب كأس العالم في كوريا الجنوبية الذي استضاف العديد من مباريات مونديال 2002 الذي استضافته اليابان وكوريا الجنوبية، وفازت به البرازيل».
وبين العمار أن الجامعة حرصت على بناء المدينة الرياضية إيمانا منها بأن الرياضة جزء مهم في حياة الإنسان، فضلا عن أفكارها في الاستثمار والاستفادة التي ستكون من خلالها إيرادات الجامعة، من خلال السماح لغير منسوبي الجامعة باستخدامها بشروط معروفة.
وللحديث عن تفاصيل هذه المدينة الرياضية التقت «الشرق الأوسط» حمود اللافي مدير إدارة المنشآت والمرافق الرياضية في جامعة الملك سعود، الذي أكد أن العمل يسير على قدم وساق لتحديث المنشآت الرياضية وتطويرها لكي تتناسب مع رغبات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومنسوبي الجامعة التي تم تصميمها على أعلى المستويات، من خلال الخدمات التي ستقدمها لطلاب ومنسوبي الجامعة، ومن المتوقع أن تكون هناك نقلة نوعية في مستوى الخدمات الرياضية؛ نظرا للدعم الكبير الذي تجده المنشآت الرياضية من قبل مدير الجامعة الدكتور بدران العمر، والاهتمام والدعم لتطوير الرياضة من قبل وكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور عبد الله السلمان، والحرص والمتابعة من قبل عميد شؤون الطلاب الدكتور فهد القريني.
وقال اللافي إن «المنشآت الرياضية مقبلة على أن تكون مدينة رياضية متكاملة سوف يستفيد منها جميع شرائح المجتمع، والطموح لدينا أنه يستطيع أي فرد مهما كان صغيرا أو كبيرا، مقيما أو مواطنا، أن يفيد منها، ونتطلع إلى العمل والشراكة مع الأندية والاتحادات الرياضية والشركات والمؤسسات الأهلية والقطاعات الحكومية، لتقديم خدمات مميزة مقابل الفائدة المشتركة، بما يخدم الرياضة في الجامعة بشكل ينعكس على تطوير الرياضة بالمملكة».
وحسب تقديرات رسمية صادرة عن الجامعة، فإن تكاليف بناء المدينة الرياضية بما فيها الملعب الرياضي الدولي لكرة القدم ستقارب 215.609.660 مليون ريال سعودي، علما أن ملعب كرة القدم الدولي سيتسع لنحو 25 ألف متفرج، وهو بهذه الكثافة من المقاعد سيفوق سعة مدرجات ملعب الأمير فيصل بن فهد (الملز قديما)، كما سيفوق عدد مدرجات ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام، وكذلك ملعب الأمير سعود بن جلوي في الراكة بالخبر، وأيضا سيفوق سعة مدرجات ملعب الأمير عبد الله الفيصل الحالية، علما أن سعة مدرجات الملاعب المذكورة تراوح بين 17 و23 ألف مقعد.
وينتظر طلاب جامعة الملك سعود هذه المدينة الرياضية على أحر من الجمر لكون افتتاحها سيكون – حسب توقعات المسؤولين في الجامعة – مطلع 2014 المقبل، أي بعد أقل من عام. وتتضمن المدينة الرياضية بالجامعة استادا رياضيا رئيسا، ومركزا رياضيا، ومباني مرفقة به، وصالة ألعاب القوى الرئيسة، وصالة المسبح الرئيس، وصالة متعددة الأغراض، وصالة ألعاب مختلفة، ومركزا للياقة البدنية، مع تأهيل ملعب كرة القدم الرئيس والرديف القديمين، وبناء المدرجات والمنصة الرئيسة، وتأهيل المسبح القديم، وملاعب التنس الترابية، والملاعب المكشوفة للألعاب المفتوحة.
وحسب بعد نظر المسؤولين عن جامعة الملك سعود، فإن كل المنشآت الرياضية الجاري إنشاؤها حاليا، والقديمة التي تخضع لتأهيل شامل غير مسبوق، الهدف الأساس منها هو تلبية حاجة الطلاب والأكاديميين والموظفين الرياضية ليجدوا في جامعتهم مساحة لإطلاق طاقاتهم، والاستمتاع بمهاراتهم طوال فترات الأسبوع.
وحسب حمود اللافي، فإن المنشآت الرياضية التي تخضع – حاليا – للتطوير والتأهيل والتحديث هي مسبح الجامعة القديم، ومضمار ألعاب القوى، وملاعب كرة القدم، والملاعب المكشوفة، وملاعب التنس الأرضي، كما يتم – حاليا – إنشاء مدرجات بعدد 20 ألف متفرج، مع خدمات للاعبين من غرف ملابس، وقاعات للضيافة، وصالات للترفيه.
أما المنشآت الرياضية الحديثة التي تحت الإنشاء في جامعة الملك سعود، فتتضمن إنشاء ملعب رياضي متطور يحاكي الملاعب المتطورة في العالم، ويستوعب نحو 25 ألف مقعد، مع كافة الخدمات الحديثة والتقنية، وإنشاء صالة ألعاب رياضية لجميع الألعاب الرياضية الأولمبية مجهزة بالاحتياجات كافة، وفيها مضمار ألعاب قوى للصالات، وإنشاء مسابح عالمية للجامعة تخدم جميع الفئات العمرية، بما فيها مسبح تعليمي ومسبح أولمبي دولي، وتتضمن صالة ألعاب القوى الجديدة التي تبنى حاليا مضمارا للجري وألعابا للقفز والوثب ورمي الكرة الحديدية، ورمي الرمح، مع مدرجات تتسع لـ7 آلاف مشجع.
كما تتضمن المدينة الرياضية الجديدة صالة مسبح تحتوي على مسبح أولمبي بأبعاد 25×50م، ومسبحا تعليميا ونصف أولمبي بأبعاد 15×25م، مع مدرجات للمتفرجين تتسع لـ500 شخص، وجميع الخدمات الملحقة بالمسبح.
أما الصالة المتعددة الأغراض فتحتوي على ألعاب الدفاع عن النفس، والجودو، والمصارعة، وملاعب تنس أرضي، مع مدرجات. أما صالة الألعاب المختلفة فتضم صالة ألعاب لكرة السلة، وكرة اليد والطائرة، كما تحتوي على ملاعب الإسكواش والريشة ملحق بها مدرج والخدمات كافة، بينما يحتوي مركز اللياقة البدنية على قاعة مغلقة تحتوي على أجهزة اللياقة البدنية.
وحسب العقد المبرم بين الطرفين، فإن تنفيذ مدة العقد تصل إلى 24 شهرا، ومن المتوقع انتهاء المشروع نهاية عام 2013، على أن يكون الافتتاح الرسمي للمدينة الرياضية الجديدة والقديمة التي خضعت للتطوير مطلع العام المقبل.