أكد وزير البترول والثروة المعدنية، رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي أن الجامعة تسارع لمواكبة رؤية خادم الحرمين الشريفين في إنشاء بيت جديد للحكمة على المبادئ السامية الهادفة لإحياء وتجسيد ونشر فضيلة التّعلم والبحث العلمي.
واضاف أن الجامعة أصبحت خلال فترة قياسية بدعم من خادم الحرمين الشريفين، واقعاً وكياناً علمياً مرموقاً له سمعة وحضور وتأثير في مجالات الأبحاث والعلوم، استناداً إلى مستواها الأكاديمي، ومخرجاتها العلمية والبحثية، ومكتسباتها من هيئة تدريس وباحثين وخريجين يتمتعون بالمواهب العالية ويتميزون على الصعيدين العملي والعلمي محلياً وعالمياً.
وأكد أن الجامعة تهتم في أعمالها البحثية والتعليمية بتسخير العلم والتقنية لخير البشرية وتلبية احتياجات المجتمع والنهوض به، بالتركيز على محاور الماء والغذاء والطاقة والبيئة، كما تقوم بجهود حثيثة للإسهام في تعزيز الاقتصاد الوطني ودعم انتقاله إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وإلى تكريس الإمكانيات لاستقطاب وتعليم الموهوبين والموهوبات من أبناء الوطن، حيث أسست الجامعة بيئة تعاونية على المستوى المحلي مع كثير من الجامعات والمؤسسات التعليمة والبحثية السعودية، واستقطاب المحاضرين والمعيدين المرشحين من الجامعات السعودية لإكمال دراستهم العليا في الجامعة بهدف المساهمة في الارتقاء بالعلم والبحث وتطوير المهارات الواعدة في مملكتنا الحبيبة.
وسلط رئيس مجلس أمناء الجامعة الضوء على أبرز ما حققته الجامعة منذ افتتاحها قبل ثلاثة أعوام ومن أهمها نشر ما يربو عن 1300 بحث علمي في الدوريات العالمية التخصصية المحكمة ذات التأثير والجودة والسمعة العلمية العالية، بالإضافة إلى تقديم الجامعة طلب براءة اختراع لما يزيد عن ١٦٠ اختراعا في مجالات الطاقة الشمسية والمتجددة والأنظمة الكهربائية والميكانيكية عالية الدقة والمحفزات الكيميائية وتقنيات البيئة والمياه والأغشية المتقدمة والمواد المسامية، كما تم تأسيس 9 من المراكز البحثية الإستراتيجية، و6 من المختبرات الأساسية، وما يزيد عن 30 من المعامل الرئيسية المتخصصة وعدد من المرافق المساندة والورش الفنية لدفع مسيرة البحث العلمي ضمن إطار المحاور الأساسية البحثية الأربع للجامعة.
وقامت الجامعة بإنشاء مركز تحلية وإعادة استخدام المياه، ومركز أبحاث هندسة الطاقة الشمسية والخلايا الضوئية، ومركز أبحاث إجهاد النبات الجينومية ومركز التحفيز الكيميائي ومركز النمذجة الهندسية والتصوير العلمي ومركز أبحاث البحر الأحمر ومركز الأغشية المتقدمة والمواد المسامية ومركز العلوم الحيوية الحاسوبية ومركز أبحاث الاحتراق النظيف.
وتضم الجامعة مختبرات الحوسبة المتقدمة، وأبحاث الموارد البحرية والساحلية، والتصور وتحديد الخصائص، والعلوم الحيوية والهندسة الحيوية، والتصنيع النانومتري المتقدم، بالإضافة لمرافق الحوسبة العميقة والحوسبة الفائقة.
وذكر النعيمي أن من أهم المبادرات البحثية الإستراتيجية للجامعة مبادرة أبحاث الزراعة الصحراوية التي تهدف لإنتاج الغذاء في بيئة صحراوية ساحلية باستخدام مياه البحر والطاقة الشمسية، لدراسة فصائل جديدة من النبات تستطيع النمو في البيئات شديدة القسوة بينما يستنبط المهندسون حلولا مبتكرة لإنتاجها بكفاءة مستخدمين في ذلك مياه البحر والطاقة الشمسية.
وفي مجال الأبحاث التعاونية، شاركت الجامعة فيما يزيد عن 40 مشروعاً بحثياً يتم تمويلها من القطاع الصناعي، والمنظمات البحثية، وبعض الوزارات، مثل وزارة الزراعة.
وفيما يخص التنمية الاقتصادية، قامت الجامعة بعدة مبادرات تهدف إلى دعم الاقتصاد الوطني من خلال الشراكات مع القطاع الصناعي والخاص للمساهمة في إنشاء صناعات ومشاريع جديدة قائمة على المعرفة، وإثراء مسيرة البحث العلمي، وتسريع وتيرة النمو الاقتصادي، ومنها إنشاء مجمع الابتكار ومدينة الأبحاث، ووضع برنامج التعاون الصناعي، وزيادة فرص تحويل الاكتشافات والاختراعات إلى تطبيقات عملية، وتطوير فرص الأبحاث والأعمال التعاونية.
واستقطبت الجامعة ما يقارب 600 عالم من أعضاء هيئة التدريس والباحثين ذوي الكفاءات والتميز العلمي العالمي، كما التحق بهاما يقارب 1200 طالب وطالبة من ذوي الكفاءات العلمية المتميزة في مجالات العلوم والهندسة التي تختص بها الجامعة، وتم تخريج 450 طالباً وطالبة بدرجة الماجستير، فيما اطلقت برامج متخصصة لاستقطاب الطلبة السعوديين المتفوقين من جميع جامعات المملكة، ومن طلبة برنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي في الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، إضافة للبرامج التطويرية المختلفة مثل برامج اللغة الإنجليزية لضمان جاهزيتهم، مما رفع نسبة الطلبة السعوديين إلى ٤٠٪ من مجموع الطلبة الذين تم إلحاقهم بالجامعة للعام الدراسي ٢٠١٢.