بعد يومين من اتخاذ قرار مقاطعة قطر لدعمها التطرف والإرهاب في المنطقة، شنت هيئة فتح الشام «جبهة النصرة سابقاً» هجوماً عسكرياً عنيفاً على مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، بهدف الاستيلاء على مقرات الفرقة 13 التابعة للجيش السوري الحر. واندلعت اشتباكات عنيفة، أدت إلى سقوط قتلى من المدنيين.
كان ذلك العمل تحريكاً مباشراً من أجهزة الاستخبارات القطرية للإيحاء بأن مفاصل اللعبة العسكرية في سوريا ما تزال بيدها، وأنها قادرة على التخريب وقلب موازين الصراع، لكن بعد هذه العملية اختفى التأثير الإرهابي لجبهة النصرة على الأرض وباتت أكثر انكماشاً على الميدان.
وظهر مفعول المقاطعة على السياسة القطرية، وفي الوقت الذي كابرت فيه الدوحة ونفت أية علاقة لها بالإرهاب، باتت أذرعها الإرهابية في سوريا تضمحل وتتراجع بسبب العقوبات الاقتصادية وصعوبة التحويلات المالية الأمر الذي انعكس على ساحة الصراع السورية.
وبدت النصرة أكثر تأثيراً في الآونة الأخيرة لاسيّما في محافظة إدلب بعد عملية معرة النعمان، بل إن الفصائل لاحظت تراجع النصرة وخططها العسكرية، مؤكدة أن الدعم القطري كان له تأثير كبير على جبهة النصرة، التي باتت أقل عدوانية بسبب ضياع البوصلة القطرية والتخبط السياسي القطري في المنطقة.
وأكّد ناشطون مدنيون في إدلب في تصريحات لـ «البيان»، أن فتح الشام باتت في حالة مزرية على مستوى التمويل، وهي الآن في طور التراجع على مستوى السيطرة، لاسيّما بعد أن بات التمويل لهذه الجماعات مسألة دولية وتحت المجهر الخليجي والدولي.
ولفت الناشطون الذين تحفظوا على ذكر أسمائهم، إلى تحسن المستوى الأمني عما كان في السابق قبل اتخاذ قرار المقاطعة، معتبرين أن الحبل السري بين قطر وتنظيمات الإرهاب في سوريا أوشك على الانقطاع، الأمر الذي سيصب في مصلحة السوريين ومصلحة الاستقرار.
وتوقع مراقبون سوريون أن تنعكس مسألة المقاطعة ضد قطر على الداخل السوري، وأن هذه المقاطعة العامة على الدوحة ستكون إيجابية على الوضع الأمني، ذلك أن التنظيم الإرهابي بات من غير داعم ومن غير ممول، ما يحد من انتشار الفوضى والعمليات الإرهابية.
المصدر: البيان