كشفت صور جديدة صادمة عن قيام تنظيم «داعش» الإرهابي بمحو آلاف السنين من التاريخ السوري من خلال طمس الكنوز القديمة للبلاد، كما تبين الصور مدى الضرر الذي وقع على المباني الأثرية والمتاحف التي سويت بالأرض، وتوضح أن الإرهابيين عمدوا إلى تدمير كل أثر تاريخي خلفهم، بحسب التقرير المصور المطول لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وقالت الصحيفة إنه «بينما يتم إخراج المسلحين اليائسين من المدن، والقرى والمدن التي كانوا يديرونها، فإن الإرهابيين قد تأكدوا من تركها لشاغليها الجدد بلا شيء تماماً»، مضيفة «ولم تتورط الجماعة الإرهابية في المذابح وإراقة الدماء فقط، وإنما قامت بتفكيك المباني الدينية، والقطع الأثرية، والمقابر في سوريا والعراق».
وكان التنظيم الإرهابي قام في ال20 من يناير الماضي بتدمير واجهة المسرح الروماني والتترابيلون في تدمر، إلى جانب معبد «بل» في أغسطس 2015، وقد محي المبنى المدرج على لائحة التراث العالمي، إضافة إلى معبد «بعلشمين»، والمدافن البرجية، والقلعة، ومبنى المتحف والجزء المدمر من المسرح الروماني، والمصلبة، إلى جانب الاعتداء على بعض الآثار في المتحف، منها قطعة أسقطت من أسد اللات، الذي يبلغ طوله 10 أقدام ويزن 15 طناً.
ونقلت «الديلي ميل» دعوة بعض المهتمين بالتراث إلى اعتبار أعمال «داعش» بتدمير أجزاء من التاريخ المعماري الذي يقف منذ آلاف السنين، إلى تدمير مواقع ثقافية مهمة ليتم تصنيفها «على أنها جريمة حرب».
وقال زكي أصلان، مدير «إيكروم» الشارقة للصحيفة البريطانية: «يجب على الأمم العالمية أن تتحد لحماية التراث، لأن هذا جزء من قصتنا الإنسانية»، مضيفاً «نحن نواجه التطهير الثقافي في دول مثل العراق وسوريا – الصور التي تلقيناها مروعة». ودعا اصلان إلى أن يعامل المجتمع الدولي «تدمير التراث» بوصفه جريمة حرب، وقال «نحن بحاجة إلى خطة جيدة لمرحلة الانتعاش بتوجيه جميع الأطراف للمشاركة في عملية إعادة الإعمار».
وقالت الصحيفة «ولا يزال الصراع يهيمن على الشرق الأوسط، ما أدى إلى الغارات الجوية والهجمات الغازية والقتال في الشوارع»، ومع ارتفاع عدد القتلى، فإن الكارثة الثقافية تظل كبيرة أيضاً، حيث يستهدف الإرهابيون عمداً التراث، كما يتم تفكيك المباني التاريخية، والكنوز الفنية، والمعالم والأحياء بشكل متكرر، أو تدميرها.
المصدر: الخليج