رئيس تحرير صحيفة الرؤية
في عز الصيف والجميع يقضون إجازاتهم في مختلف أنحاء العالم مع عائلاتهم، كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مهمة عمل في بلدين آسيويين، هما الصين ثم إندونيسيا.
سموه كان هناك لهدف واحد وهو مد الجسور مع تلك الدول في شرق الكرة الأرضيّة، هناك حيث مجموع سكان البلدين هو مليار و700 مليون نسمة، الشيخ محمد يعرف ماذا يعني أن تبقى الجسور التي بين الإمارات وتلك الدول باقية وتزداد قوة يوماً بعد يوم، فتاريخ العلاقات مع البلدين قديم وهذا أمر مهم، لكن الأهم أن نحافظ على علاقاتنا معهما ونقوم بتطويرها وهذا ما قام به الشيخ محمد بن زايد في هاتين الزيارتين وما سبقهما من زيارات سواء للشرق الآسيوي أو للغرب الأوروبي والأمريكي، فمصالح دولة الإمارات مع الجميع، ودورنا أن نحافظ على تلك المصالح.
قيادة الإمارات تتميز بشيء مهم، وهو أنها تعمل وفق رؤية واضحة مع الدول الصديقة وتتحرك من منطلقات مصالحها الاستراتيجية دون أن تتجاهل مصالح أصدقائها وشركائها، فالنجاح يحتاج دائماً إلى عمل مشترك وتبادل للمصالح، لذا فإننا نحقق النجاحات المتتالية ونكسب أصدقاء جدداً كل يوم.
ما يلفت في زيارات الشيخ محمد بن زايد الخارجية أنها بالإضافة إلى ما تحققه من إنجازات مع دول العالم في المجالات الاقتصادية والتجارية والصناعية والعلمية وغيرها، فإن سموه لا يصل إلى بلد إلا ويحرص على الالتقاء بأبنائه المواطنين سواء من الطلبة الدارسين أو المرضى الذين يتلقون العلاج، بل وحتى من يكون في زيارة لتلك الدول التي يكون سموه فيها. وهذا يعكس حرص سموه ليس فقط على بناء الجسور مع دول وشعوب العالم، وإنما قبل ذلك على تقوية الجسور بينه وبين أبناء شعبه من مختلف الطبقات والأعمار وفِي مختلف المجالات، وهذا أحد أسرار شخصية الشيخ محمد بن زايد الكاريزمية والمحبوبة من الجميع. وهو يشكر كل مجتهد ويشجع كل متميز ويرفع من شأن كل مخلص، أما هو فقد اختار أن يعمل في صمت وهدوء وبلا ضجيج، فحب الإمارات وخدمة الشعب شيئان مقدسان لدى سموه.
وعلى الرغم من أنه لا ينتظر منا شكراً على ما يبنيه من جسور في الداخل والخارج، إلا أننا لا بد أن نقول شكراً وشكراً وإن كانت كل كلمات الشكر والعرفان لن تفي سموه جزءاً بسيطاً من حقه علينا وعلى الوطن.
المصدر: الرؤية