كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
دفعت قبل قليل 1300 ريال، هي قيمة ثلاث مخالفات سُجِّلت عليَّ من قبل نظام ساهر المروري، ضياع المال في غير عائد يولّد شعوراً بالمرارة، خاصة تجاه 500 ريال ذهبت نظير مخالفة قطع إشارة مرور، وأنا متأكد أنني لا أقطع إشارة مرور، وقد حاولت معرفة متى وأين حصل ذلك من خلال موقع وزارة الداخلية، فأفادني أنه لا توجد مخالفة بهذا الرقم، رغم أنني سدّدتها بنفس الرقم، بإمكاني أن أتظلم فثمة آلية لذلك، ولكن أنَّى لي أن أغادر البحرين، حيث أعيش، وأذهب إلى إدارة مرور لا أعرف أين هي في الرياض؟ ثم إنني متأكد أنها قضية خاسرة، ذلك أنني قد دفعت سلفاً على طريقة «ادفع ثم اشتكي».
توجد لديّ مخالفتا تجاوز سرعة أُقر بهما، وقد وجدتهما تحديداً وتفصيلاً في موقع الوزارة على الشبكة، على عكس مخالفة قطع الإشارة، فلقد تعبت وأنا أقول للسائق لا تسرع خلال رحلة الأسبوع الماضي من الرياض إلى الدمام، فيرد علي «بابا.. لا تخاف، أنا أعرف ساهر فين» حتى صدمنا فلاش جاء من على يسار السيارة، فقال السائق بغضب: «هذا جديد.. ساهر دوماً سيارات على يمين الطريق بينما هذا ماكينة»، قالها كأنما خدعته كاميرات ساهر وخرجت على قواعد متفق عليها، وصلت الدمام معتقداً أن ساهر أصابنا في مقتل مرة واحدة بينما نجح سائقي في «ختل» بقية وحداته المنتشرة على طول الطريق، فإذا بمخالفة ثانية تأتي بعد يومين، وبالتالي يمكن القول إن رحلة الرياض ـ الدمام كلفتني 800 ريال .
في المرة القادمة إما أن أسافر جواً وإما أن أقود سيارتي بنفسي مع الالتزام بالحد الأقصى للسرعة، وهو ما سأفعله مستخدماً «الكروز كونترول»، ذلك أن تجربتي مع السائق لم تنجح في ثنيه عن السرعة، فمن الواضح أنه يحب، مثل غيره، المغامرة، ويعتقد أنه قادر على «قهر» ساهر، كما يعلم أنني رجل طيب، ولن أخصم عليه آخر الشهر .
بالرغم من كل ذلك فإني مستعد أن أكون عضواً مؤسساً في جمعية «أصدقاء ساهر»، وأعتقد أن إدارة مرور الطرق في السعودية تحتاج إلى تأسيس هذه الجمعية، فساهر سيأتي في أعلى قائمة «أكثر الأشياء كرهاً في السعودية» رغم أنه لا يستحق ذلك، فلقد أسهم بالفعل في خفض عدد الوفيات بنسبة كبيرة، سمعت ذلك مباشرة من ابن أختي الدكتور رأفت طاهر، إنهم باتوا «يعانون» في أقسام الجراحة من انخفاض حاد بلغ نحو 40 في المئة للأعضاء الحية التي يُتبرع بها للمرضى، وقد كان المتوفون في حوادث السيارات مصدراً مهماً لهذه الأعضاء كالقلب والكلى ونحوهما .
بالطبع رأفت راضٍ بهذه المعاناة، إذ لا أحد يريد مزيداً من وفيات حوادث السيارات، ونحن في السعودية نتصدر دول العالم في ارتفاع نسبتها بسبب حوادث الطرق الغبية التي قلّت بسبب ساهر، والذي نتمنى أن ينفتح علينا أكثر من خلال جمعية أصدقائه المقترحة حتى نعاتبه قليلاً ونشكره كثيراً.
المصدر: مجلة روتانا