تشارك جمعية الناشرين الإماراتيين في فعاليات الدورة الـ 24 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب والذي ينطلق في 30 إبريل الجاري ويستمر حتى 5 مايو المقبل، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. وسيعرض المنتسبون لبرنامج “أنشر” التدريبي إصداراتهم التي نشروها خلال انتسابهم للبرنامج في جناح جمعية الناشرين الإماراتيين بالإضافة إلى أجنحتهم المستقلة.
وقد أعرب جمال الشحي، رئيس جمعية الناشرين الإماراتيين ومؤسس دار “كُتّاب” للنشر والتوزيع عن أهمية مشاركة الجمعية في هذه التظاهرة الثقافية السنوية التي تستقطب أهم دور النشر ووكلاء الحقوق الأدبية في العالم لإبراز دور الناشرين الإماراتيين في سوق الكتاب المحلي والعربي.
وأضاف الشحي :”يعد قطاع النشر في دولة الإمارات حديث نسبياً، وتهدف جمعية الناشرين الإماراتيين من المشاركة في معرض أبوظبي للكتاب إلى مساعدة الناشرين الإماراتيين على التواصل مع كبار الناشرين من مختلف أنحاء العالم، عبر ترتيب اجتماعات ولقاءات مع عدد من دور النشر، بهدف النهوض بقطاع النشر في الدولة وتحقيق التنافسية في هذا المجال تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة”.
وأورد الشّحي أن هذا المعرض يحتفي بخلاصة تجارب المنتسبين لبرنامج “أنشر” التدريبي حيث يعرض كل من علي الشعالي ومحمد بن دخين المطروشي الإصدارات التي نشروها في فترة انتسابهم لبرنامج “أنشر” التدريبي والذي انطلق في العام الماضي.
وقال المطروشي: “نتوجه بالشكر لصندوق خليفة لدعمه لبرنامج أنشر التدريبي، ما سمح لدار التّخيل أن تشارك لأول مرة بجناح مستقبل في معرض أبوظبي الدولي للكتاب وأن تقدم حزمة إصدارات في وقت واحد. وأضاف أن الإصدارات الجديدة التي يشارك بها هي: “فن وشعر وشكوى”، ، و”البرلمان الناجح”، و”النورس الجريح”، و”رحيق الأيام” إضافة إلى إعادة إصدار ديوان “على جمر الغضى”. أما علي الشعالي فيشارك بـ”مغامرات الفتى أصهب”، و”حكايات أمي الإوزة”، و”الدراجة النارية”، و”عصيدة الكونتيسة بيرت” و “بياض الثلج وحكايات أخرى”.
واقع قطاع النشر في الإمارات
وأوضحت جمعية الناشرين الإماراتيين من خلال دراسة مسحية وتحليلية أجرتها على قطاع النشر في الإمارات أن قطاع النشر في دولة الإمارات يشهد حالة من الازدهار تحاكي اتجاهات النمو الاقتصادية والاهتمام الذي توليه الدولة والقيادة الرشيدة للحركة الثقافية.
وفي هذا السياق، أثنت جمعية الناشرين الإماراتيين على جهود الشيخة بدور القاسمي المهمة والحثيثة في دعم قطاع النشر في الدولة من خلال المبادرات والأنشطة الثقافية المختلفة التي تترأسها. وذكرت جمعية الناشرين الإماراتيين، أن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية تأسيسها أولت قطاع النشر اهتماماً كبيراً وأن التّطور الاقتصادي في دولة الإمارات ينعكس إيجابياً على نهضة ونماء المجالات العلميّة والثقافية.
وحول سوق النشر في الإمارات، أشارت الدراسة التي أجرتها الجمعية إلى أن الإنتاج المحلي في الدولة يمثل نسبة محدودة من حجم الكتب المتاحة في السوق مقارنة مع واردات الكتب من باقي البلدان العربية مثل لبنان وسوريا والأردن ومصر. كما أن حجم واردات الكتب باللغة الإنجليزية يفوق حجم إنتاج الكتب الصادرة باللغة العربية في حين يشهد كلا السوقين تطوراً بمعدل سنوي. وذكرت الدراسة أن قيمة إنفاق الفرد على الكتاب في الإمارات تبلغ 30 دولاراً في السنة، ولا يتضمن هذا المبلغ أي مواد أخرى مثل المواد التعليمية التي توزع خارج متاجر الكتب الاعتيادية.
صراع بين النشر الورقي والإلكتروني
بينت الدراسة التي أجرتها الجمعية أن سوق الكتاب الورقي تأثر بشكل كبير مع التطور التقني وانتشار الوسائط الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والحواسب اللوحية. لذلك، يلجأ الكثير من المؤلفين اليوم إلى منصات النشر الإلكتروني لنشر وتوزيع كتبهم بشكل مباشر دون الرجوع إلى الناشر الذي يلعب دور الوسيط، الأمر الذي تضرر على إثره سوق عمل الناشر الورقي.
كما جاء في الدراسة أن النشر الالكتروني ألغى حدود الرقابة التي تعاني منها الكتب الورقية المنشورة بالطرق الإلكترونية إذ أعطت هذه الطرق القوة والسلطة للناشر الإلكتروني بأن يتحكم كلياً في المحتوى من دون تدخل أي جهة. وعرّجت الدراسة على تبدل صيغة الكتاب في العالم الرقمي وتغير مفهومه في ظل المنافسة التي تشهدها الكتب مع الصور والكلمات والأفلام والموسيقى التي تقاسمها قنوات التوزيع.