في التقاء إبداعي لافت، اجتمعت القصيدة والأغنية واللوحة الفنية، في أمسية ثقافية خيرية، نظمها المكتب الثقافي الإعلامي التابع للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، دعماً لمرضى السرطان، وتحديداً سرطان الثدي، الذي تسعى القافلة الوردية ـ من خلال فعالياتها ـ إلى التصدي له عبر التوعية والفحص المبكر لاكتشاف المرض.
«القافلة الوردية»
تعد حملة القافلة الوردية إحدى المبادرات التي أطلقتها جمعية أصدقاء مرضى السرطان، العام الماضي، وتأتي الحملة تحت مظلة برنامج «كشف» للتوعية والإسهام في توفير طرق وآليات الاكتشاف المبكر للسرطان، والقافلة الوردية هي أولى مبادرات «كشف»، لدعم الكشف المبكر لسرطان الثدي.
وتم تصميم حملة القافلة الوردية للتوعية بمرض سرطان الثدي، وحث السيدات على إجراء الفحوص الذاتية والخضوع للفحوص الطبية الدورية، وستواصل الحملة مسيرتها حتى 2014، على مستوى الدولة، بما في ذلك المناطق النائية وضواحي المدن، وسيتم تخصيص إيرادات حملة التوعية، لضمان توفير آخر التقنيات في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ووضع هذه التقنيات في متناول جميع السيدات في الإمارات.
الفنانة الكويتية ـ أو كما تعرف بسندريلا الشاشة الخليجية ـ سعاد عبدالله، قرأت مختارات من أبرز ما كتبت شاعرات عربيات ينتمين إلى عصور أدبية متفاوتة، من شاعرات العصر الجاهلي، وصولاً إلى الأندلسي، وحتى العصر الحديث، فيما رافقت القصائد موسيقى للعازفة ليلى أبو ذكري، التي انتقت عددا من المقطوعات تماهت مع طبيعة القصائد واستوحت إيقاعها من القراءات، ولأن التشكيل جزء لا يتجزأ من الفنون فقد صاحبت الشعر والموسيقى ريشة الفنانة التشكيلية ابتسام عبدالعزيز، التي رسمت لوحة فنية تحمل شعار حملة القافلة الوردية، ضمن مشهد شاعري ورؤية فنية متكاملة، انسجمت مع طبيعة الأمسية الخيرية.
16 ألف مستفيد
عبرت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، عن فخرها واعتزازها بالدعم المستمر للخير، فمن خلال هذه الأمسية، التي يعود ريعها لحملة القافلة الوردية، كشفت سموها عن آخر الاحصاءات التي توصلت إليها الحملة، إذ وصل عدد المستفيدين من خدمات القافلة نحو 16 ألف مستفيد من الجنسين، فيما تم الكشف المبكر عن 10 حالات مصابة بالمرض.
وأعلنت سموها ـ خلال الأمسية ـ عن انطلاق الجولة الثالثة لفرسان القافلة الوردية، التي تنطلق في فبراير المقبل، وستكون على مستوى الدولة، كما كشفت سموها عن افتتاح مركز التميز للعناية بمرضى سرطان الثدي، في مستشفى الجامعة على أن يكون هذا المركز متاحا لجميع المرضى على مستوى الدولة، لافتة إلى أن الخطوة المستقبلية لهذا المركز ستكون تحويله إلى مركز أورام سرطانية.
ودعت سموها وسائل الإعلام العربية وكتاب الدراما التلفزيونية والمهتمين بالفن، إلى ضرورة التركيز على مرض سرطان الثدي خصوصا، والأمراض السرطانية الأخرى عموما، وعدم تناسي هذه الفئة كونها جزءاً من المجتمع، كما أكدت أهمية عدم تجسيد المريض بالسرطان بأنه شخص ينتظر الموت، لأن المرض يمكن علاجه طالما تم اكتشافه في مرحلة مبكرة.
ثلاثية الفن
إلى ذلك، قالت مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي في الشارقة الأديبة صالحة غابش، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الثقافة يمكنها أن تكون واحداً من الجهود الإنسانية، لأنها تعكس تفاصيل حياة المجتمعات، وتعبر عن مدى التطور الفكري والعلمي والسلوكي لكل مجتمع بقيادته وشعبه، فهي تسير جنباً إلى جنب مع المجالات الأخرى في أدوارها التنموية».
وأكدت أنه «من خلال أمسية الكلمة والنغم في دعم القافلة الوردية، نفتح نافذة على مشهد ثقافي، تلونه الريشة مع الكلمة والنغم على إيقاع مسيرة القافلة الوردية، إذ بتلك الثلاثية ندعم القافلة الوردية ذات الأهداف الإنسانية الكبيرة، التي تتلخص في رفع معاناة المرأة المصابة أو حمايتها، عبر وسائل التوعية».
ولفتت غابش إلى أن «التحضير للأمسية يجري منذ أكثر من عام تقريبا؛ فبعد أن طرحنا على الفنانة سعاد عبدالله فكرة المشاركة في الأمسية وافقت، شريطة أن تكون الأمسية خيرية، ويعود ريعها لمصلحة جمعية خيرية خاصة بمساعدة المرضى، وكانت القصائد العربية التي تنوعت في مغازيها، منها قصائد وطنية وعاطفية وإنسانية، تنتمي لعصور ماضية وحديثة».
وأفادت غابش بأن اللوحة الفنية، التي رسمتها الفنانة ابتسام عبدالعزيز، والتي عبرت في مضمونها عن رؤية وأهداف القافلة الوردية، سيتم إهداؤها لجمعية أصدقاء مرضى السرطان في الشارقة، خصوصاً أن «اللوحة رسمت مباشرة أثناء الأمسية إذ استوحت الفنانة روح القصائد والموسيقى المصاحبة لها، مع إظهار بصيص الأمل، والتفاؤل الذي تدعو إليه حملة القافلة الوردية».
شجن وموسيقى
الأمسية الفنية سادها جو طاغٍ من الموسيقى التي عزفتها ليلى أبوذكري على البيانو، لتقدم مجموعة شدّت أسماع الحاضرات من الألحان والمعزوفات الشرقية والعالمية، بما يتناسب وأجواء القصائد، إذ رافقت موسيقى زهرة المدائن للإخوين رحباني قصيدة الشاعرة فدوى طوقان «الفدائي والأرض»، أما موسيقى محمد الموجي «قارئة الفنجان»، فصاحبت قصيدة «لو أنبأني العراف» للشاعرة لميعة عباس عمارة.
ورغم قولها إنها لا تستطيع ـ من خلال صوتها ـ إيصال ما تريد، قدمت الفنانة سعاد عبدالله قراءات معبأة بالشجن والإحساس والمرهف، مع أن صوتها لم يخل ـ في بداية الأمسية ـ من التوتر الطبيعي، نتيجة شائعة وفاتها، التي تناقلتها أجهزة «بلاك بيري» ومواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تلبث أن ذهبت خلف إحساسها، وهي تقرأ من أشهر القصائد العربية، قصائد حب مختارة للشاعرة ولادة بنت المستكفي والموسيقى الأندلسية المصاحبة لها، والتي عبرت خلالها الفنانة عن مشاعر الحب والطرب، قائلة إن «الجلسة حميمية، لذلك يحلو الطرب والحب».
تفاعل وغناء
تفاعلت الحاضرات مع قصيدة الشاعرة سعاد الصباح «نون النسوة»، وقصيدة «خطأي أنا» للشاعرة روضة الحاج، والتي رافقتها موسيقى «بلاش عتاب» للموسيقار كمال الطويل، وتأثرن كثيراً بقصيدة الشاعرة الخنساء في حزنها على أخيها صخر، التي صاحبتها موسيقى «حبيبي» لإلياس رحباني.
وفي خطوة لافتة لقيت ترحيب الحاضرات، طلبت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، من الفنانة التشكيلية ابتسام عبدالعزيز والموسيقية ليلى أبوذكري الغناء، الأمر الذي تفاعلت معه الحاضرات، لاسيما أن الاغنية كانت من روائع سيدة الغناء العربي أم كلثوم «انت عمري».
المصدر: الامارات اليوم